الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم للدهشة والفخر

3 ديسمبر 2014 23:43
ليس أمراً عادياً ولا عملاً بديهياً أن تتحول قبائل متناثرة هنا وهناك إلى شعب واحد، وأن تتحول كثبان مكدسة هنا وهناك إلى أمة واحدة. وأكثر من ذلك ليس أمراً عادياً ولا أمراً مألوفاً إلا تسهم لعبة الوقت في مكان ولعبة الأمم في آخر ولعبة السلطة في كل مكان، في نبش تاريخ الأرض بحثاً عن كيانات أو عودة إلى كيانات، أو تاريخ شعب بحثاً عن قبائل أو عودة إلى قبائل. ففي قراءة سريعة لمسارات عدة في التاريخ، تكاد تندر الأمم التي تنسى أنها تمثل خليطاً من أعراق معينة أو أديان مختلفة، حتى سويسرا بقي فيها الفرنسي فرنسياً والألماني ألمانياً والإيطالي إيطالياً ولو أنهم في الجغرافيا تحت سقف واحد. لفتني مقال لأحد الكتاب جاء فيه أن الشيخ زايد يوم نجح في توحيد الإمارات المتناثرة، لم يكن قادراً على تعيين سفراء للدولة الجديدة لدى الدول الأخرى في وقت كانت المدارس في ذلك الوقت أشبه بالعملة النادرة.. ربما يقف هذا المقال وراء الدهشة التي أنظر فيها اليوم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وربما هذا المقال تحديداً هو الذي يجعل الإماراتيين أكثر تمسكاً بالغد، لأن الماضي على أهميته العاطفية لا يحمل الكثير من المغريات ولا الكثير من الحنين، ويجعل المقيمين أكثر إعجاباً بشيوخ وضعوا سطوة الخيام جانباً وتوحدوا خلف رجل واحد تحت سطوة دولة واحدة. الإمارات في يومها الوطني الثالث والأربعين ليست مجرد دولة جديدة، إنها برهان على أن المستقبل هو دائماً أقوى من الماضي لدى الحاكم الذي يقوى على المغريات ولدى الشعب الذي يقوى على الكيانات. مريم العبد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©