الشارقة - تحرير الأمير:
أكد المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة أهمية توفير أراض في مواقع استراتيجية على مستوى الإمارة لإقامة منشآت سياحية حديثة ودعم الحكومة لهيئة الإنماء التجاري والسياحي ماديا مع منحها التسهيلات اللازمة لسرعة إصدار التأشيرات السياحية لرفع انسيابية الحركة السياحية أسوة بما هو متبع في الإمارات الأخرى·
وأوصى الأعضاء بضرورة الترويج السياحي التعليمي والتراثي وتفعيل سياحة المؤتمرات والمعارض وتوفير وتدريب المرشدين السياحيين بجانب تبني مشاريع سياحية مختلفة والتسويق لها داخليا وخارجيا واستقطاب بعض المداخلات السياحية الجاذبة للسائح المحلي والأجنبي وتنمية الموارد السياحية واستثمارها لدعم الاقتصاد الوطني·
جاء ذلك في نهاية جلسته الاعتيادية الحادية عشرة من دور انعقاده العادي الثاني من الفصل التشريعي الرابع و التي ناقش فيها سياسة هيئة الإنماء التجاري والسياحي يوم الأربعاء الماضي بمقر المجلس بدار الحكومة في الديوان الأميري و ترأسها سعادة علي محمد المحمود رئيس المجلس وحضرها الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي وسعادة محمد علي النومان مدير عام الهيئة·
وتضمنت توصيات المجلس أيضا المطالبة بتشجيع المؤسسات المصرفية كالبنوك وغيرها في الاستثمار في قطاع السياحة وإقامة الفنادق السياحية وتمويلها· والتأكيد على أهمية توفير أراض في مواقع استراتيجية على مستوى الإمارة ومنشآت سياحية جديدة نظرا لقلة الفنادق الحالية وقدمها فضلا عن دعم الهيئة ماديا لتمكينها من تحقيق أهدافها·
وبعد التصديق على محضر الجلسة السابقة من قبل أعضاء وعضوات المجلس تلا سعادة سلطان عبد الله بن هده السويدي الأمين العام للمجلس موضوع وأسماء مقدمي الطلب لمناقشة سياسة هيئة الإنماء التجاري والسياحي وقال: تتولى هيئة الإنماء التجاري والسياحي في إمارة الشارقة مهاما عديدة ومسؤوليات كبيرة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تعزيز التنمية الاقتصادية وجلب الاستثمارات والترويج السياحي والتجاري لكافة مرافق الإمارة بما يتماشى مع المكانة الرفيعة التي تبوأتها الشارقة في شتى المحافل المحلية والإقليمية والعالمية مما يحتم دعم تلك الجهود وتذليل كافة السبل وتسخير الإمكانات لتعزيز إسهامات الهيئة ، لذا يهم مقدمو الطلب مناقشة هذا الموضوع الهام ·
رؤوس أموال
ثم ألقى سعادة علي المحمود رئيس المجلس الاستشاري كلمة أشار من خلالها إلى ما تضطلع به هيئة الإنماء التجاري والسياحي في مجال النشاط التجاري والسياحي وتهيئة المناخ الجاذب لرؤوس الأموال المحلية والأجنبية وتوظيفها في الرقي بالمرافق السياحية وتحديث البنية التحتية الداعمة لوجود نشاط سياحي وتجاري يعزز مكانة الإمارة كوجهة سياحية عائلية متميزة ، لافتا الى أن تحقيق ذلك يتطلب التنسيق مع كافة الدوائر والهيئات الحكومية الأخرى حتى تتضافر جهود الهيئة مع غيرها من أجل خلق بيئة سياحية قادرة على جذب المزيد من الأفواج السياحية من مختلف دول العالم·
عمل جماعي منظم
بعدها ألقى الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس الهيئة كلمة أكد فيها أن تطوير القطاع السياحي بإمارة الشارقة يعتبر عملا جماعيا منظما يقوم على أسس متينة وقواعد راسخة تحددها استراتيجية مدروسة تضع في الحسبان كل العوامل المؤثرة على هذا القطاع والتوجه العام لحركة السياحة المحلية والإقليمية والعالمية·
وأشار إلى استراتيجية الهيئة الترويجية والمتمثلة في التركيز على عوامل تميز إمارة الشارقة كوجهة سياحية إضافة للتفرد الذي تمتاز به عن غيرها من الإمارات كون الشارقة تواكب ركب الحضارة مع تمسك أصيل بالجذور وبما تملكه من عوامل تميز تراثي و ثقافي و حضاري يمتزج مع ما تتمتع به من طبيعة متنوعة كل هذه العوامل تكتمل في الشارقة كي تكون بأبهى صورها·
وقال الشيخ سلطان بن أحمد : إن الزيادة الواضحة في التدفق السياحي للإمارة و في عدد المنشآت الفندقية و نسب الإشغال فيها لهو أكبر دليل على هذا حيث ارتفع حجم التدفق السياحي إلى الإمارة إلى 1,3 مليون سائح في العام المنصرم مقارنة بحوالي 600 ألف سائح في العام 2001 و بلغت النسبة الإجمالية لإشغال كل من الفنادق والشقق الفندقية في إمارة الشارقة 82% في حين ارتفع إجمالي عدد الفنادق والشقق الفندقية في الشارقة خلال العام الماضي ،2006 إلى 74 فندقاً وشقة فندقية بواقع( 24 فندقاً و50 شقة فندقية)، مقارنة بـحوالي 40 منشأة فندقية في العام 2001 ·
