الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صالح والمعارضة اليمنية يوقعان على المبادرة الخليجية

صالح والمعارضة اليمنية يوقعان على المبادرة الخليجية
24 نوفمبر 2011 18:56
وقع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأطراف المعارضة الليلة الماضية، في الرياض على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، لفتح الطريق امام انهاء عشرة شهور من الاضطرابات وأعمال العنف. وشهد مراسيم التوقيع على المبادرة الخليجية، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز. كما وقع على المبادرة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.ووقع أيضاً على الاتفاقية معالي عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون، إضافة إلى عدد من مسؤولي الحكومة والمعارضة في اليمن ومبعوث الأمين العام للامم المتحدة، جمال بن عمر، وسفراء الدول الخليجية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لدى صنعاء. وتم ايضا توقيع الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، من قبل ممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وحلفائه، وائتلاف «اللقاء المشترك» المعارض وشركائه، حيث وقع من جانب الحزب الحاكم، الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي للرئيس اليمني، أحمد عبيد بن دغر، أمين عام مساعد في الحزب الحاكم، أمة الرزاق علي حمد، أمين عام مساعد في الحزب الحاكم، قاسم سلام، أمين عام حزب البعث القومي، وأبوبكر القربي، وزير الخارجية اليمني. فيما وقعها من جانب المعارضة، محمد سالم باسندوة رئيس «المجلس الوطني لقيادة الثورة السلمية» في اليمن، عبدالوهاب الآنسي أمين عام حزب الإصلاح الإسلامي السني، حسن زيد أمين عام حزب الحق الإسلامي الشيعي، وياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب الاشتراكي، وصخر الوجيه، النائب المستقل والقيادي في «المجلس الوطني» . صالح: المهم حسن النوايا وعبر الرئيس اليمني عن شكره لاحتضان العاهل السعودي هذا الاتفاق، مذكرا بالأزمة التي عانت منها بلاده جراء موجة الاحتجاجات المناهضة له. وقال إن تلك الأزمة «توجت» بمحاولة اغتياله داخل مسجد بالقصر الرئاسي، جنوب صنعاء، مطلع يونيو الماضي، معبرا عن أسفه «لما حدث في اليمن». وقال «كنا نطمح بأن يتم تبادل السلطة بطرق سلمية عبر الانتخابات»، مشيرا إلى أنه عرض على المعارضة المشاركة في الحكم بالرغم من فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في العام 2003. واتهم صالح معارضيه بالالتفاف على الدستور والقيام بانقلاب منذ عشرة أشهر، «زهقت خلالها المئات من الأرواح». وقال: «ليس المهم التوقيع.. لكن المهم حسن النوايا والبدء بعمل جاد ومخلص في شراكة حقيقة لإعادة بناء ما خلفته الأزمة» في بلاده. وطلب الرئيس اليمني من الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إلى مراقبة سير تنفيذ بنود المبادرة الخليجية. وقال: «سأكون من المتعاونين الرئيسيين مع الحكومة القادمة» التي سيشكلها حزبه ومع المعارضة بالمناصفة، لإنجاح بنود الاتفاق. خادم الحرمين: صفحة جديدة وعبر خادم الحرمين الشريفين في كلمة له قبيل التوقيع على المبادرة الخليجية، عن سعادته للاحتفاء بتوقيع اتفاق نقل السلطة بين الأطراف اليمنية المتصارعة منذ يناير. وقال «اليمن الشقيق شعب وحكومة، يبدأ اليوم صفحة جديدة من تاريخه، تحتاج منكم اليقظة وإدراك المصالح»، محذرا من اختلاف الأطراف اليمنية المتصارعة على مستقبل اليمن. واضاف أن السعودية ستبقى «كما كانت في الماضي.. عونا لكم بعد الله تعالي»، مشددا على ضرورة مواجهة التحديات المقبلة بـ»صدق وشفافية». وحث العاهل السعودي الأطراف اليمنية الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على التسامح والوفاء بالعهد. الزياني: لحظة تاريخية ووصف عبداللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، مراسيم