الشخصية اليابانية منضبطة تقدس الوقت، وتحترم النظام، وتبدع من ضمن الفريق الواحد، وتلتزم بشدة بآداب التعامل، وأخلاقيات المتاجرة رفيعة وموصوفة بالصدق والأمانة. وهناك إحساس عام بالأمن والأمان في اليابان لتوافر الوظيفة المنتجة والتأمين لمعظم الخدمات الاجتماعية. وهذه الأخلاقيات نابعة من الاهتمام بالبرامج التعليمية المتعلقة بالأخلاقيات والسلوك للمواطن، ومنذ الصغر في البيت والمجتمع والمدرسة. كما أن محاسبة القانون صارمة للمخالفين، والإحساس بالعيب المجتمعي الذي يخلق بالمواطن الياباني منذ صغره قاسية. ولا يرحم القانون الياباني الغني أو الفقير، الوزير أو الغفير، فحينما تكتشف المخالفات، تدرس أسباب حدوثها، ويحاسب مرتكبوها، وتمنع تكررها. بالإضافة إلى أن القيم المجتمعية اليابانية تفرض على الشخص الاعتذار. لذلك يعتذرون ويعترفون بأخطائهم في معظم الأحيان. ولقد حاولت الثقافة الأميركية تعزيز الشخصية الفردية والقيم الفردية في الإنسان الياباني من خلال الدستور وقانون التعليم، والذي يخالف تماما القيم اليابانية الأخلاقية والدينية في التأكيد على أهمية المجتمع والطبيعة والتناغم الجميل بينهما.
* من كتاب «أسرار الإدارة اليابانية» للدكتور حسين حمادي