سليمان يتمسك بحق اللبنانيين المغتربين في الاقتراع

يتوجه الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان اليوم الاربعاء الى موسكو تلبية لدعوة رسمية في زيارة تدوم ثلاثة ايام، وأبرز الملفات التي يحملها معه للمحادثات الرسمية مع القيادة الروسية العليا هو المساعدات العسكرية للجيش اللبناني. وسبق ان تعهدت روسيا بمنح الجيش اللبناني عشر طائرات حربية من نوع “ميج 29” المتطورة. وعشية الزيارة، أعرب سليمان عن اسفه لعدم اقرار قانون خفض سن الاقتراع خصوصا بعدما سلك هذا المشروع الطرق الدستورية عبر إقراره في مجلس الوزراء وإحالته على المجلس النيابي”، مبديا أمله في أن يعاد طرحه وفي أسرع وقت ممكن وفقا للأصول الدستورية. وأكد الرئيس سليمان مجددا “تمسكه الشديد بإعطاء المغتربين الحق في الانتخابات الذي تم إقراره في القانون الانتخابي ويبدأ العمل به في الانتخابات النيابية المقبلة وكذلك بقانون استعادة الجنسية للمغتربين، وفق ما أشار الى ذلك في خطاب القسم وتم إدراجه لاحقا في البيانات الوزارية”. ?وأكد رئيس الجمهورية ان “الهدف من هذين الموضوعين، انتخاب المغتربين واستعادة الجنسية، ليس السعي للتوازن الطائفي الذي ربما لن يتحقق من خلالهما، مقدار ما هو إرادة اشراك ابناء الاغتراب ولا سيما الشباب منهم في الشأن الوطني العام وكذلك إعادة الجنسية للذين فقدوها، ما يعزز قوة لبنان من خلال انتشار أبنائه في أصقاع العالم وفي الوقت نفسه شد أواصر علاقتهم بالوطن الام، ما يعطي هذا الانتشار البعد الوطني على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشكل دعما أساسيا للبنان”. ومن المقرر ان يترأس الرئيس سليمان بعد عودته من موسكو جلسة استثنائية لمجلس الوزراء يوم السبت هي السادسة من نوعها وعلى جدول اعمالها ملف واحد هو مشروع قانون الانتخابات البلدية، بعدما اسقط النواب المسيحيون اقتراح مشروع خفض سن الاقتراع الى 18 عاماً في جلسة تشريعية كشفت انقساماً حاداً حول المشاريع الاصلاحية المحالة الى البرلمان. وفي هذا السياق، التقى رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون امس وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود في حضور وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل والنائب ابراهيم كنعان. بعد اللقاء لم يشأ الوزير بارود الإدلاء بأي تصريح، واكتفى بدردشة مع الصحافيين فأشار ردا على سؤال “ان الانتخابات البلدية ستجري في مواعيدها، وانه متوافق مع العماد عون على العناوين الكبيرة”. وحول الاصلاحات، قال الوزير بارود انه “لا يريد ان يدخل في التفاصيل كونه تناول مع العماد عون امورا متعددة”. الى ذلك، توقعت مصادر وزارية معارضة لـ”الاتحاد” سقوط مشروع الوزير بارود بشأن الانتخابات البلدية، ورجحت انعكاس ما جرى في مجلس النواب يوم الاثنين على جلسة الحكومة يوم السبت، وقالت: “ان وزراء فريق المعارضة سيعقدون اجتماعاً قبل موعد الجلسة لتوحيد الموقف من جميع التعديلات الخاصة بالمشروع”. ولفتت الى أن المشهد النيابي يوم الاثنين كان مأساوياً، وشكل “انقلاباً” مفاجئاً للقوى التي نادت بخفض سن الاقتراع الى 18 عاماً ثم تراجعت. واوضح وزير الدولة وائل ابو فاعور “ان هناك شكوكا حول إجراء الانتخابات البلدية في موعدها”. وقال: “هناك جو أو مناخ ما ربما قد يقود الى اعادة النظر في إجراء الانتخابات في الموعد الدستوري المحدد، وأعتقد ان القوى السياسية مطالبة بالمصارحة بين بعضها البعض، ومع الرأي العام اللبناني بالإعلان جهارا اذا كانت الانتخابات ستتأجل أم لا”. وقال: “ان المناخ لعدم إجراء الانتخابات سببه محلي، وهناك قوى سياسة لديها تمثيل شعبي حاسم ولا خوف لديها من الانتخابات الوطنية. ولديها اعتبارات وطنية تقودها للقول انه ربما يجب اعطاء فرصة لإصلاحات أكثر، وإجراء انتخابات بشكل افضل واعطاء فرصة للشعب اللبناني بأن يلتقط انفاسه بعد كل الصراعات السياسية”.