مريم درويش .. أول إماراتية تعمل في صيانة السيارات

هناء الحمادي (أبوظبي) رغم نظرات الكثيرين لها، تعمل بإصرار وثقة في إصلاح السيارات المعطلة، تلك المهنة التي ما زالت حكراً على الرجال، مريم درويش التي تعد أول مواطنة تخترق هذا المجال، تحدت الظروف وقهرت المستحيل غير مبالية بنظرة المجتمع من أجل أن تثبت للجميع أن المرأة الإماراتية قادرة على النجاح في أي ميدان. دورة تدريبية منذ صغرها وهي تعشق التجارب الجديدة، وتهوى مواجهة الصعاب، ورغم توقعاتها بتعرضها لانتقادات قبلت بهذه الوظيفة التي لا تناسب تقاليد المجتمع الإماراتي، حيث كانت بدايتها عندما التحقت بدورة تدريبية لمدة ستة أشهر مع نحو عشرة مواطنين ومواطنات تراجعوا عن العمل في هذا المجال بمجرد معرفتهم إن الدورة تؤهلهم للعمل في صيانة السيارات، فوجدتها مريم درويش فرصة لا تعوض أن تخوض في مجال لا يقبل به إلا الرجال الأقوياء القادرون على التعامل مع أنواع السيارات المعطلة كافة. كان مشهداً غير مألوف للناس أن تقوم امرأة إماراتية بإصلاح وصيانة السيارات، ورغم ذلك واصلت مريم رحلتها في هذا العالم الذي يحتاج إلى صبر ومهارة وإتقان، وعندما نجحت في إصلاح أعطال أول سيارة عرضت عليها بمهارة فائقة، أصبح زملاؤها في ما بعد يوكلون إليها المهام الصعبة. الأيدي الناعمة تعمل مريم في إحدى وكالات السيارات في دبي، وأي زائر لهذه الوكالة يمكنه رؤية هذه الأيدي الناعمة يومياً وهي تفحص السيارات للتأكد من وجود أعطال، وذلك وسط الزيوت وروائحها، وغالباً ما تنجح مريم في تحديد العطل وإصلاحه أيضاً، ما أكسبها ثقة الجميع داخل الوكالة والعملاء والزبائن خارجها. تبدأ عملها اليومي في الصباح الباكر باستقبال السيارات القادمة إلى الوكالة وتعبئة بيانات السيارة، وتخليص الإجراءات الإدارية اللازمة لها، ومن ثم فحصها من أعلى وأسفل، ومن الداخل والخارج، وتظل على هذا الوضع حتى حلول المساء. عن ذلك تقول مريم: «أشعر بالمتعة والانتصار حين أقوم بمعاينة السيارات فهذه مهمتي، ولا تهمني نظرات الآخرين التي تقلل من شأني أحياناً كوني فتاة غير قادرة على الانخراط في مجال صيانة السيارات، بل على العكس فهذه النظرات تدفعني إلى التميز والعمل بجد مهما كانت الظروف التي تحيط بي». نجاح وتميز وتؤكد أن الطموح هدفها والنجاح هو الغاية التي تسعى لها من خلال ممارستها مهنة صيانة السيارات في إطار التزامها بعادات وتقاليد المجتمع، لتثبت للجميع قدرتها على التفوق، وبعد مرور فترة على عملها في هذا المجال، تمت ترقيتها وحصلت على منصب مشرفة على مركز الصيانة بالوكالة التي تعمل بها في دبي. وتحلم مريم أن تكون لها ورشتها الخاصة من دون أن تكتفي بالإشراف عليها، حيث إنها تصر على أن تبقى تمارس العمل بيديها، وتتمنى أن تكون مطلعة دائماً على آخر التطورات في مجال ميكانيكا السيارات وإصلاحها.