انطلاقاً من أن الفن لا يعترف بالحدود، وأنه يمتد عبر الجغرافيا ليصل بين قلوب الناس، خاصة عندما يكون هناك أساسا وحدة حال ومودة متبادلة، كما هي الحال بين الشعبين الإماراتي والمصري، وهو ما ألهم الموسيقي المصري والموزع عمرو عزبي، حتى يترجم مشاعر الود المتبادلة في أغنية وطنية بامتياز، تعبر في كلمات جميلة تنضح بالوئام، عن مدى تماسك وثبات العلاقات بين مصر والإمارات، تلك الكلمات التي اشترك في إبداعها الشاعران شاعر الإماراتي علي الخوار «شاعر الوطن»، والشاعر المصري ملاك عادل، في أغنية أشبه بملحمة وطنية، ستكون باللهجتين الخليجية والمصرية، حملت اسم «عنوان الأخوة»، لحنها وأخرجها مبدع الفكرة عمرو عزبي، واشترك في غنائها 16 فنانا وفنانة من بلدان عربية عديدة، وهم، من الإمارات الفنانين ديانا حداد، فايز السعيد، عريب، فيصل الجاسم، محمد المنهالي، رانيا شعبان، ومن مصر هاني شاكر، حكيم، مصطفى قمر، حمادة هلال، ومن تونس لطيفة ومن المغرب منى أمرشا، جنات، نادية المنصوري، ومن العراق محمد السالم، ومن سورية ريما الصافي، وقد تم إنجاز العمل الغنائي على مرحلتين، الأولى في الإمارات، والأخرى في مصر.
دراما وطنية غنائية
وضع مخرج الكليب عمرو عزبي، سيناريو يتحدث عن مدى الألفة والمحبة بين شعبي مصر والإمارات، عبر مشاهد درامية غنائية، تم تصويرها في مدارس رأس الخيمة، حيث شارك في الصورة التمثيلية طلاب وطالبات في المرحلة الأولى من التعليم، جسدت فيها الفنانة السورية ريم الصافي دور المعلّمة، التي تشرح درسا عن الترابط بين الشعوب العربية، وفي إحدى الصور يتخيل الأطفال المصريون أن أطفالا من الإمارات قادمون لزيارتهم، فيستقبلونهم بحفاوة وحرارة، ثم يتبادلون الهدايا، وهي عبارة عن تحف فنية وأعلام للبلدين، وأيضا صورا لكل الفنانين المشاركين في العمل الغنائي، وعندما تظهر صورة كل فنان يطل! ليؤدي الجزء الخاص به من الأغنية. وسيتم بث الفيديو كليب متزامنا مع اليوم الوطني للإمارات.
ويولي الفنان الإماراتي سفير الألحان فايز السعيد اهتماماً كبيراً بهذه النوعية من المشاركات، وقدم منها الكثير خلال الفترة الماضية، وقام بإنتاج وتنفيذ وتلحين وغناء الكثير من الأعمال الوطنية، حيث قال لـ «الاتحاد»: «أرض الكنانة» لها مكانة كبيرة في قلبي، وهذه ليس المرة الأولى التي أغني فيها لمصر، سبق وقدمت أوبريت خاص بهذا الأمر الذي يجمع عنوان المحبة بين وطني الامارات ومصر، من خلال أوبريت «هذه مصر» الذي تم تقديمه مؤخراً، وأتمنى أن يقبل المصريون هدية فناني وشعب الإمارات والشعوب العربية.
من جهته عبر الفنان الإماراتي محمد المنهالي أنه يكن لشعب مصر محبة خاصة، وقال: “فرصة كبيرة للتعبير عما يدور في داخلنا وداخل الجمهور والشعب الإماراتي حول مصر، وأنا سعيد بهذه المشاركة المثمرة، وأثني على الموسيقي عمرو العزبي صاحب الفكرة وإنتاجها، وكل من ساهم في إخراج هذا العمل الضخم للنور”.
يد واحدة
وأكدت الفنانة ديانا حداد أنها من خلال هذا الأوبريت استطاعت أن توصل ما تشعر به من محبة بين الوطنين الإماراتي والمصري، وبالمشاركة العربية، وقالت: “نحن دائماً كعرب نسعى لأن نكون دائما بيد واحدة، وهذا ما زرعته بنا القيادة الرشيدة وهو ما نترجمه اليوم من خلال هذا العمل الكبير.
