الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجوع للنجاح

21 فبراير 2017 00:57
منذ نحو 10 سنوات قرأت كتاب (طريقة تويوتا) والذي يوضح تاريخ وثقافة صنعت نجاحات (تويوتا) وكيف أن ثقافة وعقلية اليابانيين نجحت في إيصالها لتكون الشركة الأكبر في صناعة السيارات بالعالم، ولكن بعد ذلك تراجعت نجاحات (تويوتا)، والسؤال: لماذا؟ الأجيال السابقة والتي عايشت إمبراطورية الشمس المشرقة بعد هزيمة الحرب العالمية الثانية ولَّدت لدى الشعب الياباني صاحب الثقافة العريقة طاقة هائلة من الجوع للنجاح وإثبات الذات، فتحولت إلى إمبراطورية اقتصادية عملاقة لاسترداد الكرامة، ولكن في السنوات الماضية خرج جيل اعتمد على النجاحات السابقة وعلى الثروة الهائلة التي حصلت لهم من النمو الاقتصادي وقلَّت نسبة الابتكار والنجاح وزاد التراخي، وقلّ الجوع للنجاح.اليوم اليابان تحاول الصعود من جديد بأفكار مبتكرة تسخر لها أرباح مؤسساتها، وذلك للعودة من جديد للريادة، لأن ثقافة الشعب تجبرها على التحدي، مثال آخر هو شركة نيسان، فحين استشعرت حدوث تراجع أحضرت إدارة جديدة ليست من أبناء جلدتها (وهذه لوحدها تعتبر ثورة في أعراف وتقاليد الشعب الياباني)، ووضعت مع الإدارة الجديدة ما يقارب 2800 إداري وفني هم نواة المستقبل لتعود من جديد وتحقق نجاحات إضافية، فليس عيباً الاستعانة بالأجنبي (المؤهل والذي أثبت جدارة) مع المتابعة والتقييم وتحضير قيادات الصف الثاني والثالث من اليابانيين أنفسهم لتولي القيادة من جديد ..هم أمسكوا العصا من المنتصف (قيادة أجنبية بثقافة جديدة) وقيادات يابانية (تجمع بين القديم والجديد) قادرة على التأقلم مع المتغيرات العالمية، وعلى قولة إخواننا المصريين (اللي تغلبه.. إلعب به) فنجحت نيسان بالعودة مبكراً إلى السوق، وهناك شركة ثالثة اعتمدت على نجاحات سابقة وزيفت نتائجها المالية واستمرت بهذا النهج دون تطوير حتى وصلت إلى حد الفشل (فبلعهم) السوق، واليوم تحاول هذه الشركات التحول وتصحيح مسارها والتعلم من أخطائها وترسيخ الجوع للنجاح، وربما نقرأ في المستقبل الجزء الثاني من طريقتهم، وللبعض الذين يستغربون من استراتيجية بناء مستعمرة إماراتية على المريخ في عام 2117 نقول إن الأجداد والآباء زرعوا فحصدنا، ونحن اليوم نزرع ليحصد الأحفاد، فخلق الجوع للنجاح المحرك نحو المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©