الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياح يسلكون كل الطرق للهروب من روما

السياح يسلكون كل الطرق للهروب من روما
15 ابريل 2007 23:14
إعداد - عدنان عضيمة: قيل في الماضي ''إن كل الطرق تؤدي إلى روما'' ·· لكن حال هذه المدينة التاريخية العريقة التي تعد مركزا للسيّاحة ومرتعاً لدارسي التاريخ، بات معكوساً· ففي روما، يبدو أن الأمور تسير بسرعة كبيرة باتجاه مخالف لقيمها وتراثها وتاريخها؛ وأصبح الهاربون منها والهاربون من العيش فيها أكثر من الآتين إليها بعد أن شهدت هذه المدينة التاريخية خلال السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في أسعار كافة السلع والخدمات وإيجارات البيوت والعقارات والفنادق· وتتحدث فرانشيسكا لومباردو في تقرير نشرته في صحيفة ''فايانشيال تايمز'' عن أزمة مرور خانقة وضجيج لا يُحتمل داخل مدينة القيصر العظيم· وبدأت مظاهر الهروب الجماعي للأجانب من هواة قضاء العطلات في المدن التاريخية العالمية، بادية بوضوح في أسواق العقارات المجاورة للمفاصل المركزية للعاصمة· ولم يعد شراء شقة في أحد الشوارع الرئيسية لروما حلماً يراود أحدا، بعد أن حلّقت أسعار البيوت في الأعالي· وبدأ السيّاح يفهمون الآن أن من الأفضل اللجوء إلى الضواحي البعيدة عن العاصمة والشواطىء البحرية المجاورة لها والتي ما زالت تحتفظ حتى الآن ببعض ملامح الحياة التراثية للإيطاليين بالإضافة لغناها بالآثار المتناثرة بين الحقول والقرى والأكواخ المنعزلة· ويبدو أن الحكومة استفاقت إلى هذا التغير الزلزالي في توجهات السيّاح فسارعت إلى تحسين البنى التحتية للمناطق المحيطة بالعاصمة· وينقل تقرير لومباردو عن مونيكا كافالارو مديرة إحدى الوكالات العقارية قولها: أصبحت أعدادا متزايدة من الناس تنشد الهروب من الهرج والمرج اللذين يسودان وسط العاصمة· وباتت روما ملاذاً مشجعاً للمستثمرين العقاريين وفقاً لمبدأ:'' اشتري حتى تؤجّر لا حتى تسكن وتعيش· وعلى من ينشد التمتع بالحياة في الأجواء التراثية الإيطالية دون أن يرهق نفسه بالأسعار الباهظة للبيوت والقيم المرتفعة للإيجارات، فإن عليه أن يتوجّه نحو الضواحي· وهناك ·· ستتوفر له كلّ المقوّمات الحياتية التي يبحث عنها''· وينصح التقرير أن يتوجّه السيّاح أو الباحثون عن شراء أو استئجار شقة للاستجمام في العاصمة الإيطالية أن يقصدوا قرى مجاورة مثل سابينا أو كاستيللي روماني اللتين تبعدان بنحو نصف ساعة سفر عن روما· وتتميز هذه المناطق بغناها بأشجار الزيتون التي تكثر فيها القصور الرومانية القديمة كما يتميز أهلها بتمسكهم بالعادات والتقاليد الإيطالية العريقة· وتشتهر منطقة فريجين الواقعة إلى الغرب من العاصمة بشواطئها الخلابة ورمالها الذهبية الممتدة على مسافات شاسعة· وفي قرية نيرولا الواقعة باتجاه الشمال الشرقي والمحاذية تماماً لمنطقة كاستيلو أورسيني المعروفة بجمال طبيعتها، يمكن شراء شقة ذات غرفتي نوم بمبلغ 90 ألف يورو أو نحو 120 ألف دولار· وتجمع منطقة سابينا بين براءة الحياة الريفية وثراء التقاليد التي يتمسك بها سكانها المحافظون، وبين تمتعها ببنية تحتية متحضرة ومتكاملة من حيث وسائل المواصلات والاتصالات وتوفر الخدمات السياحية المختلفة بأسعار معقولة؛ وتوصف هذه المنطقة بأنها أصبحت تحمل طابعاً عالمياً من كثرة تنوع جنسيات قاصديها من السيّاح والمستثمرين العقاريين· ومن يمتلك شقة فيها فقد يكون أحد جيرانه إنجليزياً والآخر فرنسياً أو إسبانياً أو أميركياً· وامتدت أيادي الخبراء المتخصصين بالترقية العقارية إلى معظم القرى والمراكز السياحية التاريخية المجاورة لروما مثل مونتيروتوندو وكابينا وفيانو رومانو وفارا وفلامينيا وتيبورتينا· ومع هذا التطور الكبير الذي تشهده هذه القرى، فإن الخبراء العقاريين يرجحون أن تشهد أسعار العقارات فيها ارتفاعاً كبيراً خلال السنوات القليلة المقبلة· وتقول كافالارو: ''لهذه الأسباب يمكن القول إن هذا الوقت يعد مثالياً لشراء العقارات في أي من هذه الأماكن والقرى المذكورة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©