الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اللاجئون السوريون في لبنان بين ناري القذائف والغلاء

12 نوفمبر 2012
بيروت (قنا) - ارتفع عدد اللاجئين السوريين في لبنان في الآونة الأخيرة مع تصاعد وتيرة العنف في كافة أنحاء سوريا ليتجاوز عددهم المئة ألف نازح فروا إلى بلد الجوار الإقليمي هرباً من مطر رصاص يعصف بشتاء سوريا. ويعيش هؤلاء وسط ظروف معيشية قاسية وأحوال مأساوية تجمع بين لوعة الغربة والخوف من المجهول وصعوبة الحياة في أماكن لا تليق بساكنيها في أماكن متعددة من لبنان تترافق مع عدم إيصال المساعدات الإنسانية للعديد منهم خاصة في ظل إعلان الجهات الرسمية اللبنانية أن أعداد النازحين السوريين في لبنان أصبح يفوق قدرة لبنان على تأمين احتياجاتهم. ويتأرجح اللاجئ السوري في لبنان بين نار القذائف في سوريا ونار الغلاء في لبنان وصعوبة تأمين ضروريات الحياة بسبب صعوبة تأمين مسكن لائق بأجر معقول حيث يتراوح إيجار المسكن كحد ادنى بين 200 و400 دولار في ضواحي العاصمة بيروت، على الرغم من سوء حال معظمها، إضافة إلى ما يعانيه النازحون جراء افتقارهم إلى الأولويات الحياتية كالماء والكهرباء نظراً لصعوبة وغلاء الحصول عليهما في لبنان. مراسلة وكالة الأنباء القطرية “قنا” قامت بجولة ميدانية في ضواحي بيروت وفي بعض الأماكن التي يتواجد النازحون السوريون فيها في مناطق مختلفة من لبنان لترصد واقع وظروفهم المعيشية. مشهد مؤثر طغى على كل من التقيناهم من النازحين هو مشهد رجل كبير السن يبكي وطنه، بعيون دامعة وبحسرة ولوعة على فراق موطئ القدم، على الدار التي بناها بعرق جبينه، في كلمات شبه مفهومة وعيون تبكي دماً قال اللاجئ السوري إلى لبنان محمود صيدي (من جبل الزاوية) وهو في العقد الثامن من عمره “نحمد الله ونشكره على النعمة التي نحن فيها”. وعدنا وكررنا السؤال كيف هي أوضاعكم المعيشية في ظل وجودكم في هذا المسكن غير اللائق يقول “الحمد لله العالم هنا طيبين”، قرأنا في عيونه أن حزنه على بلده أكبر من أن يتكلم أكبر من أن يفكر بالمكان الذي يأويه أكبر من أن يفكر بما يأكله وما يشربه، وعند قولنا له “إننا قرأنا ما تريد أن تقوله بعينيك “ دمعت عيناه وبدأ يضرب بعصاه وقال بحسرة “همي بلدي وليس نفسي”. من جهتها قالت السيدة أم محمود التي بدت منهمكة بتحميل ركام من الأثاث المتواجد في المكان “لا مدارس لأولادنا ونسكن في بيت يضم 9 أفراد والأولاد الخمسة لا يذهبون إلى المدرسة وزوجي لا يعمل منذ ثلاثة أسابيع وهو ما اضطرنا لأن نرحل إلى مكان آخر لا ندفع فيه إيجار، الإيجار غال هنا 200 دولار وسننتقل إلى مكان آخر”. وما لفت انتباهنا أثناء الجولة الميدانية في ضواحي العاصمة بيروت أن البيت الواحد كان يأوي 3 أو 4 عائلات وتتراوح قيمة الإيجار ما بين 200 إلى 500 دولار كحد أدنى وهي بيوت غير مجهزة ولا تناسب عائلات يتواجد فيها أطفال ورضع خاصة مع اقتراب موسم الشتاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©