الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تطالب الغرب بتوضيحات حول الاتفاق النووي

إيران تطالب الغرب بتوضيحات حول الاتفاق النووي
21 نوفمبر 2013 01:06
أحمد سعيد، وكالات (عواصم)- انفضت المحادثات التي استؤنفت أمس بين إيران والقوى الكبرى والرامية إلى التوصل لاتفاق مبدئي من شأنه حل النزاع بين الجانبين بشأن برنامج إيران النووي، بعد دقائق من بدئها، وصرح المفاوضون الإيرانيون أن “الثقة أصبحت مفقودة”، وطالبوا بتوضيحات بشأن “المسار التفاوضي” قبل البدء في مناقشة مشروع اتفاق. واستبق مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي المفاوضات رافضاً أي تراجع في “الحقوق النووية”، ومشدداً على “الخطوط الحمراء” التي أملاها، وأكد أن طهران تريد علاقات ودية مع كل الدول بما فيها الولايات المتحدة. وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في اتصال هاتفي هو الأول لرئيس غربي منذ عقد، أن إيران ستدافع بحزم عن حقوقها النووية، كما أجرى روحاني اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي حث طهران على انتهاز فرصة تحسين العلاقات مع القوى العالمية، فيما بدا الرئيس الأميركي باراك أوباما أكثر حذراً حين قال إنه ليس واضحاً إن كانت القوى العالمية وإيران ستتمكن قريباً من التوصل إلى اتفاق. وقال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف بعد لقاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون: “أجرينا مباحثات جيدة لمعرفة كيف يمكننا الاستمرار في العملية التفاوضية، لم نبدأ بعد في مناقشة نص الاتفاق”، كما نقلت عنه وكالة مهر. وقال رئيس وفد المفاوضين الإيراني عباس عراقجي: “سنبدأ بعد ظهر اليوم المباحثات بشأن المسار التفاوضي، وإذا حصلنا على نتيجة مرضية فإن المفاوضات ستبدأ على الأرجح غداً الخميس بشأن النص، يجب استعادة الثقة المفقودة”. ونتيجة لذلك فإن موعد الاجتماع الموسع بين إيران ومجموعة (5+1) تأخر إلى المساء. وأعلن دبلوماسي غربي أن الاجتماع رفع بعد دقائق من بدئه. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الاجتماع انتهى بعد أقل من عشر دقائق على بدئه في مقر الأمم المتحدة في جنيف. وأوضح المصدر نفسه أن إيران طلبت تخصيص الاجتماع للإيضاحات حول عملية التفاوض قبل البدء بدرس الاتفاق نفسه، معتبرة أن “الثقة فقدت” خلال الجولة السابقة من المفاوضات. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج قبل المفاوضات إن الخلافات المتبقية ليست كبيرة ومن الممكن التوصل إلى اتفاق تاريخي. وأضاف في مؤتمر صحفي أثناء زيارة لاسطنبول “إنها أفضل فرصة منذ فترة طويلة لإحراز تقدم في واحدة من أخطر مشاكل السياسة الخارجية”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقت سابق “نأمل أن تكلل الجهود المبذولة بالنجاح في اجتماع جنيف”. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله من برلين، “نحن نتوقع من إيران أن تقنع المجتمع الدولي بأنها لا تهدف إلى استخدام برنامجها النووي في أغراض عسكرية”. وخلال المحادثات التي جرت قبل أسبوعين، فشلت إيران والدول الست في اللحظة الأخيرة في التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5% ووقف التخصيب لنسبة 20%. ومن بين نقاط الخلاف الرئيسية، إصرار فرنسا على مزيد من التنازلات فيما يتعلق بمفاعل آراك الذي تقيمه إيران، وسعي إيران إلى أن يكون الاتفاق لأقل من الأشهر الستة التي تطالب بها مجموعة الدول الغربية. وأعربت مجموعة الدول الست عن قلقها إزاء احتمال استخدام أي بلوتونيوم يتم إنتاجه في مفاعل آراك ويورانيوم مخصب بنسبة 20% في صناعة أسلحة نووية. واستبق مرشد الجمهورية علي خامنئي المفاوضات أمس، وشدد في خطاب متلفز أمام 50 ألفا من ميليشيات (الباسيج) المتجمعين في طهران، قائلا إن طهران لن تتراجع عن حقوقها النووية، ووضع “خطوطا حمراء” لا يمكن لفريق المفاوضات الإيراني في جنيف تجاوزها. وقال “لا أتدخل في تفاصيل المفاوضات لكن ثمة