الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

على أهلها جنت براقش

20 نوفمبر 2013 23:00
لم يكن المغاربة قد تخلصوا بعد من آثار النكبة النفسية الممزوجة بالشعور بالعار والهوان بعد الذي أصدرته الجمعية العمومية العادية لاتحاد كرة القدم المغربي إلى العالم كله من مجسم صريح لقصور الوعي وضحالة النخب المسيرة ورعونة الفكر، عندما توضع الأندية الرياضية أمانات بين أيديهم، حتى نزل قرار لجنة الطوارئ التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» مثل الصاعقة يسفه من حولنا الأشياء، بل ويعيد الكرة المغربية ليس فقط إلى نقطة الصفر ولكن إلى صف الكسالى والمتعنتين. عملية ردع حقيقية لمجرد التفكير في المكابرة والعناد وعدم الاكتراث، فقد قررت لجنة الطوارئ بـ «الفيفا» إلغاء الجمعية العمومية العادية للاتحاد المغربي لكرة القدم ورمت في مزبلة التاريخ كل ما انتهت إليه من قرارات عملاً بالمبدأ الفقهي ما بني على باطل فهو باطل، وبدا وكأن الساعات الخمس عشرة التي أهدرها المجتمعون ليخرجوا تلك الفضيحة الأخلاقية والرياضية، كانت عبئاً ثقيلاً على الذاكرة، بل كانت وصمة عار. وما قرر «الفيفا» أن يحرك لجنة الطوارئ لتعصف بالقرار إياه، إلا لأنه اشتم رائحة العصيان في كل الذي أقدم عليه الاتحاد المغربي عندما لم يواف «الفيفا» بمشروع النظام الأساسي ليخضع للفحص ولمعرفة مدى مطابقته للأنظمة النموذجية التي استصدرتها «الفيفا» سنة 2004 وعممته على كل الجامعات والاتحادات الأهلية للتقيد بها، ضماناً لحد أعلى من الشفافية والحكامة ومنعاً لكل تدخل سافر للسلطات العمومية للتضييق على استقلالية هذه الاتحادات، ليس هذا فقط بل إن الاتحاد المغربي برغم رسائل التحذير التي بعث بها «الفيفا» أصر على أن يعقد الجمعية العمومية الاستثنائية التي صادقت على الأنظمة، وليته توقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى الدعوة لجمعية عمومية عادية انتخبت رئيساً جديداً وإدارة تسيير جديدة، وكان مثيراً للدهشة أن رئيس الاتحاد السابق كشف يوم الجمعية العمومية العادية عن وجود مراسلة لـ «الفيفا» لم يطلع على فحواها وترك الجمعية العمومية تقرر بشأنها، فكان التعبير الصارخ عن العصيان، عندما قررت الجمعية العمومية أن تكون سيدة نفسها فخنقت نفسها. لا تظنوني أحابي «الفيفا» أو أطيق ما ترفعه أحياناً من عصي لتهوي على الرؤوس التي تظنها أينعت، ولكنني أعتب على مؤسساتنا الرياضية درجة الهشاشة وحتى الميوعة التي تصلها في الفصل بين التشريعات الوطنية، التي هي امتداد للدساتير وبين التشريعات الدولية التي هي مفتاح العالمية بل والإقليمية. إن ما سقط فيه الاتحاد المغربي هو صورة مما سقطت فيه اتحادات أهلية، منها ما تعرض لعقوبة تجميد العضوية، وفيه ما يقول إن على نفسها جنت براقش. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©