السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«فن أبوظبي».. عندما تصبح المدينة كلّها عملاً إبداعياً مفتوحاً على الخيال

«فن أبوظبي».. عندما تصبح المدينة كلّها عملاً إبداعياً مفتوحاً على الخيال
20 نوفمبر 2013 23:37
تبدو «منارة السعديات» و«جناح الإمارات» في المنطقة الثقافية في السعديات هذه الأيام كما لو أنها معرض فني مفتوح على الإبداع والجمال.. بل هي ورشة فنية تمتطي الخيال وتحلق في أفياء مختلفة وملونة ولكل منها ذوق مختلف. ففي كل مكان وزاوية وقاعة تنتشر الأعمال الفنية التي تشكل في مجملها وجبة فنية وروحية دسمة لعشاق الجمال. ولا شك في أن «فن أبوظبي» الذي يعتبر واحداً من المعالم الثقافية المهمة في العاصمة، لا ينشر فقط عبير الإبداع وضوعه العطر، بل ينشر أيضاً معرفة فنية متخصصة في غير مجال من مجالات الفن التشكيلي بشكل عام وفنون الإبداع الأخرى بشكل خاص. ثمة حضور هنا لكل ما هو جميل؛ تصاميم، لوحات، أعمال تركيبية انتصبت قامتها في الساحة الخارجية كأنما قررت أن تفر من ضيق الصالات إلى براحة الهواء الطلق. ثمة حضور واسع لجمهور من المتذوقين الذين جاؤوا إلى المكان بحثاً عن المتعة والمعرفة والإشباع الروحي الذي يضيء القلوب ويترك في العقول مساحات واسعة للأسئلة... أسئلة من كل شكل ولون.. بعض الأسئلة يتعلق بطبيعة العمل الفني وبعضها يتساءل عن الفن الحديث واتجاهاته فيما تثور في الحوارات أسئلة جوهرية حول علاقة الفنون ببعضها بعضاً. هنا، في هذه الجزيرة التي تتوافر على مساحة واسعة من الجمال الطبيعي، وبين أفياء تصميم مبدع ومبتكر يقدم «فن أبوظبي» في دورته الخامسة فرصة استثنائية للزوار المهتمين باقتناء الأعمال الفنية من الأفراد والمؤسسات على السواء للاطلاع على تشكيلة واسعة وغير مسبوقة من الأعمال الفنية التي تتراوح أحجامها بين أعمال تركيبية ضخمة، وصولاً إلى أعمال فنية صغيرة الحجم تقدم ضمن معرض خاص. بالتأكيد لا يمكن لجولة واحدة أن تلمّ بكل هذه الإبداعات التي تعرضها 50 صالة من أشهر الصالات الفنية العالمية، والتي تم اختيارها من مختلف أنحاء العالم لتقدم أكثر من 400 عمل فني وتصميم حديث ومعاصر بأساليب مختلفة ومتنوعة. بيد أن التجول بين مفاصل المكان، وقراءة ما يحويه بين جدرانه من أقسام، يمكن أن يأخذ المتلقي إلى متعة فائضة، سنحاول هنا أن ننقل لكم بعضاً منها. من البداية سوف تدخل إلى أكثر أقسام «فن أبوظبي» أهمية، كما يقول منظمو الحدث، ففي هذا القسم تجد صالات عرض فنية لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات فرصة لعرض أعمال الفنانين الذين تمثلهم، بالإضافة إلى عرض برامجها الفنية على الساحة الدولية. هنا، في هذا القسم، تقدم «لوري شبيبي» من دبي لجمهور أبوظبي والمنطقة والعالم بعضاً من المساهمات اللافتة لقائمة من الفنانين. تنتقل إلى قسم «إمضاء» الذي يوفر فرصة للصالات لتعريف عالم الفن الدولي على بعض أعمال الفنانين الناشئين من خلال إقامة معارض فردية لهم، حيث تعرض صالة «آرت سوا» أعمال مروة عادل، وصالة «آرت سبيس» أعمال الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، وصالة سلوى زيدان أعمال الفنانة فاطمة المزروعي. وفي «آفاق» ترى أعمالاً نحتية أو تركيبية تتجاوز أحجامها المساحات المخصصة للصالات، تنتصب في الساحة الخارجية للفنانين: حسن شريف، جوكي