الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حافلة الفنون تطوف بركابها بين أروقة الإبداع في العاصمة

حافلة الفنون تطوف بركابها بين أروقة الإبداع في العاصمة
21 نوفمبر 2013 21:22
تتواصل إبهارات «فن أبوظبي» الذي يضفى ذلك الوهج على أبوظبي والإمارات قاطبة، ويستقطب زواراً من مختلف دول المنطقة، حيث يلبي شغف وتطلعات زواره، الذين أصبح مقصدهم، فهو يقدم فنون العالم تحت سقف واحد، وتشمل الدورة الخامسة من منصة الفن الحديث والمعاصر برنامجاً دسماً، منها قسم خاص يركز على الفنانين، وبرنامج تصميم يتناول الجوانب المعمارية والجمالية في دولة الإمارات، فضلاً عن منصة للفنون الأدائية تترافق مع فعاليات الحدث، الذي انطلقت الأربعاء 20 نوفمبر الجاري، وتتواصل حتى اليوم «السبت» في جناح الإمارات ومنارة السعديات بالمنطقة الثقافية في السعديات بأبوظبي. ومن أبرز ما تحمله دورة هذا العام فعاليات متنوعة أبهرت الجمهور، الذي تفاعل معها بشكل كبير من خلال برنامج للفنون الأدائية بعنوان «دروب الطُوايا»، والطُوايا هي آبار الماء التي كانت بمثابة بوصلة القوافل واستراحة العابرين للصحراء في مرحلة مهمة من تاريخ الإمارات والمنطقة بشكل عام. المنطقة الثقافية وينطلق البرنامج الذي يشرف عليه المنسق الفني طارق أبوالفتوح، من المنطقة الثقافية في السعديَّات، ويتمدد نحو العاصمة الإماراتية ليشكل ما يشبه المسار الذي تتناثر على جنباته الفعاليات الثقافية المختلفة. ويمكن للجمهور تتبع هذا المسار في حافلات مخصصة، حيث سيمرون خلال رحلتهم بأعمال تركيبية معاصرة كُلِّف بإنجازها فنانون إماراتيون وعالميون، كما سيمرون بالعديد من المساحات المكشوفة التي نالت لمسة جمالية وإبداعي، وتتوقف الحافلة خلال رحلتها في أربع محطات مهمة تعد من أهم معالم العاصمة الإماراتية هي: منارة السعديات، وميناء زايد، وشاطئ الكورنيش، ومنطقة المارينا، وتستضيف هذه المحطات سلسلة من الفعاليات والعروض الأدائية التي يقدمها حشدٌ من الفنانين والشعراء وعدد من المؤسسات الثقافية. ورش عمل وتتضمن المنصة العديد من ورش العمل الفنية الموجهة للطلبة وزوار المعرض، وجناح للأطفال، وساحة للموروث الثقافي الشعبي الإماراتي لتكون منصة الفن الحديث المعاصر منصة مفتوحة تغرق الزائر في الفن ويغدق عليه بسخاء كبير متعة التجول في أروقة إبداعية تبث البهجة في نفس كل زائر، وتقدم له برنامجا حافلا بالأنشطة والفعاليات التي تجذبه لزيارتها أكثر من مرة، وتشمل المنصة العديد من الأروقة والإبداعات التي تعكس تصورات أصحابها للفن والإبداع وتوثق لجانب مهم من التراث الإماراتي والمحلي، حيث يشارك في فن أبوظبي للمرة الأولى مجموعة من المشاريع الإنسانية بهدف تحقيق انتشار وتوسيع دائرة التعاطي مع الفن وتذوقه، لتشكل منارة السعديات فضاء فنيا مفتوحا يتلقى يوميا شغف الحضور. مبادرة وفي جولة بين منصات الإبداع في فن أبوظبي، لاحظ الزوار، من تجلس خلف النول وتنسج رسوماتها وأحلامها وآمالها على سجاد قيمته الفنية والمعنوية تفوق مبلغه المالي، ضمن جناح أثار إعجاب الجمهور وتقف عنده الكثيرون، ليتعرفوا إلى مشروع إنساني رائع يهدف إلى التخفيف من معانات السيدات الأفغانيات وطأة الفقر والحاجة عن طريق حياكة السجاد. ويعتبر جناح مبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان، الذي يشارك في فن أبوظبي بهدف تحقيق انتشار المشروع الإنساني والتعريف به، من أهم الأجنحة التي تضمنتها هذه المنصة الفنية، ويهدف المشروع التكافل بين العمل والرأفة للوصول إلى مستقبل مشرق لنساء فقيرات أفغانيات