الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البعد الأخلاقي يؤلف بين «الجارة» و«ذيب»

البعد الأخلاقي يؤلف بين «الجارة» و«ذيب»
18 مارس 2016 05:07
رضاب نهار (أبوظبي) للوهلة الأولى، لا يبدو أن ثمة علاقة بين الفيلمين «الجارة» و«ذيب» اللذين شاهدهما جمهور أبوظبي، مساء أمس الأول، على أرض ميناء زايد، ضمن «أربعاء الفنون»، الذي تنظمه مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان بالتعاون مع سينما عقيل، لكن القليل من التدقيق سيأخذك إلى قاسم مشترك حقيقي بينهما: الأخلاق أو البعد الأخلاقي في التعامل بين البشر، في الأول تتبدى في حسن الجيرة، وفي الثاني عندما تدخل في اختبار مع الخيانة. في فيلم «الجارة» تركز المخرجة نايلة الخاجة على مفهوم الجيرة، مبينةً أبعاده الحقيقية كما كان في الماضي، لكنه هنا أكثر عمقاً وخصوصية.. فـ «حق الجيرة» يتجسد كأمر واقع وحاصل في هذه الحكاية، فضلاً عن كون الفيلم يكشف عن التنوع الثقافي والحضاري في الإمارات بصيغته الأجمل، والمنعكسة من خلال العلاقة بين الشابة الإنجليزية سارة، وبين جارتها الإماراتية المسنَّة، ليقع في خلد المشاهد أن هذا النوع من العلاقات ركائز يقوم عليها المجتمع الإماراتي الذي يجمع في مكان واحد أنماطاً مختلفة من جميع أنواع العالم. وما إن يبدأ المشهد الأول في «ذيب» حتى تسرقك شعريته العالية المتبدية قبل أي شيء آخر بالشعر ذاته. لنلتقي بعدها بوجه ذيب وندرك المكان من حوله، الحجارة المرمية عشوائياً على الرمال، البئر والماء المتساقط من دلو معدني، درجات الحرارة المرتفعة والواضحة في انعكاسات حبات الحصى وعلى الشفاه. وهكذا، وجدنا أنفسنا مرتطمين بالسحر وبأكثر أشكاله حضوراً وقدرة على الإدهاش: «الصحراء». يعود الفيلم بالزمن إلى عام 1916، ويطرح «ثيمة» الصحراء العربية بوصفها موطناً للمبادئ الرفيعة والأخلاق الحميدة. فالرجولة والثقة والثبات على العهد، صفات لطالما اقترنت بالإنسان العربي. أما الحكاية فهي مغامرة الشقيقين ذيب وحسين المأساوية في رحلة صحراوية خارج حدود القبيلة، تبدو بمثابة اختبار لأخلاقياتهما عندما يواجهان الخيانة، وهو ما يضعهما في امتحان صعب يستحضران فيه ما تربَّيا عليه منذ الصغر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©