السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفجير يستهدف منزل سفير إيران لدى اليمن

تفجير يستهدف منزل سفير إيران لدى اليمن
4 ديسمبر 2014 00:20
عقيل الحلالي (صنعاء) في حادث يحمل دلالات سياسية لافتة قتل شخص على الأقل وأصيب 17 آخرون أمس الأربعاء في تفجير سيارة ملغومة في جوار منزل السفير الإيراني في صنعاء، حسبما أعلنت السلطات اليمنية التي دانت بـ «أشد العبارات» الهجوم الذي تبنته حركة «أنصار الشريعة» القريبة من تنظيم « القاعدة» .وقال سكان محليون لـ(الاتحاد) إن سيارة ملغمة انفجرت صباح أمس قرب منزل السفير الإيراني، سيد حسن نام، في الحي السياسي في منطقة «حدة» جنوب العاصمة صنعاء موضحين أنه كان عنيفاً وألحق أضراراً مادية بالمقر إ وعدد من المنازل المجاورة، فيما سمع صوت الانفجار من مناطق بعيدة في العاصمة وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان من الأحياء السكنية القريبة. وأحدث الانفجار فجوة كبيرة في المبنى ودمر جزءا من السور المحيط به وهشم نوافذه ونوافذ العديد من المنازل في الحي الدبلوماسي الخاضع لحراسة أمنية مشددة منذ سنوات. وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن الانفجار الذي طال منزل السفير الإيراني الذي تولى مهامه للتو في صنعاء وقدم الاثنين أوراق اعتماده، أسفر عن مقتل نجل حارس المنزل وجرح 17 آخرين بالإضافة إلى أضرار في المساكن المجاورة وعدد من السيارات الموجودة في مكان الحادث، حيث هرعت سيارات الشرطة والإسعاف والدفاع المدني فيما سارع مسعفون ومتطوعون لانتشال الضحايا ونقلهم إلى عدد من المستشفيات القريبة. وأكد مسؤول بوزارة الصحة اليمنية لـ «الاتحاد» سقوط قتيل واحد وعدد من الجرحى في التفجير الذي لم يتضح بعد ما إذا كان انتحارياً أو تم بواسطة عبوة موجهة عن بعد. ووصف نائب رئيس بلدية صنعاء، أمين جمعان، التفجير بـ «الإجرامي الغادر»، وقال إنه هدف إلى «خلط الأوراق وتعقيد المشهد السياسي في اليمن» الذي يشهد علاقة متوترة بدولة إيران منذ عامين على خلفية اتهامات رسمية لطهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين وسعوا في الأسابيع الماضية نفوذهم ليصل إلى مشارف الجنوب بعد ان استولوا على مدن رئيسية في وسط وغرب البلاد. ووصل مسؤولون أمنيون حكوميون وآخرون من جماعة الحوثيين إلى مكان الهجوم حيث تم وضع العلم الإيراني فوق بعض الأنقاض. وقالت مصادر أمنية يمنية إن السفير الإيراني لم يصب بأذى لأنه كان غادر مقر إقامته، متوجهاً إلى السفارة قبل عشر دقائق من الهجوم. وفي طهران، استنكر مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان بشدة «التفجير الإرهابي»، وطالب الحكومة اليمنية بالإسراع بكشف ومعاقبة العناصر الضالعة في هذا التفجير. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن عبد اللهيان القول: «من المؤكد أن الحكومة اليمنية هي المسؤولة عن الحفاظ على أرواح الدبلوماسيين والمقار الدبلوماسية» قائلاً: «يتوقع من الحكومة اليمنية الإسراع بكشف ومعاقبة العناصر الإرهابية واتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج عن الدبلوماسي الإيراني المخطوف نور أحمد نيكبخت». ودانت الحكومة اليمنية «بأقسى العبارات» التفجير واعتبرته «تهديدا للسلم الاجتماعي والمصالح العليا للبلاد». وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة، راجح بادي، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، إن الأجهزة الأمنية «تجري الآن تحقيقات مكثفة للكشف عن ملابسات الجريمة والبحث عن الذين يقفون وراء ذلك الحادث الإجرامي». وسارع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وخصمه السياسي حزب «تجمع الإصلاح» الإسلامي السني في إدانة الهجوم وطالبا الحكومة القيام بواجبها في حماية أمن البعثات الدبلوماسية العاملة في اليمن. وقال المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام، عبده الجندي، إن عدم اتخاذ إجراءات صارمة ضد مخططي ومنفذي الهجوم على منزل السفير الإيراني «سيفتح المجال للاعتداء على مقرات السفارات الأخرى». وذكر بيان صادر عن الأمانة العامة لحزب الإصلاح أن الأعمال الإرهابية المتكررة تهدف إلى «إرباك المشهد السياسي»، وإعاقة عملية انتقال السلطة في البلاد . وفي وقت لاحق أعلنت جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب، مساء أمس، مسؤوليتها عن التفجير ونشرت صورتين أظهرت الأولى العلم الإيراني وهو ملقى على الأنقاض، وبينت الثانية فجوة على الأرض أحدثها الانفجار. وبحث الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء في صنعاء مع مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، صالح عبدالعزيز القنيعير، مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والتحديات التي تواجه عملية تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي ينص على انسحاب المليشيات المسلحة من العاصمة والمدن الرئيسية واستعادة الدولة سيطرتها على مختلف مناطق البلاد. وأشاد هادي بدور دول مجلس التعاون الخليجي ومواقفها الداعمة لليمن في مختلف المراحل والظروف وفي المرحلة السياسية الانتقالية. وقال :»نتطلع إلى استمرار الدعم لليمن لتجاوز التحديات التي تواجهه للولوج إلى مستقبل يسوده الأمن والاستقرار بما ينعكس إيجاباً على كافة دول المنطقة باعتبار ما يحدث في اليمن يؤثر على الجميع». فيما جدد المبعوث الخليجي التأكيد على استمرار دعم دول مجلس التعاون الخليجي لليمن للخروج من أزماته الراهنة والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©