الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«هذه ليلتي» لأم كلثوم وراء نجومية جورج جرداق

«هذه ليلتي» لأم كلثوم وراء نجومية جورج جرداق
4 ديسمبر 2014 21:55
سعيد ياسين(القاهرة) «هذه ليلتي» من أروع القصائد التي غنتها أم كلثوم ولحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب، وكانت بين أدلة كثيرة على أن كوكب الشرق تحسن الاختيار، وتهتم بغناء كل ما يروق لها لأي من الشعراء العرب من مختلف الأجيال. الأغنية كانت سبباً في شهرة مؤلفها جورج جرداق، حيث رشحها لها عبدالوهاب عام 1967 لتغنيها، وهو ما حدث في العام التالي، حيث شدت بها في الشهر الأخير من عام 1968 على مسرح سينما قصر النيل في القاهرة، وكان عمر جرداق الذي حضر لمشاهدة الحفل بصحبة زوجته وقتها 37 عاماً. واللافت أن أم كلثوم أعلنت عن الأغنية، لكنها لم تذكر اسمها أو اسم مؤلفها، حين أحيت حفلين على مسرح قلعة بعلبك في يوليو 1968، كانتا ضمن العديد من الحفلات التي خصصت حصيلتها لمصلحة المجهود الحربي، وأعلنت في الحفل الأول أنها ستغني قريباً أغنية لشاعر لبناني من ألحان محمد عبدالوهاب، ضمن مشروعها بغناء قصيدة كل عام لشاعر عربي، وبعد فترة أبصرت «هذه ليلتي» النور، علماً بأنها غنتها في بيروت بحفل في يوليو عام 1970. ويروى أن عبدالوهاب كان يحب جورج جرداق وشعره، وأخبره ذات مرة بأنه اتفق مع أم كلثوم على أن تغني له قصيدة، وفكر جرداق في كتابة قصيدة تليق بسيدة الغناء، وقبل تنفيذ ما انتوياه جمعته سهرة مع عبدالوهاب في أحد فنادق مصيف بحمدون، وأثناء جلوسهما في الشرفة ردد جورج أبياتاً من قصيدة له عنوانها «هذه ليلتي» وحين سمعها عبدالوهاب قال: هذه هي القصيدة. وكان جرداق قد بدأ قصيدته بمطلع: «هذه ليلتي وهذا العود، بثّ فيه من سحره داوود»، لكن أم كلثوم طلبت تغيير المطلع، فاستجاب لها وغير المطلع إلى: هذه ليلتى وحلم حياتي، بين ماضٍ من الزمان وآتِ. وكثيرون لا يعرفون أن جرداق كان لا يزال موجوداً حتى وقت قريب، وكان الشاعر الوحيد الباقي على قيد الحياة ممن غنت لهم أم كلثوم، حتى وافته المنية يوم الخامس من نوفمبر الماضي عن 83 عاماً. وقد ولد عام 1931 في منطقة «الجديدة» في جنوب لبنان، وتأثر بشقيقه فؤاد الذي كان على درجة عالية من الثقافة، وكان يهرب من المدرسة ليجلس في حديقة «مرج عيون» ليحفظ شعر المتنبي، وشجعه شقيقه ذات مرة بإهدائه «نهج البلاغة» للإمام على بن أبي طالب، وطلب منه قراءته وحفظه، وبعدما انتقل الى بيروت للدراسة في الكلية البطريركية، ألف كتاباً وهو في الثامنة عشرة عن الموسيقي الألماني ريتشارد فاجنر عنوانه «فاجنر والمرأة» ونظراً لأهمية الكتاب قرر الدكتور طه حسين إدراجه ضمن لائحة الكتب التي يجب على طلاب الدكتوراه في الأدب قراءتها، وبعد تخرجه اتجه للتأليف والكتابة في الصحف اللبنانية والعربية، إلى جانب تدريس الأدب العربي والفلسفة في عدد من المدارس، وكان من أهم إنتاجاته مجلداته الستة عن الإمام علي، ورغم تجاربه الأخرى مع تأليف الأغاني، حيث غنت له نجاة «أنا لياليك يا حبيبي»، ووديع الصافي «نغم ساحر»، وماجدة الرومي «سمراء النيل»، فإن أياً منها لم يرتق إلى مصاف «هذه ليلتي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©