الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عملاق عالمي لنشر الكتب.. ثمرة دمج «بنجوين» الإنجليزية و «راندوم هاوس» الألمانية

عملاق عالمي لنشر الكتب.. ثمرة دمج «بنجوين» الإنجليزية و «راندوم هاوس» الألمانية
12 نوفمبر 2012
أقدمت دارا «بنجوين» الإنجليزية و «راندوم هاوس» الألمانية على الاندماج لمواجهة تحولات السوق ومقارعة تحديات التكنولوجيا التي أوجدها ظهور مواقع إلكترونية منافسة مثل أمازون وجوجل. وتعتبر الخطوة التي أقدمت عليها اثنتان من كبريات دور النشر العالمية تماشياً مع تغير أنماط السوق، وتفهما لمتطلباته الجديدة وحظيت الخطوة باهتمام كبير نظراً لأنه نشأ عن عملية الدمج قيام أكبر ناشر في العالم . أبوظبي (الاتحاد) - غالباً ما تؤدي التغيرات في أحوال الأسواق والاستهلاك إلى تبدلات على مستوى الأطراف الأساسيين مثل الشركات الكبرى، ويبدو أن ذلك لا يستثني المجالات «الأكثر ثقافة» مثل قطاع النشر والكتب العالمي، الذي يمر بتحولات نوعية بدأت تنعكس على تنظيم أسواقه التجارية بشكل حاد أكثر فأكثر. وفي ضوء ذلك يمكن قراءة خطوة اثنين من أكبر ستة ناشرين يسيطرون على سوف الكتب في العالم وأقدامهما على ما وصفه البعض بالاندماج، والبعض الآخر بالتحالف التعاوني، ولاقى لدى كثير من المراقبين في الغرب اهتماماً واسعاً نظراً لأن هذه الخطوة تعني تأسيس أكبر ناشر كتب عملاق في العالم. أهداف الخطوة عشية إعلان اتفاق الدمج هذا في أكتوبر الماضي، قالت صحيفة «جارديان» في تقرير لها، إن كلاً من مالك «بنجوين» لنشر الكتب الإنجليزية، وهي مجموعة «بيرسون» البريطانية، ومالك روندون هاوس للنشر، وهي مجموعة «بيرتلسمان» الألمانية ينشآن من خلال دمج ذراعيهما للنشر «أكبر ناشر للكتب في العالم» يحوز على 25% من جميع الكتب المباعة في المملكة المتحدة. ويذكر ان «بيرسون» تلك أيضا صحيفة «فايننشال تايمز». وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن هدف المجموعة البريطانية بيرسون والألمانية بيرتيلسمان باتفاقهما هذا تحقيق التقارب بين داري النشر التابعين لهما بهدف خلق «عملاق عالمي للنشر باللغة الإنجليزية». واستندت الصحيفة إلى بيانين منفصلين للمجموعتين للقول إن أنشطتهما ستجتمع في تعاون مؤسسي يسمى «بنجوين راندوم هاوس» تتوزع أسهمه بنسبة 53% للمجموعة الألمانية و47% لبيرسون. يذكر أن «راندوم هاوس»، هي الناشر الأول في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في حين تشتهر بينجوان عبر العالم، وتتمتع بحضور قوي في الأسواق التي تشهد نمواً قوياً. ويمكن لدمج الناشرين أن يؤدي إلى نشوء الناشر الأول في العالم للكتب «ذات الفائدة العامة»، وفق ما جاء في البيانين. ولاحظت «لوموند» أن الاتفاق التعاوني هذا لا يشمل أنشطة النشر العامة لبيرتلسمان في ألمانيا، كما أن بيرسون ستحتفظ بموجب الاتفاق بعلامتها الخاصة فيما يتعلق بالمنشورات المتخصصة في التربية والتعليم عبر العالم. وينتظر أن يتم الانتهاء كلياً من الاتفاق ووضعه موضع التنفيذ في الفصل الثاني من عام 2013 بعد أن يكون حصل على موافقات مختلف السلطات المعنية في البلدين. ويذكر أن مجموعة بنجوين كانت أيضاً موضع اهتمام مجموعة «نيوز كوربوريشن» الإعلامية التابعة لإمبراطور الإعلام روبرت مردوخ، وهو أمر كان هدّد لو تم عملية الدمج وفق ما قالته صحيفة «وول ستريت جورنال». وتعتبر مجموعة بيرتيلسون، أكبر مجموعة