خطوط حمر يجب على المسؤولين احترامها دون أي تخوف من هياج الأعداء”، مضيفا “أشدد على ترسيخ حقوق إيران النووية”. وأكد أن من بين تلك “الخطوط الحمراء حق إيران في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، ورفض إغلاق موقع فوردو تحت الأرض ومفاعل الماء الثقيل في آراك”. وقال إن طهران تريد علاقات ودية مع كل الدول بما فيها الولايات المتحدة، وأضاف “نريد علاقات ودية مع كل الدول حتى الولايات المتحدة”. ومضى يقول “لسنا معادين للأمة الأميركية، مثلها مثل الأمم الأخرى في العالم”. وهاجم خامنئي المسؤولين الفرنسيين قائلا إنهم “لا يرضخون للولايات المتحدة وحسب، وإنما يركعون أمام النظام الإسرائيلي”. وأضاف أن إيران “ستوجه للمعتدين صفعة لن ينسوها أبدا”، دون أن يذكر دولة بعينها. وهاجم مجددا إسرائيل، مؤكداً أنها “كلب مسعور في المنطقة، ومصيرها الزوال”. وتابع أن “أسس النظام الصهيوني ضعفت كثيرا وأن مصيره الزوال”. وتحاول القوى الكبرى وإيران في جنيف وضع اللمسات الأخيرة على أول اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد عشرة أيام من مباحثات مكثفة لم تؤد إلى اتفاق. وينص مشروع الاتفاق الذي اقترحته الدول الكبرى بهدف التحكم في النشاطات النووية الإيرانية، خصوصا على وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وخفض مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20% ووقف بناء محطة الماء الثقيل في آراك (وسط). في مقابل ذلك تقترح الدول الكبرى تخفيف العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني. وتتهم إيران التي تقول إنها تريد التوصل إلى اتفاق، إسرائيل بالسعي إلى “نسف” المفاوضات. وفي أول رد على تصريحات خامنئي قالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية أمس إن المواقف الأخيرة للمرشد الإيراني وقوله إن إسرائيل “آيلة إلى الزوال” من شأنها “تعقيد المفاوضات”. وقالت نجاة فالو بلقاسم إثر جلسة لمجلس الوزراء ترأسها الرئيس فرنسوا أولاند إن “تصريحات خامنئي مرفوضة وتعقد المفاوضات”. من جهته أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن إيران “ستدافع بحزم عن حقوقها النووية وسترفض أي تمييز” في هذا المجال. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) أمس أن كاميرون اتصل بروحاني هاتفيا في خطوة غير مسبوقة منذ “أكثر من عقد”. وقال روحاني لكاميرون “كما أن إيران مصممة على أن تكون أنشطتها النووية سلمية، فهي ستدافع بحزم عن حقوقها النووية، لن نقبل أي تمييز في هذا المجال”. وأضاف “أن لغة الاحترام يجب أن تحل مكان التهديد والعقوبات”، في إشارة إلى العقوبات الدولية المفروضة على إيران والتي تخنق اقتصادها. وذكر بيان أصدره مكتب كاميرون أمس “بالنسبة إلى البرنامج النووي الإيراني، توافق الجانبان على أن تقدما ملحوظا أحرز في المفاوضات الأخيرة في جنيف، ومن المهم انتهاز الفرصة التي تمثلها جولة المفاوضات التي بدأت” أمس وتستمر حتى غد الجمعة. وأجرى روحاني أيضا اتصالا هاتفيا مع الرئيس الصيني شي جين بينج، مؤكداً له أن إيران “تريد اتفاقا يصون حقوقها وتظهر عبره أن برنامجها النووي سلمي بحت”. وطلب من الصين “التحرك ضد مطالب بعض الدول المبالغ فيها” في تلميح إلى فرنسا التي طلبت أثناء الاجتماع الأخير في مطلع نوفمبر على تشديد نص الاتفاق المعد من قبل إيران والولايات المتحدة. وقد رفضت طهران الصيغة النهائية للنص. وحث الرئيس الصيني نظيره الإيراني على انتهاز فرصة تحسين العلاقات مع القوى العالمية. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن بينج امتدح “أسلوب روحاني البناء، الذي تنتهجه حكمته في المحادثات النووية وجهودها لتحسين العلاقات مع المجتمع الدولي”. ونقلت شينخوا عن بينج قوله لروحاني خلال اتصال هاتفي “تأمل الصين أن تغتنم إيران الفرصة وتحافظ على زخم المفاوضات، وتسعى لأكبر قدر من العناصر المشتركة لتحقيق أفضل النتائج”. وقال إن الصين ستستمر في ممارسة نفوذها النشط في محادثات الدول الست مع إيران لتوفير المناخ المناسب للتوصل إلى قرار بعيد المدى. وكان روحاني حذر الاثنين في مكالمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من “الطلبات المبالغ فيها” من قبل القوى العظمى التي من شأنها أن “تعقد” إبرام اتفاق يصب في مصلحة الجميع. وقد شدد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني من جهته أيضا أمس أمام النواب على تصميم إيران على الدفاع عن كامل “حقوقها النووية” دون أي تراجع. كذلك شدد وزير الخارجية محمد جواد ظريف بدوره على حقوق إيران في المجال النووي. وقال لمجموعة من الصحفيين الإيرانيين قبل مغادرته روما متوجها إلى جنيف بحسب وكالة الأنباء الإيرانية “سنسعى للتوصل إلى اتفاق في جنيف، لكن ذلك سيكون رهنا بدرجة استعداد مجموعة الدول الست لاحترام حقوق إيران” في المجال النووي. وفي محاولة لتجاوز العقبة الأولى قال ظريف إن من حق إيران تخصيب اليورانيوم، لكنها لا تصر على اعتراف الآخرين بهذا الحق. وذكر أن “كل الاحتمالات ممكنة” لإنهاء المحادثات بنجاح بشرط وجود نية حسنة وإرادة سياسية من الجميع لحل المشاكل. وقال علي فايز محلل الشؤون النووية في مجموعة الأزمات الدولية إن “لغة الجسد” تعكس استعداد الأطراف للتوصل لاتفاق، مشيرا إلى إبطاء طهران من وتيرة برنامجها النووي وامتناع واشنطن حتى الآن عن فرض المزيد من العقوبات على إيران. لكن نبرة الرئيس الأميركي باراك أوباما كانت أكثر حذرا أمس الأول حين قال إنه ليس من الواضح إن كانت القوى العالمية وإيران ستتمكن قريبا من التوصل إلى اتفاق. وقال في منتدى لصحيفة وول ستريت جورنال “لا نعرف إن كان بوسعنا إبرام اتفاق مع إيران هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل”. وأضاف أوباما “لن نقوم بأي شيء لتخفيف العقوبات القاسية، العقوبات النفطية والمصرفية والمفروضة على الخدمات المالية لها أكبر تأثير على الاقتصاد الإيراني”. وأكد أن “كل هذه العقوبات ستبقى قائمة”. لكن قبل ذلك وأثناء لقاء لساعتين في البيت الأبيض طلب أوباما من أعضاء نافذين في مجلس الشيوخ إعطاء فرصة للمحادثات وعدم التصويت على تشديد العقوبات القائمة كما يدعو البعض. ووقع الأعضاء الديمقراطيون بمجلس الشيوخ تشارلز شومر وروبرت مننديز وبوب كيسي، وكذلك الأعضاء الجمهوريون جون مكين وليندساي جراهام وسوزان كولينز رسالة موجهة إلى وزير الخارجية جون كيري والتي أذيعت أمس الأول. وحاولت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس أوباما التهوين من أثر تخفيف محدود للعقوبات الاقتصادية بموجب الاتفاق المزمع وقالت لشبكة تلفزيون (سي.إن.إن)، إن قيمة الأصول الإيرانية التي سيفرج عنها بموجب الاتفاق تقل عن 10 مليارات دولار. وأضافت “إننا نتحدث عن مبلغ متواضع”. بوتين يأمل بنجاح مفاوضات جنيف عواصم (وكالات) - قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، إن لديه أملاً في التوصل إلى نتيجة إيجابية في المحادثات الجارية حاليا في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأضاف بوتين بعد محادثات في موسكو مع نتنياهو «يحدوني الأمل أن تفضي المحادثات بين القوى العالمية الست وإيران التي استؤنفت اليوم في جنيف، إلى نتيجة» ولم يقدم بوتين تفاصيل أخرى. وكان نتنياهو وصل موسكو أمس في إطار مساعيه لثني القوى الكبرى عن توقيع اتفاق مع إيران. ولم يدل نتنياهو بأي تصريح قبل مغادرته مطار بن جوريون في تل أبيب، وسيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم أعضاء الطائفة اليهودية الروسية حيث يلتقيهم اليوم الخميس. وأكد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زئيف ألكين أن إسرائيل لا تتوقع تغييرا جذريا في موقف موسكو. وقال للإذاعة العامة قبل أن يغادر مرافقا نتنياهو في زيارته إلى موسكو “إن روسيا ليست على وشك الانضمام إلى الموقف الإسرائيلي”، مضيفاً “لكن أي تغيير بسيط قد يؤثر على المسار بأكمله”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©