الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خراف ذكية

24 نوفمبر 2015 00:04
صدر منذ فترة كتاب في الولايات المتحدة عن أذكى طلاب الجامعات الأميركية واعتبر المؤلف أنهم (خراف ممتازة) حسب وجهة نظر د. ديرزويتور حيث لاحظ أن الطلاب الذين درسهم، خلال  10 سنوات في جامعة ييل، وهم من أذكى طلاب أميركا يستطيعون حل أكبر القضايا الحسابية والهندسية ولكنهم يحتارون عندما يواجهون سؤالاً مثل كيف نبدع؟ وكيف نبلغ هدفاً في الحياة؟ لهذا سماهم (الخراف الذكية). والمؤلف لا ينتقد الطلاب وحدهم بل ينتقد المؤسسات التي يتخرجون فيها والأساتذة الذين يركزون على تفوقهم الأكاديمي، وينسون تفوقهم الإبداعي، وانتقد عزوف الطلاب عن الدراسة في الكليات الإنسانية، بحيث أصبحت الجامعات تركز على الدراسات العملية مثل الكومبيوتر، وصار الطلاب يفقدون القدرة على التفكير بدون حدود لتحقيق زيادة قدرتهم الإبداعية واكتشاف ذواتهم وأخيراً تحديد أهدافهم في الحياة، وانتقد الكتاب الأبوين اللذين (يضحيان بطفولة طفلهم مقابل وصوله إلى وظيفة تدر عائداً مالياً كبيراً) كذلك انتقد المؤلف مدرسي الثانوية الذين يشجعون الطالب على الحشو الأكاديمي أو الجري خلف جامعات النخبة من أجل أن يكون في جامعة شهيرة لضمان وظيفة مرموقة، كذلك انتقد الشركات العملاقة التي تسعى لعبودية العمل ولا تفكر في الابتكار في العمل. وأضاف: «يصنع النظام الجامعي (ولا يخرّج) الطلاب الأذكياء والكثير من الاختراعات خرجت من الفضول ومن فكرة تخفيف المعاناة الإنسانية ولكن خريجي الجامعات قد يكونون عظماء فيما يفعلون، ولكن لا يوجد إحساس إنساني لديهم يرضيهم عما يفعلون وقد تكون حساباتهم البنكية عامرة ولكن لا يعرفون قيمة ما يقومون به لذلك تجدهم يحاولون البحث عن ذاتهم من خلال نماذج مزيفة عن طريق اقتناء سيارات ومجوهرات وملابس ماركات فقط لإعطاء أنفسهم قيمة لا يجدونها فيما يمتهنونه كوظيفة ونفس الحال ينتقل إلى الوظيفة حيث المديرون لا يريدون من موظفيهم أن يتزودوا بالخبرة من خلال تجارب الصواب والخطأ لإعمال العقل ويريدون من موظفيهم  تطبيق أوامرهم بدقة دون السؤال كيف ولماذا لأنهم «خرفان ذكية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©