الإمارات تستضيف المؤتمر العالمي للتوحد ديسمبر المقبل

سامي عبدالرؤوف (دبي) - تستضيف دولة الإمارات، المؤتمر العالمي للتوحد، تحت عنوان “العلاج والتوعية بالتوحد”، خلال الفترة من 8 إلى 10 من شهر ديسمبر المقبل، وذلك في مركز مؤتمرات جامعة زايد بمدينة دبي الأكاديمية. ويشارك في المؤتمر نخبة من الأطباء وخبراء الصحة والعلاج والمدرسين والعائلات للبحث في التحديات الطبية والتعليمية التي تواجه الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد. وينظم المؤتمر مركز الطفل للتدخل الطبي المبكر، بالتعاون مع مدينة دبي الطبية، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة، وجمعية الإمارات الطبية ومجلس سيدات أعمال دبي. وأكد الدكتور محمود فكري وكيل وزارة الصحة المساعد للسياسات الصحية، أمس في المؤتمر الصحفي بدبي للإعلان عن المؤتمر، أهمية توفير مرجعية تربوية متخصصة للعاملين في مجال التوحد وتزويدهم بالمستجدات التربوية والبحثية حول الاضطراب والتعامل مع تلك الفئة من الإعاقة. وأشار إلى أن وزارة الصحة لديها برنامج الكشف المبكر للأطفال حديثي الولادة والذي يتم من خلاله فحص الإعاقات الجسدية ومن ضمنها التوحد في مراكز الأمومة والطفولة، لافتا إلى أن ظاهرة التوحد على مستوى العالم آخذة بالازدياد خاصة مع تطور الأوضاع الصحية العالمية في طرق اكتشاف المرض وأساليب الرعاية والعناية الطبية له. وقال فكري، “لقد أثرت الدراسات والمعارف والأبحاث الحديثة في معرفة اسباب التوحد وخصائصه وطرق تشخيصه تأثيرا كبيرا على نمو وتطور الطفل ومستقبله ولإيجاد طرق علاج ناجعة تعتمد على التدخل المبكر في المعالجة لرفع كفاءة الطفل لتمكنه من مواجهة تحديات الحياة”. وقال الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء مدير إدارة الجودة في مدينة دبي الطبية إن “دعم مدينة دبي الطبية للمؤتمر يأتي إدراكا لضرورة مناقشة القضايا المرتبطة بمرض التوحد والمساعدة على تلبية احتياجات الأسر والأفراد الذين يعيشون مع المرض”. وقالت الدكتورة هبة شطا، المدير العام ورئيس اللجنة المنظمة: “هدفنا الأساسي هو رفع الوعي لدى الأخصائيين وعامة الجمهور، وكذلك تزويد الأسر والمختصين بالمعلومات اللازمة حول التوحد لمساعدتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة وصائبة”. وأشارت إلى ضرورة تنسيق الجهود بين أبناء المجتمع للمساعدة على تحقيق الاندماج التام للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس النظامية وجعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع. ويتحدث في المؤتمر 23 خبيرا ومختصا من جميع أنحاء العالم ويقدمون 19 ورشة عمل تسلط الضوء على أفضل الخيارات العلاجية والتحديات التي تواجه أطفال التوحد. ويناقش المؤتمر المبادرات الدولية التي تساعد على تطبيق نهج متكامل بشأن علاج هذا المرض والتوعية به، مع التركيز على أهمية دمج أطفال التوحد في المدارس النظامية، ويلقي الضوء على مختلف الجوانب المتعلقة بعلاج مرض التوحد. ويتحدث المحاضرون عن القضايا المرتبطة بمرض التوحد والمساعدة على تلبية احتياجات الأسر والأفراد الذين يعيشون مع هذا المرض. ويستضيف المؤتمر، البروفيسور ستيفن شور الذي تم تشخيص المرض لديه عندما كان شاباً، قبل أن يصبح اليوم أستاذاً مساعداً وأحد أبرز المتحدثين حول التوحد بفضل خبرته الشخصية مع المرض، ويستعرض جهوده المستمرة في تقديم الإرشادات اللازمة للآباء والأمهات والأطفال حول أفضل سبل التغلب على التحديات المرتبطة بالتوحد. وبهدف المؤتمر، إلى تعزيز اندماج أطفال التوحد في المدارس النظامية بدولة الإمارات، سيتخلل المؤتمر ندوات متخصصة حول مواضيع عدة، مثل “فهم التعليم المدرسي الشامل ودور العلاج السلوكي”، و”تشجيع الاندماج في المجتمع للمصابين بالتوحد وإعاقات أخرى في التعليم”، و”مهارات ضرورية للنجاح الاجتماعي”. ويركز المؤتمر على قضايا صحية أخرى، مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والصرع، والتغذية والحمية، كما سيشدد على أهمية التعاون والتنسيق المشترك لمعالجة ورفع مستوى الوعي بمرض التوحد. إلى ذلك قالت كارولينا توفار، المؤسس والمدير التنفيذي لمركز الطفل للتدخل الطبي المبكر: “يوفر المؤتمر فرصاً هامة للتواصل عبر العديد من اللقاءات التي ستقام على هامش الحدث، ويتيح للآباء وأخصائيين ومدرسين، الاطلاع على أفكار ومعلومات جديدة تساعدهم على التعامل مع هذا المرض”. وتتخلل ورش العمل جلسات للتدريب العملي بكلتا اللغتين، وتم اعتماد المؤتمر من قبل وزارة الصحة بما يعادل 6 ساعات تعليم طبي مستمرة يومياً.