الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

انتصارات الشباب وُلدت من «رحم المعاناة

انتصارات الشباب وُلدت من «رحم المعاناة
23 مارس 2009 01:39
مثلت النتائج الإيجابية التي حققها الشباب في الفترة الأخيرة بصعوده للمركز الرابع في دوري المحترفين والوصول إلى المباراة النهائية لكأس صاحب السمو رئيس الدولة، إلى جانب تحقيق أول فوز للأندية الإماراتية في مسابقة دوري أبطال آسيا، بمثابة ثورة حقيقية لفرقة الجوارح، بعد أن كانت منذ أشهر قليلة تتخبط في المراكز الأخيرة، وتعاني من أزمة مالية خانقة، أثرت على الأجواء العام بالنادي. ولأن هذه النقلة الكبيرة في الأداء والنتيجة أثارت دهشة الجماهير الرياضية بعد أن تحولت فرقة الجوارح إلى مثال يحتذى به في حب الفوز والقوة في الأداء وجمالية المستوى، كان لابد من البحث في أسرار هذا التحول من خلال التعرف على عمل اللجنة المؤقتة التي تدير النادي وتشرف على ترميم الفريق وإعادته إلى الطريق. ومن هنا كان اللقاء مع سامي القمزي رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون نادي الشباب لنكتشف العوامل التي ارتكزت عليها اللجنة لتصحيح مسيرة الجوارح والتحليق عالياً من جديد. انطلق الحديث في البداية من الطفرة التي حدثت في نتائج الشباب في الفترة الأخيرة محلياً وخارجياً، والعروض القوية التي يقدمها الفريق من مباراة إلى أخرى، فقال رئيس اللجنة المؤقتة: في البداية لابد من الإشارة إلى أن الشباب لم يحقق أي بطولة أو لقب، وإنما حسن من نتائجه وتطور من مستواه، وظهر بصورة أفضل من انطلاقة الموسم ، لذلك كانت الصورة مختلفة من حيث الأداء والنتيجة. وأضاف: إن صفحة النتائج السلبية للفريق، كان لابد من طيها والعمل على تغيير الوضع وتوفير كل ممهدات النجاح من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة. وأكد القمزي أن اللجنة المؤقتة كان هدفها إعادة النادي إلى توازنه سواء على المستوى الإداري أو الفني، وذلك من خلال توفير احتياجات النادي وحل المشاكل الموجودة إدارياً وتصحيح نتائج الفريق الأول، وإعادته إلى طريق النتائج الايجابية، وأن تواجده في المجلس السابق لنادي الشباب سهل من وضع اليد على المشاكل الحقيقية التي تعيق انطلاقة الفريق بالشكل الصحيح، لذلك تم التركيز بالدرجة الأولى على العامل النفسي لإعادة الثقة سواء بالنسبة لفريق العمل أو للاعبين، إلى جانب عزل فرق النادي عن الأمور الإدارية والمالية، حتى يركزوا في عملهم. وأضاف أيضا أن النية كانت في البداية للقيام بتغييرات في صفوف اللاعبين الأجانب للفريق، إلا أن الظرف المادي الذي كان يعيشه النادي لم يسمح بذلك، وتم الإبقاء على كافة اللاعبين وتجديد الثقة في كافة العناصر، وتحفزيهم لتقديم الأفضل ومساعدتهم على الخروج من دائرة الإحباط التي عاشها الأخضر في بداية الموسم، خاصة أن أغلب لاعبي الشباب هم أنفسهم الذين فازوا بالدوري في الموسم الماضي. وقال القمزي إن العمل النفسي ساعد على تحرير اللاعبين من الضغوطات، حيث فجرت الظروف الصعبة التي عاشها الفريق روح التحدي وحب تغيير الوضع والإصرار على حصد النتائج الايجابية، فتترجم ذلك على ارض الملعب بتحقيق نتائج ايجابية منذ انطلاقة الدور الأول، حيث لم يعرف الشباب طعم الخسارة على المستوى المحلي وتقدم في الترتيب إلى المركز الرابع، مبتعداً عن منطقة الخطر، إلى جانب بلوغ نهائي الكأس والاقتراب من الفوز بلقب ثمين، وبالإضافة إلى العروض المميزة التي ظهرت في تمثيل الكرة الإماراتية خارجياً وانتزاع فوز ثمين على بونيودكور الأوزبكي ضاعف من حظوظه للمنافسة بجدية في هذه المسابقة الآسيوية. وأكد القمزي أن انتصارات الشباب جاءت من رحم المعاناة لأن الظروف التي مر بها النادي كانت صعبة جداً واحتاجت إلى تكاتف الجميع من إداريين أو لاعبين أو أجهزة فنية، وبالتالي سادت روح الفريق الواحد في العمل داخل الملعب وخارجه، كما أن الشباب كسب من الظروف الصعبة روح التحدي والرغبة في التغلب على النقائص، فكان الأثر إيجابياً في توفير بيئة جيدة للعمل تعززت بالتواصل الحاصل بين البيئة الداخلية والخارجية، فاكتملت منظومة العمل وتوحدت نحو هدف واحد وهو إعادة الشباب إلى مكانه الطبيعي. قبل سفر بعثة المنتخب الأول إلى الصين اتخذ محمد خلفان الرميثي من فريق الشباب مثلا ًفي اللعب بروح انتصارية والتحلي بروح الفريق الواحد لتحفيز لاعبي «الأبيض» على النسج على منوالهم في تصفيات المونديال، فسألنا سامي القمزي عن مدى أهمية هذا الجانب بالنسبة لنادي الشباب، فقال: إنه أمر يدعو للفخر أن يصبح لاعبو الشباب في هذه الفترة مثالاً للعطاء داخل الملعب والتحلي بروح الانتصار لأن فرقة الجوارح لا تملك «سوبر ستار» مثل غالية الفرق الأخرى، لكنها تملك روح الفريق الواحد واللعب الجماعي، حيث كانت هذه العوامل سر قوة أداء الشباب خاصة في مواجهة فريق بونيودكور الأوزبكي والذي «يعج» بالنجوم العالميين في مقدمتهم البرازيلي ريفالدو، وبالتالي ما يقدمه لاعبو الشباب داخل الملعب يعكس رغبتهم الكبيرة في خدمة الفريق والدفاع عن حظوظه وتقديم كل ما في وسعهم من أجل إعادته إلى المكانة التي تليق به، إلى جانب أنهم أثبتوا للجميع حقيقة قدراتهم الفنية والمهارية. بين «الآسيوية» والمحلية بعد الظهور الايجابي للشباب في «الآسيوية» وتأكيد مدرب بونيودكور على أن الأخضر قادر على أن يكون مفاجأة البطولة والوصول إلى بعيد، سألنا رئيس اللجنة المؤقتة عن أهداف فريقه في هذه المسابقة الخارجية، فقال: هدفنا لا يتعدى المشاركة الايجابية وتشريف كرة الإمارات، وذلك بتقديم عروض قوية تنعكس على أداء اللاعبين في المنافسات المحلية، من منطلق أن أغلب لاعبي الفريق لا يملكون الخبرة الخارجية ويحتاجون إلى فترة زمنية من أجل الاحتكاك وتحقيق الاستفادة. وأضاف: أن الشاب يسعى إلى تأكيد تطور مستواه في الدوري ومواصلة التقدم في الترتيب واحتلال مركز لائق، إلى جانب المنافسة بقوة على لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة باعتباره الفرصة الوحيدة لإنقاذ الموسم، وأن نهائي الكأس شرف كبير لفرقة الجوارح، لذلك فإن الشباب عازم على تقديم عرض قوي يمتع الجماهير، ويؤكد حقيقة امكانات الفريق إلى جانب السعي للظفر باللقب، خاصة أن الحظوظ متساوية. «المؤقتة» مستمرة أما بخصوص المهمة التي أسندت إلى اللجنة المؤقتة والفترة المحددة لها، فقال القمزي: مهمتنا كانت تتمثل في حل المشاكل المالية التي تعرض لها النادي، وتصحيح وضع الفريق الأول في الدوري، وبالتالي ترتيب البيت وتسهيل المهمة للمجلس الجديد، إلا أن النتائج الإيجابية التي تحققت خلال هذه الفترة وعودة الفريق إلى استقراره لا تسمح بإجراء أي تغيير إداري يمكن أن ينعكس سلباً على ما تحقق، وبالتالي قرر القائمون على نادي الشباب منح اللجنة المؤقتة فرصة أخرى لإنهاء المهمة على أحسن وجه، وانتظار نهاية الموسم من أجل تعيين مجلس إدارة جديد يتولى المهمة في الموسم المقبل. وحول مدى نجاح المؤقتة في إنهاء الأزمة المالية التي ضربت النادي في الفترة الماضية قال: نجحنا في حسم الكثير من الملفات المالية وتجاوز المصاعب بفضل الدعم الحكومي، إلا أننا مازلنا نعمل بموارد محدودة لا تفي بالحاجة، ونعول على دعم مجلس دبي الرياضي من أجل مساعدتنا على مجابهة المصاريف، خاصة أمام مشاركات الفريق محلياً وخارجياً، وأضاف أيضاً أن النتائج الايجابية التي حققها الشباب مؤخراً ساهمت بقدر كبير في التخفيف من الأزمة المالية وتعاون كل الأطراف من أجل حل كافة المشاكل العالقة. الاحتراف والدعم الحكومي وتطرق سامي القمزي إلى أسباب المشاكل المالية التي أطلت برأسها في أنديتنا خلال أول موسم لتطبيق الاحتراف، فقال إن تطبيق الاحتراف يتطلب مصاريف كثيرة ومتنوعة، إلا أن تجهيز الأندية لذلك لم يكن بالصفة الدقيقة، بالإضافة إلى ضعف التواصل بين الأندية والمجالس الرياضية ساعد على سوء تقدير في الموازنات، وتطلب إعادة تثبت من قبل المجالس، وبالتالي فإن التجربة الأولى تحتاج الى تقييد دقيق حتى نضمن الدعم اللازم، خاصة أن أنديتنا قائمة بشكل أساسي على الدعم الحكومي، وأن التعاملات الإدارية لها آثار مالية في علاقة النادي والمجالس، لذلك يحتاج الأمر إلى دراسة واضحة ومدققة للواقع. التخطيط للموسم الجديد كشف القمزي عن بدء اللجنة المؤقتة في الترتيب للموسم الجديد من منطلق أن العديد من الملفات الحساسة يجب دراستها مبكراً وحسمها قبل انتهاء الموسم الجاري سواء فيما يتعلق باللاعبين الأجانب أو المواطنين والتنسيق مع الجهاز الفني بخصوص العديد من المواضيع، إلى جانب ترتيب الأمور المالية والموازنة بناء على تقديرات الإدارة للاستحقاقات المقبلة والتزامات النادي، وبالتالي فإن العمل انطلق مبكراً فنياً وإدارياً ومالياً
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©