الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حل الدولتين».. هل هو النهاية؟

21 فبراير 2017 00:52
عندما تخلى الرئيس دونالد ترامب عن الإصرار الأميركي الراسخ بشأن إقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل، عزف بذلك عن «حل الدولتين»، الذي كان جوهر جهود السلام في الشرق الأوسط على مدار عقود. وترجع فكرة تقسيم الأراضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى عام 1947، وحينذاك صوتت الأمم المتحدة لصالح تقسيم فلسطين، التي كانت تحت الحكم البريطاني، وإنشاء دولة يهودية وأخرى عربية، وهي خطة قبلها اليهود، ورفضتها الدول العربية. وبالنسبة لمعظم أنصار حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قدّس ذلك النموذج مبدأ تبادل «الأرض مقابل السلام». وينطوي هذا الحل على وعد بعنصرين أساسيين هدفهما تلبية الاحتياجات الأساسية لكلا الشعبين، هما: حق تقرير المصير السياسي للفلسطينيين في دولتهم المستقلة، والاعتراف بحدود إسرائيل على أن تقبلها الدول العربية. وأصبح هدف قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، سياسة أميركية بعد اتفاقات أوسلو التي تم توقيعها عام 1993 بين الحكومة الإسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية. وأكد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في 2001 على حل الدولتين كهدف، وتبناه خلفه «جورج بوش» باعتباره سياسة رسمية، وكان حجر زاوية في جهود إدارة أوباما من أجل السلام. بيد أن ترامب قلب ذلك كله رأساً على عقب يوم الأربعاء الماضي عندما قال إنه «يبحث في حل الدولتين وحل الدولة الواحدة»، وأنه سيكون «سعيداً جداً بالحل الذي يؤيده كلا الطرفين». وتحدث قبل اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تفادى عمداً ذكر حل الدولتين. وفي حين لم تؤت جهود الوساطة من أجل التوصل إلى اتفاق على أساس حل الدولتين، تحدّث بعض الإسرائيليين عن الواقع على الأرض، زاعمين أن المستوطنات اليهودية المنتشرة في أنحاء الضفة الغربية ونصف قرن من السيطرة الإسرائيلية تقضيان على أية تسوية مقترحة بشأن تبادل الأراضي. بيد أن منتقدي فكرة حل الدولة الواحدة يعتقدون أنه ينطوي على مخاطر جمة لإسرائيل. ويقول «شلومو أفينيري»، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية: «إن حل الدولة الواحدة يمثل نهاية للصهيونية، وهو المبدأ الذي تقوم عليه الدولة الوطنية اليهودية». ويرى صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، أن القضاء على حل الدولتين سيكون كارثة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين معاً. ويقول عريقات: «إن البديل هو دولة ديمقراطية لليهود والمسيحيين والمسلمين في دولة واحدة كمواطنين متساوين، لكن خطة نتنياهو هي محاولة فرض دولة واحدة بنظامين.. نظام فصل عنصري.. لا يمكن أن تكون مقبولة في القرن الحادي والعشرين». وكانت إقامة «دولة ديمقراطية علمانية» في المنطقة بين نهر الأردن والبحر المتوسط هي الهدف طويل الأمد لمنظمة التحرير الفلسطينية، قبل قبولها دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والاعتراف بإسرائيل. وقال مصطفى البرغوثي، المشرع الفلسطيني البارز: «إن فهمنا للدولة الواحدة هو أن تكون ديمقراطية بحقوق متساوية يصبح فيها رئيساً أو رئيس وزراء لإسرائيل»، مضيفاً «إذا كانت هذه الدولة ستصبح ديمقراطية حقيقية، فلا يمكن أن تكون يهودية، وإنما ستصبح دولة مشتركة، وبالطبع أود أن أعود إلى هذه الدولة الديمقراطية التي يمكن فيها للفلسطينيين العيش في المدن التي يعيش فيها اليهود، بيد أن حل الدولة الواحدة الذي يقصده نتنياهو لن يكون سوى تعزيز لنظام الفصل العنصري الكامل على كافة الأراضي الفلسطينية». *يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©