الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساركوزي.. الحنين إلى السلطة

3 ديسمبر 2014 23:35
بعد عامين من خسارة قصر الإليزيه أمام الاشتراكيين، يأمل نيكولا ساركوزي في العودة إلى السلطة متوسلاً مزيداً من الميل يميناً. وقد تكون ثورة «حزب الشاي» قد هدأت في الولايات المتحدة، لكن في أوروبا يمثل ميل ساركوزي نحو «اليمين» السمة المميزة للعصر. فقد وجد ساركوزي و«المحافظون» الآخرون في أوروبا أنفسهم محاصرين بين خصومهم التقليديين في «اليسار» من ناحية و»اليمين المتطرف» الذي يكسب المزيد من الأنصار كل يوم من ناحية أخرى. ووجدوا أنه إنْ لم يكن بوسعهم إلحاق الهزيمة بالقوميين والشعبويين، فعليهم الميل ناحيتهم ليكسبوا أنصارهم. وفاز ساركوزي الذي تولى منصب الرئيس بين عامي 2007 و2012 يوم السبت الماضي بتصويت على قيادة حزبه من «يمين الوسط» «الحركة الشعبية». وجاء الانتصار بعد حملة شنها في اجتماعات بمقر البلدية وفي أنحاء فرنسا أفصح فيها الرجل البالغ من العمر 59 عاماً عن تعهدات استهدفت فيما يبدو التزلف إلى الناخبين من اليمين المتطرف وخطب ودهم. فقد وعد بأن يسترضي الناخبين الغاضبين من الهجرة بانسحاب فرنسا من اتفاقية تسمح بالسفر دون تأشيرة وجواز سفر بين 26 دولة في أوروبا. وتعهد بإبطال قانون زواج المثليين الذي تم إقراره حديثاً في فرنسا. وتعهد أيضاً بتقليص سلطات الاتحاد الأوروبي إلى النصف لاسترضاء الناخبين الذين لا يعجبهم النفوذ الكبير للاتحاد الأوروبي. لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن ساركوزي يفشل في التواصل مع الناخبين الفرنسيين من خارج الكتلة الرئيسية لأنصاره. وأظهر مسح أجرته شركة «سي. إس. ايه» لاستطلاعات الرأي هذا الشهر أن نسبة التأييد له على مستوى البلاد بلغت 35 في المئة منخفضة عن 39 في المئة في سبتمبر الماضي. ولم يتمتع القوميون المناهضون للهجرة الذين تتزعمهم «مارين لوبان» بقوة مثل هذه من قبل هنا. لكن قرار ساركوزي باسترضاء أنصار حزب لوبان «الجبهة الوطنية» أدى إلى نتائج عكسية فيما يبدو بانفضاض مزيد من ناخبي الوسط من حوله. وحذر «بورونو لومير» وهو من حزب «الحركة الشعبية» الذي كان ينافس ساركوزي على زعامة الحزب من أنه «ليس من الجيد طرح نفس ما يقدمه حزب الجبهة الوطنية مع إضفاء تعديلات طفيفة... يتعين علينا كحزب أن نقدم نهجنا السياسي الخاص بنا». وقد تكون مشكلة ساركوزي هي أن الناخبين الذين يؤيدون الأحزاب «اليمينية المتطرفة» يميلون إلى عدم الثقة في السياسيين التقليديين، وهم يعتبرونه واحداً من هؤلاء. ومازالت تلاحق ساركوزي مزاعم انتهاك قوانين التمويل الانتخابي وهي الاتهامات التي نفاها. ولطالما دافع ساركوزي عن سياسات يحتفي بها بعض المحافظين منها تقليص الضرائب على الميراث. كما أن ساركوزي ضغط حينما كان رئيساً من أجل حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة وشن حملة ضد مخيمات الغجر وطردهم إلى موطنهم الأصلي في شرق أوروبا، لكن في بداية مستقبله السياسي على الأقل كان اشتراكيا معتدلا يميل إلى المحافظة على الاتحاد الأوروبي. ووعد بإقرار زواج المثليين، لكنه لم يبر بوعده قط. وأثناء أزمة الديون الأوروبية التي بدأت عام 2010 استبسل إلى جانب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الدفاع عن الاتحاد الأوروبي واليورو. ومنذ إعلان عودته إلى معترك السياسة في سبتمبر تحول ساركوزي إلى اليمين بشكل واضح ربما كي يضمن ألا ينشق بعض الناخبين عن حزب «الحركة الشعبية» لينتقلوا إلى حزب «الجبهة الوطنية». ولا يرى «دومينيك مواسي»، المستشار البارز في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، ومقره باريس في ساركوزي حلا لمشكلات فرنسا. لكن محللين آخرين يقولون: إن ظهور يمين معتدل قد يكون القوة الوحيدة القادرة على التصدي لما قد يغير المعادلة في السياسة الأوروبية، وهو صعود «الجبهة الوطنية» بزعامة لوبان إلى الرئاسة عام 2017. فحزب «الجبهة الوطنية» المناهض للمهاجرين والمسلمين والتجارة الحرة وغير المهادن مع الجريمة يكسب المزيد من الأنصار، خاصة مع مسعى لوبان إلى تنقية الحزب من خطاب الكراهية الذي استخدمه والدها الزعيم السابق للحزب جان ماري لوبان. أنطوني فيولا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©