إعلامية أوروبية وهي تملك أيضا شبكة «آر تي أل» للإذاعة والتلفزيون إضافة إلى منتجات «إكس فاكتور» لمستحضرات التجميل. وكانت صحيفة «جارديان» نسبت إلى محللين بأن عملية الدمج ستؤدي إلى خلط أوراق جديد في سوق الكتاب «الذي تهيمن عليه الشركات الست الكبرى: هاربركولينز، راندوم هاوس، هاشيت، سيمون اند شوستر، ماكميلان وبنجوين»، مشيرة إلى أن هذا القطاع شهدا تغيرا سريعا في السنوات الأخيرة نتيجة دخول قارئات الكتب الإلكترونية وسوق البيع الجماهيري من خلال محلات البيع الرقمي. تفسيرات وتداعيات جاءت عملية الدمج بعد أسابيع من إعلان الرئيسة التنفيذية لمجموعة «بيرسون»، ديمي سكاردينو، نيتها ترك المنصب بعد 15 عاماً من الخدمة، وهو أمر عزز أيضاً تكهنات بإمكانية عرض صحيفة «فايننشال تايمز» للبيع كون سكاردينو كانت وعدت بأن مثل هذا الأمر لن يحصل إلا على جثتها. كما جعل البعض يرى أن الرئيس التنفيذي الجديد للمجموعة، جون فالون، الذي يفتقد في خبرته لخلفية عن النشر «يمكن أن يرغب ببيع الاثنين معاً أي بينجوان والصحيفة، حيث إن النشاطين لا يدخلان في الرؤية الاستراتيجية لبيرسون التي تهتم بأن تصبح قوة مهيمنة في قطاع التعليم». وفي تحقيق نشرته «جارديان» قالت المختصة في تحليل وسائل الإعلام في شركة «نوميس»، لورنا تايلبيان، إنه لم يكن مفاجئا قيام الناشرين الكبار بالدمج، معتبرة أن توحيد القوى هو كلمة السر في عالم اليوم وأن «التكنولوجيا والكمبيوترات الكفية وفّرت لذلك وقتا مثالياً، فالناشرون اختاروا الاتحاد سوياً للحصول على نفوذ كاف مقابل عمالقة التكنولوجيا الذين غيروا أوضاع قطاع النشر». وأضافت أنها ترى «عالما حيث آبل وأمازون وجوجل أصبحوا ما يشبه «تايم وورنر» ووولت ديزني ونيوز كورب القرن الواحد والعشرين»، في إشارة إلى المجد الذي حققته هذه الشركات في مجال الإعلام والترفيه والسينما في القرن الفائت. وأضافت «إلا أن الناشرين هؤلاء لا يريدون فقط إدارة التكنولوجيا والمحتوى، بل التوزيع أيضاً». وكانت التكهنات بشأن الدمج قد بدأت تنتشر في صحف ألمانية متخصصة وعلى موقع «فايننشال تايمز»، حيث قالت مجلة «ماناجير ماجازين» إن الناشرين المعنيين بدآ فعلا محادثات مع السلطات المعنية عادة بترخيص عمليات الدمج في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وخاصة الهيئات الحكومية المعنية بمكافحة الاحتكار. ويُعتقد أن تحالف بنجوين (التي تبلغ مبيعاتها السنوية نحو مليار جنيه استرليني)، وراندوم هاوس (بمبيعاتها المُقدرة بـ 1.4 مليار جنيه) سيتطلب إجراء تحقيق قانوني للتأكد من مطابقته للتشريعات ذات العلاقة بعمليات الدمج، لكن الخبيرة تايلبيان لاحظت أن المشرعين كانوا سمحوا سابقا لقطاع المنتجات الموسيقية بعمليات تضامن أدت إلى اقتصاره على ثلاث شركات كبرى فقط. من جهته، رأى فيل جونز رئيس تحرير مجلة «بووك سيليرز» أن دمج بنجوين راندوم هاوس سيولّد قوة نفوذ لاستهلاك الكتب والكتب الإلكترونية والتطبيقات. وتحدث عن أهمية الاتفاق لجهة أن حصة سوق أمازون من الكتب الورقية والإلكترونية في المملكة المتحدة اقتربت من 40%، وأن منافستها الراهنة تتمثل فقط من جهة عمالقة التكنولوجيا مثل آبل وجوجل «ولهذا فإن الناشرين يحتاجون ببساطة لعضلات أقوى إذا كان سيكون لهم حضور في سوق المنصات الجديدة وكلمة في كيفية تطوير هذه الأسواق».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©