السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصة الحي الشعبي ··· سينما تجاوزت حدود الابتذال

قصة الحي الشعبي ··· سينما تجاوزت حدود الابتذال
15 ابريل 2007 02:37
القاهرة - إيمان إبراهيم: هذه النوعية من الأفلام وجدت طريقها وسط الشباب مؤخراً إلى جانب رقصات شرقية وغربية وإفريقية ترضي جميع الأذواق في كوكتيل يداعب خيال المشاهدين ويصل بهم إلى قمة الرضا أو هكذا يتخيل المخرج والأبطال· أما المؤلف أحمد عبد الله فأشك أنه قدم الشكل الكلاسيكي التقليدي للفيلم المتعارف عليه· ولم يبذل مخرج الفيلم أشرف فايق مجهودا في الإخراج بل ترك العنان للفنانين لإظهار جهودهم بالأسلوب الذي يختارونه· غناء غريب في الفيلم كم غريب من ''الإيفيهات'' والنكات التي يتبادلها الأبطال -طلعت زكريا وسعد الصغير - تتحول إلى أغانٍ مدهشة، بل تحولت إلى أغنيات متداولة بسرعة غريبة، ودخلت معهم نيكول سابا عالما جديدا عليها، وحاولت أن تكون شعبية بنت بلد وأن تكون مقبولة جماهيريا، ولا أحد يدري هل نجحت في أن تكون هذه الفتاة الواسعة الانتشار بكل ما تملك من طاقة؟ فالملامح الحادة للنجمة اللبنانية تشير إلى وجه جديد علينا وهي جيدة في أدائها· حاولت نيكول أن تجتهد لتؤدي شخصية ''ليالي'' الراقصة الشعبية، ولولا السيناريو المليء بالثقوب وحالة التهريج التي انتابت الجميع لكان لجهدها اعتبار، ولكن المشكلة في تركيبة الفيلم التجاري الذي يبحث عن كل شيء بلا ترتيب ولا اجادة، بحيث نخرج من مشاهدة الفيلم فاقدي الثقة بصناعة السينما المصرية التي باتت تنجح بالمصادفة· فما معنى أن يعتمد فيلم على رقصات ساذجة لنيكول سابا وحولها اثنان من نجوم الغناء والكوميديا سعد الصغير وطلعت زكريا وكل منهما يسعى لرضاها وتقبيل يديها ما بين لقطة وأخرى؟ غناء غريب يتمايل عليه شباب غريب هو الأخر وملابس غريبة للنساء والرجال· ويبدو أن هذا الفيلم ''قصة الحي الشعبي'' استطاع برغم سلبياته المتعددة والتضحية بالكثير من الضرورات الفنية التقليدية خلق حوارا خاصا جدا يتناقله الشباب حاليا في المقاهي والشوارع، وأغاني تتبادلها الفتيات وبنات الجامعات للتندر على حال البلد والفوضى العارمة· قصة لقيطة أما قصة الفيلم فهي لقيطة، وسيرة ذاتية ممزقة لفرقة استعراضية تحاول أن تجد طريقها إلى الجمهور· الأحداث تدور حول فرقة أغانٍ شعبية تحاول صاحبتها البحث عن ابنتها التي فقدتها منذ سنين وينجح أعضاء الفرقة في العثور على هذه الفتاة في مدينة شرم الشيخ حيث تعمل الفتاة كمغنية غربية· وتعود ''ليالي'' للفرقة بغرض استكمال مسيرة والدتها مع الغناء الشعبي لانقاذ الفرقة من الضياع· هذه القصة رأيناها في عشرات الأفلام، بعد ان جسدها عبد الحليم حافظ في فيلم ''شارع الحب'' الذي كتبه يوسف السباعي وأخرجه عز الدين ذوالفقار· أما من قلدوا هذا التراث السينمائي المبهر فقد حاولوا أن يكون العمل المنقول مجرد ديكور لفن اصطلح على تسميته الريادة المزيفة، أو على حد قول الناقد الدكتور علي الراعي الهوية الممزقة للسينما والمسرح التي أخرجتنا من التاريخ لنتسول تراثا غير تراثنا وغيرنا صار بتراثنا ملكا متوجا· خاتمة سيئة ولم يختلف أداء الفنان الكوميدي طلعت زكريا عما هو معهود ولم يقدم بدور ''فرجاني'' جديدا يضاف إلى قائمة أعماله الجيدة بل إنه في أحد مشاهده استخدم بعض الألفاظ التي ترتكز على الإسفاف· اما ظهور الفنانة سهير الباروني بشخصية ''دهبية'' صاحبة الفرقة الشعبية فلم يكن تتويجا لأدوارها ودور ''دهبية'' ما هو إلا ختام سيئ لمسيرتها الفنية· وعلى الرغم من تواجد أحمد السبكي على الساحة الإنتاجية السينمائية منذ زمن فإنه لم يستطع أن يغير اللون المتبع لديه في جميع أفلامه وهو الاهتمام بإبراز السلبيات وكأنها الأصالة المصرية· فدائما ما تتوجه أفلامه إلى الشباب وذلك هو المبدأ الأول لدى السبكي حتى يستطيع أن يحقق أعلى الإيرادات بما أن الشباب هم رواد دور العرض· فيلم '' قصة الحي الشعبي '' يحتاج إلى وقفة من صناعه ليستعيدوا أزمة الفيلم وأزمة الهوية لأن نجوم الفيلم يمكنهم صنع عمل فني ناجح بعيدا عن المشهيات أما أن يمتلىء بهذا الرقص الساذج والعري السخيف و''الافيهات'' والنكات البالية فهذا امر مرفوض·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©