الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زيدان يعود إلى الواجهة مع «السماوي» في الوقت القاتل

زيدان يعود إلى الواجهة مع «السماوي» في الوقت القاتل
12 نوفمبر 2012
نبيل فكري (أبوظبي)- ما بين السخط والرضا، تأرجح المصري محمد زيدان نجم فريق الكرة بنادي بني ياس في مباراة فريقه الأخيرة أمام النصر، حتى جاءت “الثنائية” التي أحرزها، لتحسم الجدل النفسي لديه ولدى الجماهير. لم يكن السخط في البداية من الجمهور بقدر ما كان من زيدان نفسه، فاللاعب الدولي الكبير صاحب الصولات والجولات، من تنقل بين منصات التتويج كما يتنقل في السفر، لم يعد متقبلاً لهذا الهدوء الذي يرافق مسيرته، فقد اعتاد الصخب، والأهداف والكؤوس، وليس الإصابة، والبعد عن “المستطيل الأخضر” الذي يعرف من هو زيدان. استحق زيدان أن يكون نجم الجولة لأسباب عدة، في مقدمتها أنه عائد لتوه من إصابة طويلة، وأن يعود بهدفين وفي مرمى النصر فهذا كثير، وأن يسجل ويعوض غياب سانجاهور بالرغم من أنه ليس مركزه، فذلك أيضاً كثير، وأن يتحمل كل الضغط الذي رافقه في المباراة، ويتحمل نفسه التي لم تطاوعه أحياناً، وينتصر على كل ذلك في النهاية، فذلك هو الهدف التاريخي. زيدان أمام النصر، فاز لنفسه والإدارة التي راهنت عليه، والجهاز الفني الذي دفع به من البداية أمام «العميد» وصبر عليه حتى نهاية المباراة، والجمهور الذي لم يعرف بعد في أي «خانة» يضع زيدان، قبل أن يساعده «الفرعون المصري» على حسم قراره، ليضعه في «خانة الأحبة». زيدان نفسه يعترف بالكثير من تلك الإشكاليات، ويؤكد أنه لو لم يسجل الهدفين، لكان أداؤه مقبولاً ليس إلا، غير أن الهدفين أنصفاه، مؤكداً أن الفريق ساعده كثيراً في ذلك، وأن ما تحقق، بما فيها الهدفان، هو صناعة الفريق كله وليس زيدان. وقال: “المكسب مهم جداً، والنقاط الثلاث أهم من الهدفين، خاصة في ظروف كالتي مر بها بني ياس أمام النصر، فقد غاب عنا لاعبون مؤثرون، مثل سانجاهور وعامر عبد الرحمن وإسماعيل بلمعلم، إضافة إلى أننا كنا نواجه فريقاً قوياً، يطمح لاستعادة صدارته، وبالنظر إلى كل تلك المعطيات، فما حققناه كان كبيراً ورائعاً”. وأضاف: “حين تغيب فترة طويلة كالتي غبتها، من دون أن تجرب نفسك في مباراة ودية أو شيء من هذا القبيل، فالأمر صعب على أي لاعب، وأنا قبل مباراة الوحدة، عدت للتدريب ليومين اثنين فقط، وبعدها بدأنا استعدادنا لمواجهة النصر، والتي كانت استثنائية في كل شيء، فلا أحد يتمنى أن يعود في ظروف كتلك، وأن يتحمل عبئاً كتلك، ولكن ربما هو خير، لأخوض تحدياً كبيراً، أثبت به مع الفريق ومع المجموعة، أننا على قدر أي تحدي”. وتابع زيدان قائلاً: “لا شك في أنني لعبت مضغوطاً، وعلى الرغم من أن لي تجارب في مركز المهاجم الصريح، سواء مع منتخب مصر، أو حين كنت ألعب بألمانيا، إلا أنه ليس مركزي، حيث أفضل اللعب تحت رأس الحربة، ولذلك، لم تكن بداية المباراة سهلة معي، ولم أظهر بالمستوى الذي أريده، ولكن