الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دفاع.. ثم انفجار هجومي!

4 يناير 2018 22:58
لأنه مدرب إيطالي، ولأن كل مدرب ينتمي لبلد «الكالتشيو»، هو تلميذ في مدرسة «الكاتينا تشيو»، قرأت فلسفة زاكيروني، وأشرت إلى أن «الأبيض» يلعب بالطريقة الإيطالية. وبالمناسبة، يرى الإيطاليون أن بلدهم هي أصل كرة القدم وليس إنجلترا، وأن أصل كلمة «كالتشيو» يعود إلى «الكالتشيو ستوريكا»، وهي اللعبة الشعبية التي يعود تاريخها إلى عدة قرون، وكانت تمارس في البندقية.. والطريقة الإيطالية قد يكون جوهرها دفاعياً، لكن عند امتلاك الكرة يحدث «الانفجار الهجومي» بالسرعات والانطلاقات. والواقع أن زاكيروني مزج بين الطريقة الإيطالية، وبين «التيكي تاكا» الإسبانية، إذ يمارس «الأبيض» لعبة التمرير بقيادة «عموري»، أستاذ التمرير الذي يتبع مدرسة «لاماسيا الكتالونية» التي تختصر كرة القدم فيما يلي: استقبل، مرر، تحرك. هكذا يمارس «الأبيض» لعبة التمرير في ملعب المنافس عند الاستحواذ على الكرة، وعند بدء عمليات الهجوم فهو حسب الإحصائيات، يعد الأغزر تمريراً في البطولة بـ1673 تمريرة، بينما يعد منافسه اليوم منتخب عُمان الثالث في التمرير «بعد العراق» بـ 1154 تمريرة، وهو فريق يلعب كثيراً على الطرفين، ويرسل العديد من الكرات العرضية، وهي من أهم أسلحته الهجومية. الأرقام تحمل فقط دلالات.. وهي تصف «خليجي23» بأنها بطولة سلبية وأهدافها قليلة بمتوسط 57. 1 هدف للمباراة الواحدة.. لكن عند الوصول إلى المباراة النهائية، يكون الفريق على باب التاريخ الذي يسجل اسم البطل.. فلا أحد يذكر الثاني.. ليس في كرة القدم فحسب، وإنما في كل شيء، فكلنا نذكر اسم أول رجل وضع قدمه على سطح القمر، إنه الأميركي أرمسترونج، ولا أحد يتذكر اسم الرجل الثاني الذي هبط خلفه من المركبة الفضائية بعد 30 ثانية.. إذن «الأبيض» يقف على باب التاريخ، والبطولة هي الأهم من أي شيء.. فكل انتصار وكل لقب هو إضافة إلى رصيد الفريق وإلى ثقة اللاعبين، ورصيد يضاف إلى الصناعة ذاتها.. في مباراة الدور قبل النهائي مع العراق قدم «الأبيض» أفضل أداء له في البطولة، وبدأ جمهوره يدرك أن التنظيم الدفاعي يمكن أن يكون وجهاً جميلاً من أوجه كرة القدم. ومهما كان التنظيم صلباً يمكن أن يتعرض المرمى إلى خطر، فالدفاع لا يعني تقييد قدرات الفريق المنافس بالكامل. ** تنتهي اليوم «خليجي 23»، ولم تعد دورة الخليج كما كانت بكراً، وتلقائية، وصاخبة ومبهجة.. ولكنها كبرت ونضجت وما زالت تحتضن وتجمع أبناء وشباب المنطقة حول الكرة المستديرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©