تصنيف فنادق الإمارة
وأضاف: لتطوير القطاع الفندقي في الإمارة و للارتقاء بالوجهة السياحية و المنشآت الفندقية قمنا في الهيئة بالعمل على مشروع تصنيف فنادق إمارة الشارقة و تم الانتهاء فعلياً من المشروع بانتظار صدور المرسوم الأميري ليدخل التصنيف حيز التطبيق وهو ما سينعكس إيجاباً على أداء فنادق الإمارة و شققها الفندقية الأمر الذي سيرتقي بدوره بأداء أحد أبرز مقومات البنى التحتية السياحية للإمارة و هي القطاع الفندقي·
مشيرا إلى ما تقوم به هيئة الإنماء التجاري و السياحي بالتركيز على أربعة محاور في نشاطها الترويجي و هي إطلاق الحملات الإعلانية الترويجية المختلفة و الإصدارات الترويجية التي تصدرها الهيئة بأكثر من 8 لغات عالمية مختلفة ، بالإضافة إلى المشاركات في أبرز المعارض التجارية و السياحية حول العالم و إقامة فعاليات عالمية و رعاية مختلف الفعاليات و الأنشطة المحلية في الإمارة ·
موسم العطلات
ونوه الشيخ سلطان بن أحمد إلى حرص الهيئة على رعاية العديد من الفعاليات و الأنشطة الترويجية التي تشهدها إمارة الشارقة و من أبرزها عروض ربيع الشارقة كذلك عروض صيف الشارقة المتزامنة مع موسم العطلات و توافد السياح ، لتصبح هذه الفعاليات الأبرز في جدول الفعاليات السنوية الثابتة في إمارة الشارقة ، كذلك تحرص الهيئة في كل عام على رعاية و دعم أيام الشارقة التراثية بالإضافة إلى العديد من الأنشطة والفعاليات الأخرى التي تنظمها الدوائر الحكومية في الإمارة و كان أبرزها هذا العام مهرجان بينالي الشارقة الدولي الثامن وما تنفذه هيئة الإنماء التجاري و السياحي من تنظيم العديد من الفعاليات التي تساهم بشكل فعال في الترويج للإمارة محلياً ، إقليمياً و عالمياً و لعل من أبرز هذه الفعاليات بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة - الفورمولا 1 - جائزة الشارقة الكبرى إذ تسخر الهيئة كافة الجهود التي تجعل من استضافة الشارقة لهذه البطولة حدثاً عالمياً ، كذلك بطولة كأس رئيس الدولة لسباقات الزوارق السريعة - الفورمولا 2000 حيث تقوم الهيئة بالإشراف على تنظيم واحدة من جولات هذه البطولة في كل عام على شواطئ مدينة خورفكان وسط تغطية إعلامية واسعة محلياً و إقليمياً ·
كفاءات مواطنة
وأكد على عدم إغفال تطوير الكادر الوظيفي للهيئة عدداً و عدة حتى أصبح الكادر الوظيفي للهيئة يتألف اليوم من مجموعة من الكفاءات المواطنة و الوافدة التي تعمل بجهد لتحقيق أهداف الهيئة في الترويج للإمارة ، إذ يبلغ عدد موظفي الهيئة 30 موظفاً و تصل نسبة التوطين فيها إلى 45 % إجمالاً و 60 % في الإدارات التنفيذ و تحرص الهيئة على تطوير كوادرها بحضور الدورات التدريبية والندوات في مختلف المجالات التي تخدم تخصصاتهم و مراكزهم الوظيفية ، كما تبذل الهيئة في الوقت ذاته جهود متواصلة في تدريب الطلبة من مختلف الجامعات في إمارة الشارقة فقد قامت الهيئة منذ العام 2000 و حتى يومنا هذا بتدريب أكثر من 30 طالبا و طالبة·
واستعرض ميزانية الهيئة موضحا أنها تصل إلى 28 مليون درهم تتوزع في مجملها كما يلي : 12 % مصاريف إدارية ، 20 % فعاليات ، 30 % معارض تجارية و سياحية ، 30 % دعاية وإعلان ، حيث تواصل الهيئة ضمن هذه الإمكانيات المتاحة العمل على فتح أسواق جديدة ترفد القطاعين السياحي و التجاري في الإمارة بالمزيد من السياح و المستثمرين و يبدو هذا جلياً في كل عام حيث تضاف وجهات جديدة على قائمة أعمال الهيئة الترويجية من خلال المشاركة في معارض مختلفة على مدار العام ·
أبرز التحديات
وأشار الشيخ سلطان بن أحمد إلى أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع السياحي في إمارة الشارقة اليوم تتمثل في البنية التحتية السياحية و تحديداً المنشآت الفندقية ، قائلا إن هذه المنشآت قديمة والإمارة اليوم بحاجة إلى دخول العديد من المنشآت الفندقية الجديدة ذات المستوى ، و عليه فإننا نحتاج اليوم لأن تقوم الحكومة بتوفير أراض لإقامة مشاريع فندقية جديدة في الإمارة و خاصة المنتجعات الفندقية الشاطئية و ذلك للارتقاء بهذه الوجهة السياحية ولاستيعاب التدفق السياحي المتزايد إليها، و هو الأمر الذي باتت الإمارة اليوم في أشد الحاجة إليه·
عدد اليوم