كوون، أحمد مطر، وحسين شريف، وغيرهم. البساطة سرُّ الجمال يمكن القول إن معرض «البساطة سرُّ الجمال»، الذي يُقدّم كجزء من «فن وحوارات» في دورة هذا العام، هو معرض مواز يضم إبداعات فنيّة صغيرة الحجم من صالات العرض المشاركة في قسم الفن الحديث والمعاصر والتصميم. ويستقي المعرض اسمه من نظرية «الصغير هو الجميل» التي نشرها المفكر الاقتصادي البريطاني إرنست فريدريك شوماخر في عام 1974. وقد ارتأت الجهة المنظمة لـ «فن أبوظبي» أن تختبر جماليات هكذا فكرة على الأرض الإماراتية.. فوجهت الدعوة لكافة صالات العرض المشاركة لإدراج المزيد من الأعمال الفنية صغيرة الحجم ضمن المختارات التي ستشارك بها في «فن أبوظبي»، وقامت بجمع هذه القطع الصغيرة لتعرض معاً في فضاء فني وإبداعي واحد. هي دعوة للتأمل للتأمل عميقاً في مفهوم الحجم في سياق الفن المعاصر وما وراءه. تعرض في هذا الجناح أعمال للفنانين: ياسام ساسمانزر، وسميرة هودائي، وجون ميشيل باسكيات، ومنى حاطوم، وجاك فيليجلي، وإروين ورم، وضياء عزاوي، ومارتن كريد، ويوا جوي تشنج. برنامج حافل يشتمل البرنامج العام المصاحب للمعرض على عدد كبير من الأنشطة لكل الأفراد وفي جميع المستويات العمرية، تتراوح بين المحاضرات وجلسات المناقشة والمقابلات وإطلاق الكتب والتصاميم التفاعلية جنباً إلى جنب مع العروض السينمائية وعروض الأداء الحيّة ومقابلات مع عدد من الأسماء المعروفة في عالم الفن. ومن الفعاليات التي تقام بالتزامن مع فعاليات «فن أبوظبي» 2013 على مدى أيامه الأربعة سلسلة «جوجنهايم أبوظبي: حوارات الفنون»، والتي تتضمن العديد من جلسات النقاش العامة، بمشاركة نخبة من الفنانين المعاصرين الرواد الذين ستعرض أعمالهم ضمن مجموعة الأعمال الفنية الدائمة لمتحف جوجنهايم أبوظبي. في هذه الممارسة الثقافية يجري الحديث عن الحوار العابر للحدود، وعن المفاهيم الفنية والإبداعية والسردية المختلفة.. ومما يثري هذه الجلسات أن المشاركين فيها من ذوي الباع الطويل في الممارسة الفنية والاشتغال التشكيلي: حسن شريف، مونيكا سوسنوسكا، يانج فودونج، أنجيلا بولوك، وهاينز ماك وغيرهم. وتأتي محادثات «فن أبوظبي» لتكمل حلقة الفائدة المعرفية التي يتيحها هذا المعرض الفني الهائل أمام الجمهور، فهي تفسح المجال لسلسلة من المناقشات مع نخبة من المتخصصين العالميين. هنا، يمكن للمهتمين بالفنانة الأميركية جيني هولتسر والمعماريين الشهيرين جان نوفيل وألان سيبان، رئيس مركز بومبيدو للفنون والثقافة في باريس؛ وثيادوس روباك، مؤسّس وصاحب جاليري ثيادوس روباك، أن يستمعوا إلى مناقشة ثرية وحية حول الدور المؤثر للفن والعِمارة في تحديد هوية المدن وخصوصيتها الحضارية. هذا ليس كل شيء يحدث في السعديات هذه الأيام، فثمة المزيد في البرنامج المليء بالأنشطة التي يصعب متابعتها لكثرتها وتعددها وتوزعها في قاعات وأماكن مختلفة. هناك مقابلات «فن أبوظبي» وهي سلسلة جديدة تضم عدداً من المقابلات السريعة غير رسمية مدتها 15 دقيقة تجري مع فنانين، ومقتني الأعمال الفنية، ومالكي صالات العرض الفنية، ومنسقين فنيين يشاركون أو يحضرون هذا الحدث. وبالأمس ناقش متدربون من الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية عام 2013 تجربتهم في هذا المكان. نكهة إماراتية خاصة للجناح أو القسم الذي أطلق عليه مجتمعات «فن أبوظبي» نكهة خاصة تحمل في داخلها دلالات التعاون والتثاقف والاعتراف بالآخر، ففيه يستضيف «فن أبوظبي»، في كل عام، برحابة صدر إبداعية، مجموعة من المؤسسات الإقليمية غير الربحية عرفت بإسهاماتها في دعم المشهد الثقافي المحلي، لتعرف بنشاطها ومبادراتها وأهدافها. في هذا القسم يلتقي المشاهد مع جناح خاص لمبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان، وجناح لجائزة الشيخة فاطمة بنت هزاع لقصة الطفل العربي، وجناح لمركز آرت هب أبوظبي، وجناح لمؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون، وجناح لمركز مرايا للفنون، فضلاً عن الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، معرض الفن الدولي - بينالي البندقية، علاوة على جناح «آرتيستيك ديزاين»، ومنظمة واحة الدولية. جديد «فن أبوظبي» ? تفرد أعلن «فن أبوظبي» أن الراغبين بمعرفة تفاصيل الأعمال الفنية المعروضة أثناء تجوُّلهم في أروقة «فن أبوظبي»، يمكنهم تحميل التطبيق QR Reader المتاح للهواتف الذكية المتوافقة مع نظام التشغيل «آي أو إس» و«أندرويد»، وبمجرّد تمرير شاشة الهاتف على الرمز المثبَّت إلى جانب الأعمال المعروضة سيحصل الزوار على كافة المعلومات المتعلقة بالعمل، وبذلك يكون «فن أبوظبي» أول من يقدم هذا التطبيق في معرض فني. ? صالون ثقافي من جديد «فن أبوظبي» ويعرض أعمالاً جرى تكليف فنانين بعينهم بإنجازها من قبل الجهة المنظمة للمعرض. كما يضم القسم «صالوناً ثقافياً» يتيح للزوار التواصل مع الصالات الفنية التي تمثل الفنانين المشاركين: محمد بحراوي، مروة عادل، ماجد عنقاوي، سكايلر بريكلي، أليساندرو كانيستا، جوهر دشتي، بيتر هالي، ميلر لاغوس، إيثان مارو، جيوفاني أوزولا، أليخاندرو ألمانزا بيريدا، سعد قريشي، ضياء تاجر، ليو واي، مايكل وولف، وانج يويانج، أنجيه زيلنسكي. ? زاد نظري في واحدة من الانتباهات الجيدة ينظم «فن أبوظبي» معرضاً للكتب الفنية والدراسات والبحوث التي تعتبر من أهم ما كتب حول الفن المعماري، وذلك في جناح دار نشر «تاشن» التي تعد واحدة من أنجح دور النشر في السوق العالمية. ومع متجر «أرتيفاكت» الخاص بـ «فن أبوظبي» الذي يقدم تشكيلة منتقاة من المنتجات محدودة الكمية بما في ذلك أعمال فنية لفنانين إماراتيين ناشئين مشاركين في مشروع أجنحة «فن أبوظبي» 2013. وعلى رفوفه يمكن أن يجد القارئ تشكيلة واسعة من الكتب المتخصصة بالفن والتصميم والعمارة، فضلاً عن الإصدارات والمجلات التي تنشرها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. بهذين الجناحين، يكون «فن أبوظبي» قد أنجز ضربة موفقة على صعيد توفير الكتاب الفني في طباعة جميلة، أنيقة، وبما يستحق من اهتمام. ?ركن الفن.. تلوين الحياة في أجواء مفعمة بالإبداع، والصخب، وحيوية الخبرات الإبداعية وشقاواتها الملونة، يمكن للمرء أن يخرج من رتابة الحياة اليومية إلى باحات الفعل الفني الطليق. خارج المنازل الضيقة وفي وفرة من الاتساع الذي يوفره مشهد منارة السعديات المفتوحة على الأفق، يمكن لمن يرغب أن يتعرف أطفاله إلى الطرق التي تعينهم على استلهام إبداعات من الفنانين، والمصممين المعاصرين، واكتشاف تجربة جديدة لإبداع أعمال فنية من صنع أيديهم. واختبار مستوى إبداعهم، أن يعثر على هذا كله في ورشات عمل تصميم «فن أبوظبي».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©