عمل إنساني
وقال الموسيقي عمرو عزبي، صاحب مشروع الأغنية إن الموضوع بدأ كفكرة، وفاءً وتقديرا للإمارات بعد وقوفها إلى جانب مصر في المرحلة العصيبة التي مرت بها، وإن المشروع يتطلب مجهودا كبيرا وعملا مضنيا، لكن أصررت على أن تصبح الفكرة حقيقة، وبذلت كل ما أستطيع لإنجازها، وشكر عمرو جميع الفنانين على مشاركتهم في هذه الأغنية الوطنية وقال أقدم كل الامتنان لأصدقائي الفنانين، وأقدر كثيرا قبولهم الغناء في هذا الأغنية الإنسانية من دون أي أجر، وهو ما منح هذا المشروع قيمة فنية وطنية كبيرة.
وأضاف «عنوان الأخوة» عمل فني إنساني بحت، بعيد تماما عن السياسة، ويتحدث عن الأخوة والمحبة والترابط التاريخي بين الإمارات ومصر، مشيراً إلى أن هناك فنانين اعتذروا عن المشاركة، وقد تولى عزبي إنتاج العمل كاملا، على الرغم من التكاليف الباهظة التي ترتبت عليه.
وحول مشاركتها قالت الفنانة الأردنية «عريب»: مثل أي موضوع وطني، بحكم كوني أعيش هنا في الإمارات لابد أن أكون موجودة في المشاريع الفنية الوطنية، ولذلك كنت سباقة في المشاركة، وكذلك مصر هي أم الدنيا وواجبنا كفنانين الغناء وطنياً، والمال لا يحضر أمام المشاركات الوطنية، لهذا أشارك وسأشارك في كل عمل يعرض علي هدفه محبة خالصة أو عمل يصف في عمل إنساني أو مجتمعي، وأضافت: أشكر دعوتي للمشاركة في هذا الأوبريت.
روح الوطنية
أما الفنانة المغربية نادية المنصوري، فقالت: في كل عمل فني وطني لا بد أن أذكر أني ابنة شهيد، ولهذا فإن روح الوطنية راسخة لدي أينما حللت، ويأتي الانتماء للإمارات التي أعيش فيها، ولم أشعر بأي غربة طيلة وجودي فيها، وكل من يتغنى في حب الوطن أنا معه بكل قوة.
وتابعت: الأعمال الوطنية فخر وواجب على كل فنان ومهمة جدا لرصيده، فلا جنسية للفن، لأنه رسالة سامية تخدم كل القضايا، إلى جانب أن مصر تستحق الكثير وناسها الطيبون من أجمل الشعوب، وتمنت أن يعم الأمن والأمان بها وأن تستقر أوضاعها.
وأطلق فيصل الجاسم مجموعة تغريدات عبر تويتر وانستجرام خاصة بمناسبة مشاركته في الأوبريت، ووصف سعادته بالمشاركة وأرفقها بعدد من صور كواليس التصوير، وقال: تحية للقائمين على أوبريت «عنوان الأخوة» ومن شارك فيه، وتحية حب منا فناني الإمارات والوطن العربي إلى كل مصر، وإن هذا الأوبريت مبادرة بسيطة منا ومن زملائي لمصر وشعبها وتاريخها العظيم، وهذا دور الفن في مثل هذه الظروف.
قبلة الفنانين
والمطربة الإماراتية رانيا شعبان التي تحمل في قلبها ووجدانها مصر والمصريين، فقد أعربت عن حبها للشعب المصري قائلة: مصر قبلة الفنانين العرب على مر الزمان، ولا أحد ينكر دورها ودور شعبها، وبالتأكيد دوري كفنانة إماراتية تعشق مصر والمصريين، أن أقدم بصوتي هدية دعم وتشجيع ومحبة ووفاء من الإمارات والوطن العربي لهم، وأتمنى الاستقرار لمصر وللأمة العربية جمعاء ووطني الإمارات التي ستحتفل خلال الأيام المقبلة بيومها الوطني الـ42.
من جهته قال الفنان العراقي الشاب محمد السالم: العمل الوطني مهم جدا في حياة الفنان، خاصة نحن العراقيين الذين عانينا ونعاني عدم الاستقرار في بلادنا وما زلنا، ومن هنا يأتي تأثرنا الكبير في مثل هذه الأعمال التي أتشرف بتقديمها. من جهتها قالت المطربة السورية ريما الصافي إنها كسورية، تشعر أن مشاركتها تعزز انتماءها لعروبتها، مضيفة أن الفن يقرب الشعوب من بعضها، ويلغي الحدود المصطنعة.
عدد اليوم
