الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرسان بلاد العرب

14 ابريل 2007 02:49
أثار فزعي هذا الكم من الإهمال والاستخفاف الذي تواجهه لغتنا العربية، وتخيلت تلك العناوين التي رسمت على ملامح وجهي كل خوف وشحوب قائلة: ''انقراض اللغة العربية خلال القرن الحالي''، و''مجمع اللغة العربية يشتكي إهمال العربية في تاريخه الحديث''···!، وأكثر ما استفزني هو أن إدراج الكلمات والمصطلحات الأجنبية بات جزءاً لا يتجزأ من مظاهر التحضر في عصرنا الحالي، سواء كان هذا الاستخدام في الحديث اليومي أو المسلسلات وحتى في القصص والروايات الحديثة لكتاب فضلوا مزج الكثير من اللهجة العامية والقليل من الكلمات الأجنبية لمنح الحديث أو القصة أو غيرها نكهة حضارية مميزة وجديدة مرتبطة أشد الارتباط بما يطلقون عليه اسم ''الإصلاح اللغوي'' وتهميش الفصحى، وبعد ذلك يأتي من يناقشني وينازعني في كون اللغة العربية من المظاهر الأثرية التي اندثرت مع تقدم الأيام والسنين، وأن عصر التكنولوجيا قد فرض علينا لغة حضارية جديدة تتماشى مع متطلبات ''المول·· والكوليج·· والدوت كوم''··! حقيقة أجد الكثير من الدوافع التي ترغمني على الدفاع عن اللغة العربية كونها تقبع ضمن الأصل والجذور، وحبي لها وإدماني عليها ليس بمس من الجنون، وإنما فرط من الاعجاب وبعض من الفضول، وإن وصل بغير السؤال إلى كيفية تحول هذا الحب إلى ذاك الفضول، فالاجابة تكمن في التاريخ العريق لروائع العرب مقارنة بتاريخ الغرب، وسبب تقدير البعض وافتخاره بلغته في حين انجذب البعض الآخر بل الأغلبية - إلى حب التجديد و''الظهور''، وقد يصل بهم الأمر إلى الخجل منها و''النفور''· علق أحد الكتاب في مطلع أحد المجلد التي تتضمن تفسيراً لأرقى معاني الأبيات والأمثال بقوله: ''لو بلغت قصة حياة المتنبي وشاعريته إلى مسامع شكسبير لكان عنوان مسرحيته الثامنة والثلاثين ''فارس بلاد العرب'' ···!!''، فأي إطراء وتعليق أجمل وأروع من هذا··؟! بل أي حقيقة أعذب لنا من هذه··؟!، وتأكيداً ودعماً لهذا الاطراء أود القول بأن المتحف البريطاني قد احتفظ منذ أكثر من ثلاثين سنة بنسخة من شرح ديوان المتنبي، فأي تقدير عجيب لروائع اللغة العربية ومحبيها؟··· وأي اهمال مؤسف وشديد لبقايا اللغة العربية في حاضرنا···؟ فليتأمل ''المتحضرون'' جمال لغتهم العربية وثقلها، والقوة والهيبة التي تتفضل بها عليهم، طال بهم الزمان أو قصر، عندها قد ترجع بهم عقولهم إلى كونها لغتنا الأم، وقد يظهر حينها فرسان آخرون لا فارس واحد فقط لكل بلاد العرب· إيناس الحبشي أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©