السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شعراء يصوغون صوراً شعرية في حب الإمارات

شعراء يصوغون صوراً شعرية في حب الإمارات
24 نوفمبر 2011 14:16
أبوظبي (الاتحاد) - تميزت الأمسية الشعرية التي نظمها بيت الشعر في أبوظبي مساء أمس الأول “الثلاثاء” بمناخ من الفرح بدا واضحاً في كل مفرداتها، وتألق الشعراء وهم يلقون قصائدهم التي كتبوها بين يدي الوطن، فيه، وعنه، وله، ولتجربته الوحدوية التي تظل مصدر فخر واعتزاز أبناء الإمارات. شارك في الأمسية الشعراء: هدى السعدي وحسن النجار (من شعراء الفصحى) وعبيد اليليلي وجابر بن ناصر (من شعراء العامية)، وقدم الأمسية الإعلامي سعود الدربي الذي نوه إلى أن الإمارات “تعيش هذه الأيام ذكرى وطنية غالية ومناسبة جليلة، تتمثل في مرور أربعين عاماً على إنشاء الاتحاد، وقد تحققت على أرضها إنجازات عديدة شملت القطاعات كافة، بفضل السياسة الرشيدة والحكيمة التي تبناها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وأكملها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله””، ثم عرّف بالشعراء المشاركين وسلّمهم زمام الكلام. وألقى كل شاعر من الشعراء أربع قصائد ثلاث منها وطنية والرابعة اجتماعية أو غزلية أو من شعر الحكمة، وعكست القصائد مشاعر الاعتزاز بالوطن، والفخر بمنجزاته، والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس للذود عنه، وأبرزت فضل شيوخ الإمارات في ما يتمتع به الإماراتي من رفاهية وعيش كريم وأمن وسلام في ربوع الوطن. قرأت هدى السعدي رباعياتها مستعيدة ذكريات “الهولي واليامال” ناسجة صوراً شعرية جميلة: عطش تمشى في المدى يختال والحــــــرّ يسرق قِربَة الجمّال وكأنما تلك القوافل غادة أغــــرى عدواً حسنها القتّال فتكاتفوا جنداً ونخل خبائها أمّ تربــــــــــي أنبل الأبطال وفي شعرها بدت الإمارات وطناً وحلماً وأماً وحضناً وهي “ابتداء المسار وغايته والمدار الأخير”. أما في قصائد الشاعر حسن النجار فالإمارات هي المجد وأغنيات الفرح ومدار الغزل وسرّ القول الذاهب إلى فكرة الاتحاد التي صاغها قائلاً: “أبوظبي” أغنيات الفرحة الأولى والمجد توّج “دار الحي” إكليلا روح الثقافة تحيينا “بشارقة” ونبض “عجماننا” بالحب مجبولا الشوق يسرد في “القيوين” قصته و”رأس خيمتنا” تحيي المواويلا وفي “الفجيرة” سحر في طبيعتها هذي الإمارات عشق اللحظة الأولى وحين يذكر الشاعر اسم الإمارات “تشرق الشمس في حناياه ويرقص الشجر المزهوّ نشوانا”، وفي غزله تبدو الإمارات “أفراح روحه” ينتشي بعشقها ويشدو مثل عصفور صدوح. ومن المفارقات التي تدل على قدرة الشاعر على ارتجال الشعر وتمكنه أن الضوء انطفأ لهنيهات صغيرات في القاعة وإذ بالشاعر يفاجئنا بأنه كتب بيتاً من الشعر قد يصبح قصيدة بعنوان “الظلام” كما قال: كان الظلام وكنت الشمس يا وطني كانت صحارى وصارت جنّة المدن أما قصائد الشاعر عبيد راشد اليليلي فتستحق وقفة خاصة، إذ أنها فضلاً عن نسجها الفني الغني بالصور الشعرية خرجت من النظم إلى الشعر لكن الأهم من ذلك أنها خرجت من الطابع المناسباتي لتدخل في صميم فكرة الوطن، هذه الفكرة العميقة في معناها، التي تستحق شعراً جميلاً وحقيقياً يضاهي جمالها. وفي بعض اللقطات الجميلة والصور الفنية ذات السوية العالية، بدا أن النضج الذي حققه الوطن في تجربته على الصعيد الواقعي حدث ما يوازيه على مستوى التعبير الفني والإبداعي عند الشاعر وهو ما نجده أيضاً عند الشعراء الآخرين (لكن بشكل أقل). فهو لم يكتف بالتغني بالأمجاد والفخر والمديح -رغم وجودها في القصائد- بل ذهب إلى أبعد من ذلك في تجسيد الفكرة، مضموناً وصورة وإيقاعاً. وألقى الشاعر جابر بن ناصر بصوته الجهوري وإلقائه الذي حاز إعجاب الحضور ثلاث قصائد هي: الوطن، المالح والحلو، وقصيدتان تركهما بلا عنوان الأولى أهداها الى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان والثانية من شعر الحكمة. وبدأ قصيدته “الوطن” داعياً الله الذي حفظ الكعبة من أبرهة وفيلته أن يحفظ الإمارات من التفرقة والخلخلة في زمن كثرت فيه الانقسامات، وقال: في عام سبعة بعد ستين البلد كانت حطام ثم قادها اللي جعل مولانا يعطر منزلة لاقى الصعوبات الجسام وذلها الكفو الهمام ما قال هذا مستحيل الماء بعيد مجدلة مرحوم يا شيخ عيونه ما تهنت بالمنام حتى حماها واحتماها والصعاب مذللة واليوم يا دار الوفا حق علينا والتزام يا غلى وطن من وسوسة نفسه يلاقي مقتله أما الأمر الثاني فتمثل في الحضور الراسخ للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في ذاكرة الأجيال، إنه حاضر في أرواحهم وقلوبهم وقصائدهم، وهم يعلنون وفاءهم للوطن ولصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ولم ينسوا الأب المؤسس الذي صار فكرة مستمرة في الأجيال صاغها الشاعر عبيد اليليلي في صورة فنية عذبة: لا تقول يموت زايد ولا تقول يغيب زايد ولا تقول يروح زايد ناظر عيون الحضور وقول لي كم شفت زايد؟! ختام الأمسية كان مع الشاعر حبيب الصايغ الذي قال قبل أن يلقي قصيدته “الأربعون” إنه سعيد بهؤلاء الشعراء ويشعر أن الشعر في الإمارات بخير كلما قرأ أو استمع للشعراء الشباب. و”الأربعون” قصيدة عمودية بليغة احتشدت بالجماليات الفنية والصور الشعرية والجزالة اللفظية والجدّة في المعاني وحلقت بتجربة الإمارات الوحدوية والتنموية إلى أمداء عالية جعلت الحضور يصفونها بأنها “ملحمة” شعرية، وقد تماهى فيها الصايغ مع قصائد المديح الكبار في ديوان الشعر العربي، ومنها: والصحو في النون، والأيام سابحة في بحر أيامها، والصحو والوسن فالأعين النجل ما بين الطيوف لها برق خفيف وعمر ممرعٌ مرنُ فالأربعون، فأسفار، فأودية فالأربعون، وما يدريك يا فطنُ؟ فالغار فالنار فالأسرار سامقة فالحور فالنور فالدستور فالمُزُنُ فذاك بعض الذي أيمانهم ملكت وبعض بعض الذي كالوهُ أو وزنوا بعض لبعض، ولا صعب سوى دمهم الصعب ملعبهم والسهل والحزن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©