الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العلم والأدب متلازمان وقيمتهما متساوية

العلم والأدب متلازمان وقيمتهما متساوية
23 نوفمبر 2015 23:56
محمد عبدالسميع (الشارقة) في رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح أمس الأول ماجد بوشليبي، الأمين العام للمنتدى الإسلامي، فعاليات الندوة العلمية «أخلاقيات البحث العلمي في التراث الإسلامي» التي ينظمها المنتدى. حضر الافتتاح الدكتور محمد الراوندي عضو المجلس العلمي الأعلى، والأستاذ بدار الحديث الحسينية المغرب، والدكتور فيصل عبدالسلام الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية في جمهورية مصر العربية، وعدد من أساتذة الجامعة وجمهور من المهتمين بالتراث الإسلامي. وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على مسألة الأخلاقيات العلمية في البحث والتحقيق، في سياقين، الأوّل يتعلّق بماهية المراجع والمصادر التي يستند إليها الباحث لتقديم حجّته، والثاني حول الأمانة العلمية في النقل التي تقتضي ذكر المرجع أو المصدر، إلى جانب التعامل مع النص نفسه بأمانة، أي من دون إخراج المقولات عن سياقاتها التي وردت فيها. اشتملت فعاليات اليوم الأول على جلستين، الأولى ورقة عمل بعنوان «أهمية أخلاقيات البحث العلمي ودورها في خدمة التراث»، قدمها الدكتور الراوندي أشار فيها إلى أن الأخلاق مجموعة المبادئ التي تستند في مرجعيتها إلى الحكم على سلوك العالم وغير العالم، وللأخلاق دور في العلوم، اهتم بها رجال الاقتصاد والسياسة والصناعة والعسكريين ورجال الدين بهدف ضبط المعايير المرتبطة بالسلوك الإنساني. وتطرق إلى جهود القاضي عياض بن موسى، في استدلاله على صحة الأحاديث من خلال أسماء الرواة. وأضاف: «القاضي عياض مثالاً يحتذى في نقل الرواية الصحيحة». وتناول قضايا الرواية والنقل، وظاهرة سرقات العلماء، وعرض نماذج للمواقف الأخلاقية في كتب العلماء. وذكر يمكن أن تجتهد فيما تشاء، لكن الاجتهاد في باب العلم غير جائز، وتطرق إلى الكتب التي حققها أحمد أمين، وقال إنه أساء في ذلك، وكان يجب أن يكون على علم بقواعد التحقيق. وقال: «مع تطور البحث العلمي، أصبحت للبحث العلمي أعراف وأخلاقيات وطقوس ومنهجيات متعارف عليها، يسير عليها الباحثون ويطورونها ويؤصلونها حتى أصبحت جزءاً من أخلاقهم وسلوكهم الشخصي، والابتعاد عنها يعد مثلبة كبيرة على الباحث، فلم نجد مبدعاً وعالماً بارعاً من دون مصداقية، فالأخلاق والصدق أساس النجاح، والنجاح العلمي أساس تقدم الأمم. أما الدكتور الحفيان، فقدم ورقة بعنوان «قراءة في مؤلفات آداب التأليف في التراث»، جاء فيها: أبدأ بالقول الذي قاله مخلد بن الحسين (المتوفَّى في عام 191هـ) لابن المبارك: «نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث»، الحديث هنا هو العلم والمفارقة أن تأتي هذه المقولة لتشير إلى أن العلم والأدب على قدم المساواة ولا قيمة للعلم بلا أدب. ثم تسأل: ما هي الإجراءات والضوابط التي كانت موجودة في التراث الإسلامي، وما هي الآداب، وما هي الفوائد والأغراض؟. وأضاف: لا توجد كتب تناولت ظاهرة أدب التأليف، لكنها موزعة في الكتب. وفلسفة العلم الإسلامي تقوم على أمرين: الأول الموسوعية، والثاني الانفتاح على المعرفة، وعندما تجتمع فكرة الموسوعية والانفتاح، يتحقق ما يسمى بالتراكم المعرفي وهو الذي يؤدي إلى الحضارة. وأكد أن كل المعرفة التراثية ابن شرعي لعلم الحديث الذي وضع المنهج لكل الكتابة الإسلامية عبر التاريخ. وتحدث عن مفهوم كلمة أدب وشروط التأليف، وآداب التأليف (القيم والأخلاق)، وفوائد التأليف، وغايات التأليف، وقال: هذه الأصناف التي يدور في فلكها مبحث آداب التأليف متداخلة مع أدب العلم والعالم مع المؤلف. كما تناول الباحثان «أخلاقيات التحقيق والنشر العلمي» و«أخلاقيات البحث العلمي في البحوث والرسائل الجامعية» و«طرق التوثيق والتعامل مع المصادر في التراث الإسلامي». وقد افتتح على هامش الندوة، معرض «أثر الفن الإسلامي في المخطوط العربي»، ليعكس ويبرز فنون الزخرفة والتذهيب، التصوير، والمنمنمات في التراث العربي والإسلامي المخطوط. واشتمل المعرض على مجموعة من المخطوطات وصور مختارة من المنمنمات النادرة، إضافة إلى نسخة ملونة من قصيدة البردة في مدح خير البرية للبوصيري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©