الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

البواردي يحذر من تراجع نصيب الفرد من المياه 50% عام 2050

البواردي يحذر من تراجع نصيب الفرد من المياه 50% عام 2050
23 مارس 2009 01:37
حذر معالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي والعضو المنتدب لهيئة البيئة بأبوظبي من انخفاض نصيب الفرد من المياه إلى نصف المستوى الحالي بحلول عام ·2050 كما حذر من زيادة الطلب على المياه في العقود القليلة القادمة تبعاً للتغير في التركيبة الاقتصادية والسكانية، وتضاعف الحاجة إلى مواجهة التلوث الناتج عن التنمية الصناعية والعمرانية، مما يؤدي إلى مشاكل إضافية في المنطقة· وأكد البواردي خلال ملتقى السفراء، الذي نظمته الهيئة بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية لاستعراض برامج الأكاديمية العربية للمياه للعام ،2009 أن دولة الإمارات العربية المتحدة استضافت ''الأكاديمية العربية للمياه'' بهدف مساعدة دول المنطقة على مواكبة التحدي العالمي في مجال المياه، والاستعداد لتحديات المستقبل بمزيد من بناء القدرات البشرية وتبادل الخبرات الفنية والتعاون الدولي والإقليمي في مجال إدارة المياه· ورغم أن المال يشكل عالميا 1400 مليون كيلو متر مكعب، إلا أن 2,5 % فقط صالحة للاستخدام البشري، في حين يعاني أكثر من ثلاثة وعشرين مليون شخص من شرب مياه ملوثة· وتقع دولة الإمارات العربية المتحدة في حزام المناطق الجافة والقاحلة، حيث يصل متوسط معدل تساقط الأمطار إلى أقل من 100 مم سنوياً ومعدل تغذية طبيعي منخفض للمياه الجوفية أقل من 10% من إجمالي المياه المستخدمة سنوياً، بالإضافة إلى عدم وجود مصادر مياه سطحية دائمة يمكن الاعتماد عليها كمصدر دائم· وتساءل البواردي عن مدى قدرة دول المنطقة على تطوير ممارساتها الحالية في مجال الإدارة المائية لمواجهة هذه التحديات، فإذا لم تكن قادرة فإننا سوف نواجه أوضاعاً بالغة الصعوبة مع زيادة الفجوة الحالية وتفاقم العبء الاقتصادي الناجم عن استخدام وسائل عالية التكلفة لسد الحاجة من المياه· ولفت إلى أن العلماء والمختصين يؤكدون على الحاجة إلى تغيير جذري في ممارسات الإدارة والتخطيط بزيادة التركيز على الإدارة المتكاملة للموارد المائية، بدلاً عن مجرد اللهث لتقديم الحلول المؤقتة لسد حاجة الطلب على المياه، مشيرا إلى أن الحلول المتكاملة لا تقتصر على تحقيق الأمن المائي على التطورات التقنية وتمويل المشاريع الطموحة، وإنما تعتمد أيضاً على تطوير التشريعات والنظم الإدارية للوفاء بالطلب الحالي والمستقبلي في إطار التنمية المستدامة للموارد المائية· وأكد البواردي أن التحول المنشود يحتاج إلى جملة من الخبرات والمهارات والمعارف، بالإضافة إلى توفير البيئة الملائمة للإبداع والتميز وبناء القدرات وتمكين العلماء والمختصين من الإسهام الفعال في وضع السياسات وتنفيذها على أرض الواقع· وأضاف ''على الرغم من أهمية تطوير مناهج الجامعات والمعاهد لتخريج الكوادر المؤهلة للمساهمة في التغيير المنشود، إلا أن ما نرجوه من تطور عاجل لن يكون ممكناً، إلا من خلال الاستعانة بالمتخصصين الذين يوجهون دفة العمل، بالإضافة إلى زيادة مستوى الوعي العام والرسمي وتوضيح الأبعاد الحقيقية للمشكلات المائية، وتعزيز الجهود من أجل التحرك السريع على الأصعدة المختلفة''· إطلاق الأكاديمية ويذكر أن الأكاديمية أطلقت في يونيو 2008 لتكون مركزاً مهماً لاستقطاب الكفاءات العاملة في مختلف المجالات ذات العلاقة بالمياه، ومركزاً تدريبياً مرموقاً لتعزيز مهارات وقدرات العاملين في مجال الإدارة المتكاملة لموارد المياه، ومركزاً للبحوث والدراسات· وقد تم تشكيل مجلس إدارة الأكاديمية أثناء انعقاد مجلس المحافظين للمجلس العربي للمياه بالقاهرة خلال شهر فبراير الماضي، حيث يتكون المجلس من سبعة أعضاء وفقا للنظام الأساسي لتأسيس الأكاديمية· وأوضح الدكتور فوزي سلطان، رئيس مجلس إدارة المركز الدولي للزراعة الملحية أن الهدف الرئيسي للأكاديمية يتمثل في إعداد وتأهيل الكوادر العربية لتخطيط وإدارة موارد المياه في شتى أنحاء الوطن العربي· وذكر أن فكرة إنشاء الأكاديمية حظيت بالترحيب الواسع من العديد من الدول والمؤسسات الدولية العاملة في مجال الموارد المائية؛ نظراً للأهمية الخاصة لموارد المياه بالمنطقة العربية والدور الهام والحيوي الذي ينتظر أن تقوم به· اتفاقية تعاون وعلى هامش اللقاء، وقعت هيئة البيئة بأبوظبي وهيئة المعونة الأميركية اتفاقية تعاون لتقديم دعم مالي لرعاية برامج التعليم للأكاديمية بمبلغ 424 ألف دولار· على أن توقع الأكاديمية خلال المرحلة المقبلة اتفاقيات تعاون وشراكة مع الجهات الدولية والمراكز البحثية والجامعات في كل من هولندا وسنغافورة والمغرب ومصر· وتتضمن الخطة التدريبية للأكاديمية لعام 2009 التي تم استعراضها أمس العديد من البرامج الطموحة منها دبلوماسية المياه وآلية التفاوض على مصادر المياه المشتركة مثل الأنهار العابرة للحدود أو الخزانات الجوفية المشتركة بين أكثر من دولة· كما سيتم تنظيم دورة تدريبية في مجال حوكمة المياه والمقصود بها العمليات السياسية والتنظيمية والإدارية التي تستخدمها المجتمعات في التعبير عن مصالحها والتي تستوعب مداخلاتهما· ونظراً لعدم وجود مصادر متجددة للموارد المائية في منطقة الخليج العربي واعتماد هذه المنطقة على الموارد غير التقليدية مثل التحلية وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالج، فسوف تشمل هذه الدورات على دورة متقدمة في إدارة وتنمية الموارد غير التقليدية مثل التحلية والتقنيات الحديثة في التحلية، وآلية تقليل استهلاك الطاقة وخفض التكلفة في صناعة التحلية وتقليل الآثار البيئية· كما تشمل طرق متقدمة في المعالجة واقتصادياتها والجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية في استخدام مياه الصرف الصحي المعالج في الاستخدامات المختلفة مثل التبريد المركزي وري الغابات والمزارع وشحن الخزانات الجوفية مع تقييم الأثر البيئي والصحي لذلك· وكذلك سوف يشمل برنامج الأكاديمية على دورات في مجال تخطيط وإدارة الموارد المائية وتمويل مشاريع المياه ودراسات الجدوى للمشاريع المائية واقتصاديتها وآلية الاستغلال الاقتصادي الأمثل لموارد المياه·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©