السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«استيطان الفضاء» يناقش قوانين استغلال الموارد

«استيطان الفضاء» يناقش قوانين استغلال الموارد
13 فبراير 2018 01:05
دبي (الاتحاد) تناولت جلسات منتدى استيطان الفضاء الذي ينعقد بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، قضايا عدة ذات صلة وثيقة بعلوم وخطط استكشاف الفضاء، من بينها كيفية استغلال الموارد في الفضاء والقوانين الناظمة للتعامل معها، والصورة التي يجب أن تكون عليها مجتمعات البشر التي ستقام في الفضاء، وآلية تنسيق الجهود الدولية لوضع تصور شامل لحل هذه القضايا. وفي جلسة بعنوان: «الفضاء في قلب كوكب الأرض»، قالت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للعلوم المتقدمة: «إن مسألة دراسة كوكب الأرض بهدف استيطان الفضاء ضرورية ومهمة من أجل مقارنة خصائصه بالكواكب الأخرى، وفهم طبيعة الكواكب الشبيهة». وأكدت أن الإمارات ماضية في مسيرة تصنيع الأقمار الاصطناعية وتطوير أنظمتها، وإطلاق بعثتها للمريخ، وتطوير علوم الفضاء كجزء من رؤية الدولة للابتكار. وأشارت معالي الأميري إلى أهمية إقامة منتدى استيطان الفضاء لاستعراض أبرز الخبرات والاستكشافات العلمية في هذا القطاع، وتعزيز قنوات التواصل مع الدول الرائدة في هذا مجال البحوث والبعثات الفضائية. وقالت: «نحن نستكشف المزيد من الآفاق بدراسة خصائص الأرض ومقارنتها بالكواكب الأخرى، من أجل الاستثمار في رأس المال البشري الذي سيعود عليه الكثير من العلم والمعرفة بشأن الملاحة الجوية والطقس والمناخ والزراعة والموارد المائية وعلوم الاستمطار». وأفادت معاليها بأن دراسة الأرض بهدف استكشاف الفضاء له غاية بعيدة المدى، وهي استيطان الفضاء، بينما تتمثل الغاية الآنية في تطوير مهارات العلماء والمهندسين، من خلال دراستهم لبيئات مختلفة، وجمعهم لمزيد من البيانات والمعلومات. وأشادت معاليها بدور المهندسين ورواد الفضاء العاملين في مركز محمد بن راشد للفضاء في تطوير العلوم التي تدفع بمسيرة الإمارات نحو استيطان المريخ. وختمت معاليها مداخلتها بالقول: «العلوم والتكنولوجيا هي مستقبل الحياة البشرية، ولهذا من الضروري أن نستثمر فيها، خاصة في دراسة مسائل مثل استيطان الفضاء، فالفضاء هو المستقبل. ونحن نشهد الآن تحقق الهدف قصير المدى، وهو الاستثمار في رأسمالنا البشري، من خلال الحث على البحث والتطوير والدراسة، أما الهدف طويل المدى، أي استيطان الفضاء، فهو يتطلب الكثير من الجهد والصبر والمثابرة، نحن قادرون على تحقيقه بما نمتلكه الآن من مواهب وقدرات». منجم ذهب المستقبل واستضافت إحدى جلسات المنتدى، والتي حملت عنوان «منجم ذهب المستقبل: مهمات التنقيب في الفضاء» كلاً من ليندي إلكينز تانتون، قائد الفريق العلمي لمشروع تنقيب المذنب سايكي، وتانيا ماسون-زوان، نائب مدير المعهد الدولي لقانون الجو والفضاء في جامعة ليدن، وأنجل عبود مدريد، مدير مركز الفضاء في كلية كولورادو للمناجم. وقالت ليندي إلكينز تانتون: «إن المحرك الأساس لاستهداف الفضاء ينبع من رغبة البشر والحكومات على السواء في استكشاف المجهول، والوصول إلى حقائق جديدة نستطيع أن نسخرها لخدمة حياتنا اليومية على الأرض». وأكدت تانتون أن البشر بحاجة إلى تعلم الكثير من الأشياء مثل فزيائيات الجاذبية والتنقل، وتوفير الحاجات الأساسية عند الاستقرار والعيش في بيئة غير معروفة. أما أنجل عبود مدريد، فقال في معرض في إجابته عن سؤال حول كيفية استغلال الموارد في الفضاء: «علينا أولاً أن نصل إلى تعريف لمفهوم «الموارد الفضائية»، هل هو شيء جديد أم هي الطاقة الصرفة وأنظمة التموضع بواسطة الأقمار الصناعية أم الضوء الذي نستطيع تحويله بسهولة، فهذه الأشياء نستعملها بشكل يومي وليست بحاجة لاستكشاف». وتابع عبود أن المورد الأهم الذي قد نستفيد من وجوده في الفضاء هو الماء الذي نستهلك مليارات الجالونات منه يومياً. ففي المستقبل، الماء في الفضاء سيكون على قدر أهمية النفط في الأرض، وبالأخص عندما تشح موارد المياه على الأرض. وأكد أن المورد الأهم الذي سنستفيد منه في الفضاء هو الإلهام والرغبة في اكتشاف المزيد. وتابعت «أنه يجب اعتبار الموارد في الفضاء ملك للجميع، ويجب أن تسخر لخير البشرية، فإذا كان هناك -على سبيل المثال- كميات وافرة من المياه في الفضاء، فهي يجب أن توظف لسد النقص على الأرض ولدعم مشاريع التنمية». كما اتفق المتحدثون على أن التعليم هو مفتاح التقدم المنشود في مجال الفضاء وغيره، وطالبوا بتحديث نظم التعليم، لتصبح تشجيعاً على الجدل والإبداع، وأساساً لمجتمعات المعرفة والمهارات. لماذا نستثمر في الفضاء؟ واستضافت جلسة بعنوان «لماذا نستثمر في الفضاء» ثلاث شخصيات بارزة هي الدكتور جون سي مانكينز، رئيس شركة مانكينز تكنولوجيا الفضاء، والدكتور هنري ر. هرتزفيلد، بروفيسور السياسة الفضائية في جامعة جورج واشنطن، وماريت وندسيث، باحثة رئيسة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وتحدث جون مانكينز عن هدف استيطان كوكب المريخ بحلول عام 2117، حيث أشار إلى أن إقامة مستوطنة مستدامة وحقيقية هو أمر محفوف بالتحديات التقنية، ويتطلب كماً هائلاً من الطاقة المطلوبة للموارد، مثل الزراعة لإنتاج الطعام، وتلبية مستلزمات البشر. لكن القيمة الناتجة عن السعي لتحقيق هذا الهدف تكمن في المزيد من براءات الاختراع، وتوفير فرص لا حصر لها للإلهام. وتناولت ماريت وندسيث موضوع الاستثمار في الفضاء من زاوية مختلفة، تركز على استكشاف النواحي الاقتصادية لهذا الاستثمار، ونوهت إلى أن دولاً كثيراً أصبح لديها الآن برامج لاستكشاف الفضاء، مما يعزز التعاون الدولي في هذا الصدد ويرفع التنافسية والتغيرات في هذا القطاع. وسلط هنري هيرتزفيلد خلال الجلسة الضوء على المنافع الملموسة من الاستثمار في الفضاء، والمتمثلة في تعزيز التعليم والابتكار، وإنتاج اقتصادات قابلة للتوسع. الزراعة في الفضاء «الزراعة في الفضاء: الفرص والتحديات الفضائية» كان عنوان إحدى جلسات منتدى استيطان الفضاء، وتحدث فيها خوليو ارنستو فالديفا سيلفا الباحث في مركز اميس للأبحاث، بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن سبب اختيار البطاطا لتكون غذاء لرواد الفضاء، فقال: «إن ذلك ليس لحاجة سكان المستعمرات الفضائية للوجبات السريعة ولكن بسبب الحاجة للأغذية الطازجة». وأضاف أن هناك أدلة تشير لوجود موارد مائية على سطح المريخ قد تكون مجمدة وربما سائلة مع ملوحة مرتفعة، ولذلك تم البحث عن بيئات أرضية تشبه تربتها تربة المريخ، فتم اختيار منطقة لاهويا في جنوب البيرو وهي منطقة شبه صحراوية تتصف بنسبة رطوبة مرتفعة وتحتوي تربتها على كثير من المواد المؤكسدة كما في تربة المريخ. كما تم اختيار البيرو لأن فيها 4500 نوع من البطاطا، وتمت الاختبارات سنة 1916 بهدف انتقاء النوع الأقوى منها، حيث تم أخذ 800 كلغ من التربة ونقلت لمركز البطاطا الدولي في ليما- البيرو. وبعد عام من المقارنات استخدم 65 نوعا من البطاطا، وتبين أن 40 جنسا نمت جزئيا و4 فقط تطورت لتصبح بطاطا. واعتبر سيلفا أنه بفضل هذه النتائج، نحن نعيش في المستقبل، والمرحلة الثالثة ستكون التأكد من نمو النباتات وإنتاج البطاطا ، أما المرحلة الرابعة فستكون إرسالها وزراعتها في المريخ. وأضاف أنه بغية فهم المشروع بشكل كامل يجب البحث عن أفضل خيار للنباتات التي تتكيف مع الظروف القاسية، ومعرفة حدود نمو النباتات، وفهم الأتربة الطبيعية في تلك الأماكن البعيدة وخصائصها، والجراثيم الموجودة في التربة. وتحدث كريستوف لاسور، مدير «ميليسا» النظام البديل لدعم حياة ميكرو إيكولوجية، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، عن المشروع الذي يضم 100 عالم، وهو مستمر منذ 30 سنة. وتطرق إلى تعاونهم مع عدد من القطاعات، لاستكشاف إمكانية تكرير البول، لتدوير ثاني أوكسيد الكربون وتحويله إلى أوكسجين. وقال: «إنهم يزرعون 8 نباتات، واستعانوا بالطاهي الفرنسي آلان دوكاس المعروف بدبي، والذي تطوع لتقديم وصفات تستخدم تلك الأنواع المحددة في الأطباق الفضائية، بحيث تراعي نسب الغذاء التي يحتاجها رائد الفضاء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©