المهم بالنظر إلى الفرص التي أتيحت لي وأهدرت، أنني كنت في المكان الصحيح، وأنني كنت مصدر خطر على المنافس، أضف إلى مسألة المركز أن هاجس الإصابة يطاردك من دون أن تدري، فمع كل انطلاقة تتخوف من أن يحدث شيء ما، فتجري و«دماغك» في «العضلة»، تراقب ما فيها، والحمد لله أننا انتصرنا على كل ذلك، وحققنا مكسباً مهماً للغاية. وعن وصفه بالأنانية من قبل البعض، خاصة في الكرة التي أهدرها، وكان متاحاً له أن يمررها إلى كارل أو أحمد علي، قال زيدان: ليست أنانية على الإطلاق، ولا يمكن الحكم على قرارات كتلك، إلا ممن يعايشها، فحين تجري، يصبح اتخاذ القرار في ثوانٍ، ولو سجلت من تلك الكرة هدفاً ما قال أحد إنني «أناني»، وقد دار في خاطري أن أمرر الكرة إلى كارل، لكنني رأيت مدافعاً من النصر يجري في اتجاه كارلوس، فأخذت قراري بالتسديد، لترتطم بقدم أحد المدافعين وتخرج. وتابع: لعل الهدف الثالث ينفي عني هذه التهمة، فقد مررت الكرة إلى صالح المنهالي، وعندما تعدل وضعي، أعادها المنهالي إليّ لأسجل منها، وهذا هو جوهر اللعبة، وجوهر الفهم لدينا في الفريق، فالجماعية هي الأساس، وبفضلها تحقق الفوز على النصر. وأكد زيدان أن طموحهم كفريق أن يظلوا في المقدمة، معرباً عن ثقته البالغة في قدرة الفريق على مقارعة أي منافس، وقال إن بني ياس لديه الإمكانيات وبعد عودة الغائبين سوف تتحسن الصورة أكثر، ووعد الجماهير بانتظار المزيد، سواء منه أو من الفريق، ولكن بشرط أن يصبروا عليهم في المشوار الطويل. ومن جانبه، أكد جوزيف تشوفانيتش مدرب الفريق السماوي أن زيدان قدم أمام النصر أوراق اعتماده الرسمية لدى جمهور “السماوي”، وأن الفوز الذي تحقق يحسب لكل الفريق، ومع الفوز، يحسب للاعبين أنهم ساعدوا زيدان في مهمته، وأعانوه على تجاوز الفترة السابقة، لينطلق بقوة نحو الكثير الذي ننتظره منه. وأضاف أن زيدان كان رجل الوقت الصعب في المباراة، وأنه كان واثقاً من أن رهانه عليه لن يخيب، حيث رأى الجهد الكبير الذي بذله في التدريبات، وكان واثقاً أن لاعباً يبذل كل هذا الجهد، لن يخذل نفسه أو فريقه أو مدربه، وهو ما تحقق من خلال الهدفين، والأداء السخي الذي قدمه اللاعب. أما سانجاهور الذي غاب عن المباراة، فقد أشاد بأداء زملائه أمام النصر، مؤكداً أنه كان على ثقة من قدرتهم على تعويض غيابه، وأن الفريق دائماً هو النجم، لأنهم اعتادوا في مرات كثيرة مثل تلك الظروف، وباتوا أكثر قدرة على مواجهتها، كما أشاد بأداء زيدان في مركزه بالرغم من قوة المنافس، مشيراً إلى أن المعاناة في البداية كانت طبيعية، فالمنافس النصراوي أحكم دفاعاته في البداية، كما أن حارس مرماه كان موفقاً جداً. وأكد سانجاهور أنه سعيد بالثلاثية التي فاز بها الفريق عن طريق يوسف جابر وزيدان، وأنه تابع المباراة وكأنه في الملعب، وكان حزيناً لعدم المشاركة، لكن كل أحزانه زالت بالفوز وحصد النقاط الثلاث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©