عباس يحذر من حرب دينية في المنطقة

حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الثلاثاء من احتمال نشوب حرب دينية في الشرق الأوسط بسبب اعتماد الحكومة الإسرائيلية مواقع إسلامية في الضفة الغربية المحتلة ضمن لائحة التراث اليهودي. وقال عباس خلال كلمة ألقاها في البرلمان البلجيكي في بروكسل إن رد الحكومة الإسرائيلية على دعوة الرئيس الامريكي باراك أوباما إلى اتخاذ خطوات لبناء الثقة كان إعلان رئيسها بنيامين نتياهو أمس الأول أن الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم وأسوار القدس القديمة تراثاً يهودياً إسرائيلياً وأضاف “هذا استفزاز خطير ويهدد بنشوب حرب دينية”. في هذا السياق، تظاهر فلسطينيون في القدس والخليل احتجاجا على ضم المواقع الإسلامية إلى قائمة مواقع الآثار اليهودية واشتبكوا مع جنود ورجال شرطة الاحتلال . وساد إضراب شامل المؤسسات الوطنية والمدارس والمحال التجارية في بيت لحم جنوبي الضفة احتجاجا على القرار الإسرائيلي استجابة لدعوة من “لجنة التنسيق الفصائلي”. ودعت اللجنة الأهالي إلى إقامة صلاة الجمعة بعد غد بالقرب من مسجد بلال في إطار نشاطها الاحتجاجي. وأكدت اللجنة المركزية لحركة “فتح” في بيان أصدرته في رام الله أن القرار الإسرائيلي بتهويد المواقع الإسلامية باطل بحكم الحق والتاريخ والقانون الدولي الذي يمنع دولة الاحتلال من التصرف في مقدرات الدول المحتلة الثقافية والدينية والاقتصادية. وقالت إنه “جريمة عنصرية جديدة تضاف إلى جرائم الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وسرقة التراث والذاكرة والهوية وتزوير التاريخ، بل نقلة نوعية من الاعتداء على أرض الشعب الفلسطيني نهباً واغتصاباً وعلى أبناء الشعب الفلسطيني تشريداً وقتلاً واعتقالاً وحرماناً إلى الاعتداء على تاريخه وتراثه ومكتسباته الثقافية والتراثية”. ونظمت “حركة الجهاد الإسلامي” تظاهرة في غزة مساء أمس الأول احتجاجا على قرار التهويد. وقال القيادي البارز في الحركة محمد الهندي خلال كلمة ألقاها أمام المتظاهرين “إننا نوجه رسالة إلى الأمة بأن إسرائيل فتحت معركة المقدسات الإسلامية خصوصا في الخليل والقدس ونهيب بأمتنا العربية والإسلامية أن تستنفر قواها للتصدي لهذه القرارات الإسرائيلية”. وأكدت أكدت السلطة الوطنية الفلسطينية أنها ستتصدى للقرار الإسرائيلي. وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود الهباش لصحفيين في القاهرة “إن السلطة قررت سلك كل السبل السياسية على المستويات كافة لمواجهة القرار الإسرائيلي الظالم. وأضاف “تثير هذه الإجراءات الإسرائيلية المزيد من العداوة والبغضاء والكراهية والتوتر وتعبر عن أطماع ونوايا خبيثة تحاول إسرائيل من خلالها الاستيلاء الكامل على الحرم الإبراهيمي والمقدسات”. إلى ذلك، دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة إسماعيل هنية إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة في الضفة الغربية لمواجهة قرار الحكومة الإسرائيلية. وطالب، في كلمة ألقاها خلال اعتصام نظمه فرع المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة، السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات وأي اتصالات وتنسيق أمني مع إسرائيل والإفراج عن المعتقلين السياسيين لديها وإنجاز المصالحة الفلسطينية. في الوقت نفسه، استنكر أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى القرار الاسرائيلي وقال لصحفيين في القاهرة إنه يؤكد أن إسرائيل ليست جادة في موضوع السلام ولا في موضوع المفاوضات سواء كانت عن قرب أو عن بعد، مباشرة أو غير مباشرة. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي، القرار غير شرعي، حيث إن اسرائيل هي قوة احتلال في الضفة الغربية ولا يحق لها أن تضم المواقع الفلسطينية الى قوائمها وأن المجتمع الدولي كله يعلم ذلك ويرفض التصرف الإسرائيلي ويعتبره غير قانوني. وقال لصحفيين في القاهرة إن وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط وجه بإثارة الموضوع من خلال منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) المعنية بقوائم التراث الوطنية والعالمية، مؤكدا أن مصر تقف داعمة للحقوق الفلسطينية في هذا الموضوع المهم والحساس. وطالب الإدارة الاميركية والرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط بالضغط على الحكومة الاسرائيلية لتجميد القرار والتراجع عنه في ضوء ما يمكن أن يترتب عليه من تداعيات سلبية. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان أصدرته في دمشق “إن سوريا تدين بشدة هذا العدوان على المقدسات والتراث الذي يشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي في مهام وواجبات سلطات الاحتلال وهو استمرار لنهج الاحتلال الإسرائيلي في تهويد الأراضي المحتلة. وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة برفض ذلك الإعلان وإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي.