الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غلطة طبيب

14 ابريل 2007 02:50
في تلك الأروقة الهادئة·· وبين حنايا الممرات الطويلة·· أشم رائحة الموت البطيء·· ينام على الأسرة البيضاء قبل المريض·· لم يعد ذلك اللون الأبيض الذي يتوشح به الأطباء·· مبعث الراحة والاطمئنان بعد الذي حدث!! أي حزن يا أماه أجنيه بعد الذي حصل؟؟ وأي قلب يقبع بين أضلعي يحتمل كل هذا الأسى؟؟ ما هو إلا جشع طبيب!! كان دوره انتقاء أخبث الأمراض وإلصاقها بمرضاه·· لم يكن متوقعاً بأن تكوني مريضة·· ولكنه طبيب!! هذه الشماعة التي دقها هذا الطبيب وأمثاله·· على جدار نياتنا الطيبة·· لنطلق على كل من لبس معطفاً أبيض طبيبا·· لم يكن طبيبا·· وإن كانت شهاداته تملأ حوائط مكتبه الإجرامي·· لأنه كان يتفنن برسم خطة قتله للمريض على وصفة علاجه·· لم يكن طبيبا·· وإن كان يغرد بمصطلحات التقطها من بعض الكتب·· وان كان يتحسس بيده مواضع الألم في جسد مريضه·· فالأسد يتحسس فريسته قبل التهامها·· لست طبيبا·· فمعطفك الأبيض لم يعد في ناظري رمزاً للرحمة·· بل أراك فيه كفانا يستعد لتكفين مرضاه قبل موتهم·· ولكن أتدري ما الفرق بينكما؟؟ الميت كان قدره الموت·· ولكنك تكتب شهادة وفاة مريضك قبل موته·· لتجني من الدنيا وقذارتها أبشع ما فيها·· عن طريق الثقة التي لم ولن تكن أهلاً لها في يوم من الأيام·· فأي شهادات وأوسمة تعلق على جدران تكبرك وطمعك؟؟ وأي نوم تحظى به أجفانك بعد أن لعبت بمشرطك يمينا وشمالا؟؟ وبعد أن طمأنت مريضك بكل ابتسامة بأنه في عداد الموتى؟؟ وجعلت من الهواجس والظنون زلازل وبراكين كفيلة بهدم حياته؟؟ أهذا شرف المهنة الذي تحمله على كتفك؟؟ وهل هذا هو القسم الذي أقسمت به في أول يوم لبست فيه معطفك الأبيض؟؟ هل هذه إنسانيتك؟؟ هل هذه رحمتك؟؟ هل هذه رسالتك؟؟ سأدع ضميرك يجيبني·· إذا كان لديك ضمير!! أيها الطبيب·· جميلة غانم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©