التوقيع على المبادرة الخليجية، بأنها «لحظة تاريخية فاصلة» في تاريخ اليمن. واعتبر اتفاق الأطراف اليمنية المتصارعة على المبادرة «نهاية عظيمة» للأزمة التي وضعت اليمن على شفا حرب أهلية، معبرا عن أمله أن يوقف هذا الاتفاق «إراقة الدماء» في اليمن؟. وأشاد الزياني بـ«المساعي الخيرية» لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي «لأجل تحقيق هذا الإنجار التاريخي»، معبرا أيضا عن شكره وتقديره للرئيس صالح وقادة حزب «المؤتمر» الحاكم وائتلاف «اللقاء المشترك» المعارض «لما أبدوه من تفهم وتجاوب» وحرص على أمن واستقرار اليمن. كما أشاد بدور الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين في التوصل إلى هذا الاتفاق. بن عمر: حان الوقت للاعمار وقال مبعوث الامم المتحدة بن عمر، في كلمة له عقب التوقيع على المبادرة، إن الأمم المتحدة ساندت «وبشكل قوي» المبادرة الخليجية، وجهود مجلس التعاون من تحقيق «تسوية سياسية» في اليمن. ووصف المبعوث الدولي توقيع المبادرة الخليجية بـ«اليوم التاريخي»، وقال: «حان الوقت لإعادة إعمار اليمن»، مؤكدا أن الأمم المتحدة «تعمل جنبا إلى جنب مع مجلس التعاون الخليجي من أجل استقرار اليمن». وكان بن عمر قال للصحفيين في صنعاء، قبيل مغادرته العاصمة اليمنية متوجها إلى الرياض، إن هذا الاتفاق «هو بمثابة خطوة مهمة بالنسبة للشعب اليمني لحل الأزمة السياسية» المتفاقمة. وأشاد بن عمر، بدور والتزام الرئيس اليمني «الذي مكن من بدء العملية الانتقالية»، مثمنا في نفس الوقت الدور الذي لعبه نائب الرئيس اليمني، الفريق عبدربه منصور هادي، وممثلو الحزب الحاكم والمعارضة «في انجاز هذا الاتفاق»، مقدما الشكر أيضا لدول مجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. وقد شدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مؤتمر صحفي، على أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن «سيستمر في دعم العملية السياسية» في اليمن، وأنه «سيتخذ القرارات اللازمة والضرورية لكل من يعرقل هذا الاتفاق الذي يخول نائب الرئيس الصلاحيات اللازمة لتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في فترة زمنية لا تزيد عن تسعين يوما لحظة التوقيع على المبادرة وآليتها». وأوضح المبعوث الدولي أنه سيتم خلال المرحلة الانتقالية «تشكيل حكومة وفاق وطني»، و»عقد مؤتمر حوار وطني» شامل يشارك فيه مختلف الأطياف بما فيها «الحراك الجنوبي» الانفصالية في الجنوب، وجماعة الحوثي المتمردة في الشمال، إضافة إلى الأحزاب السياسية والنساء والشباب «من اجل رسم مستقبل اليمن». وقال إنه سيتم أيضا «مراجعة الدستور» في عملية يشارك فيها ممثلون عن كافة مكونات المجتمع اليمني، وأضاف: «سيكون أمام الناشطين السياسيين فرصة لتنظيم أنفسهم في أحزاب سياسية والتنافس وفق شروط متساوية في الانتخابات التي ستعقد نهاية المرحلة الانتقالية». ولفت إلى أن حكومة «الوفاق الوطني المقبلة ستنخرط فورا في حوار مع الشباب في الساحات للحصول على دعمهم لمشاركة حقيقية ونشطة في العملية السياسية». ودعا بن عمر كافة الأطراف اليمنية لاحترام تعهداتها في الاتفاق، و«وقف كافة أعمال العنف فورا»، و«التوقف عن أية استفزازات أخرى»، و«العمل معا بنية طيبة نحو التنفيذ الكامل للاتفاق». وقال إن الاتفاق «يعد لبنة هامة للحفاظ على وحدة وامن واستقرار اليمن». وخاطب المبعوث الدولي المحتجين الشباب، الذين يرفضون المبادرة الخليجية ويعتبرونها «إجهاضا» لثورتهم، قائلا: «إن مطالبكم أوجدت الزخم الذي أدى إلى التغيير» في هذا البلد، وان «الباب بات مفتوحا أمام تغيير سياسي حقيقي في اليمن». وأضاف: «على شباب اليمن أن يستثمروا هذه الفرصة التاريخية بمسؤولية ليساهموا بفاعلية في مستقبل أفضل لبلدهم كون التغيير يقع على عاتقهم».
المصدر: الرياض، صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©