اللواتي يقدم لهن الدعم المالي ليقمن بحياكة السجاد من خلال ثلاثة مراكز في أفغانستان. ولا يقتصر عمل السيدات على نسج السجاد، بل يتجاوز ذلك إلى غزل الصوف من طرف السيدات اللواتي ليست لهن دراية بفن الحياكة لتوسيع دائرة الاستفادة، حيث قالت صدف صافي من العلاقات العامة للجناح ومبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد إن حالة الفقر التي يعيش فيها الإنسان الأفغاني، خاصة النساء دفع الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان إلى إطلاق مبادرة تحمل اسم سموها، وتهدف إلى تخفيف الضائقة المستمرة منذ سنين طويلة، من خلال توفير الموارد والدعم المعنوي والفرص لمساعدة النساء في تحرير أنفسهن من الأعباء الاقتصادية الثقيلة، ولعب دور رائد في بناء مستقبل أفغانستان، وبالتعاون مع شركة تنوير للاستثمار التي تتخذ من أفغانستان مقرا لها تمكنا من فتح ثلاثة مراكز، إلى جانب مركز بسجن النساء، وتشغيل أكثر من 3000 سيدة، بحيث توفر المبادرة لهن فرص عمل في مجال إنتاج السجاد اليدوي، وهي الحرفة المميزة التي يمتلكن مسبقا مفاتيح الإبداع فيها، كما تقدم المبادرة خدمات اجتماعية أساسية للنساء في مجالات الرعاية الطبية والتعليم، وتمثل المبادرة منهجية شاملة تعود بالخير الوفير في ميدان التوظيف، فضلا عن مساهمتها في الارتقاء بالمستوى المعيشي والصحي للعائلات المستفيدة. مشروع إنساني وتابعت: كما تُعنى مبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد بتوظيف الكوادر الطبية والتعليمية، والمهنية، والإدارية، إذ تعتبر هذه المهن من المجالات الأساسية التي تضمن التكافل بين القيم الاجتماعية والرفاهية مع الاستدامة التجارية التسويقية التي تعتبر مكونا جوهريا للأهداف البعيدة للمبادرة. وأوضحت أنه يوجد مركزان للمبادرة بكابول ومركز بجلال أباد، ومركز بسجن النساء، حيث يوفر لحوالي 80 امرأة في مرافق الإنتاج الموجودة داخل السجن في كابول، كما يوجد معرض دائم للمبادرة بدبي مقابل برج العرب، ومعرض في لندن، وذلك لتسويق وعرض السجاد، الذي يتم حياكته من طرف هؤلاء النساء، موضحة أن المشروع حقق نجاحات باهرة منذ انطلاقه قبل ثلاث سنوات، وحاز العديد من الجوائز، نظراً للجودة العالية التي تتمتع بها منتجاته وتأثيره الاجتماعي الكبير، ومن هذه الجوائز: الجائزة الذهبية واحة السجاد والفنون بدبي سنة 2011، الجائزة الذهبية واحدة السجاد 2012، الجائزة الخاصة في معرض دوموتكس الشرق الأوسط 2011، جائزة التقدير2011 من غرفة التجارة والصناعة الأفغانية2011، جائزة التصميم الداخلي التجاري من فئة أفضل مبادرة تصميم مستدام2011، وجائزة أفضل مصدر سنة 2012 من غرفة التجارة والصناعة الأفغانية. وأشارت إلى أن الهدف من المشاركة هو التعريف بهذه المبادرة، مؤكدة أن العمل فني وإبداعي، وأن المشروع ليس تقليدياً، بل عصرياً يواكب الحداثة، وأن السجاد المعروض عبارة عن تحف ولوحات فنية. وأضافت: لا تقتصر المبادرة على دعم المرأة الأفغانية فقط، بل تهدف إلى تحقيق التنمية لفئات المجتمع كافة، حيث يتم اقتناء الصوف من مربي الأغنام المحليين، كما يتم غزله من طرف النساء اللواتي ليست لهن دراية بالحياكة، مؤكدة أن تأثير المبادرة يتجسد في تحقيق المنفعة المباشرة، من خلال تعزيز عوائد العمل بما يساهم في رفع المستوى المعيشي للمشاركين، كما تُعنى المبادرة بالحد من تأثيرات البيئة انطلاقاً من وعيها والتزامها البيئي، بحيث يتم استخدام الصبغة النباتية الخالية من المواد الكيماوية، ويتم تخزين المواد الملوثة الناتجة عن عملية الصبغ في خزانات خاصة ليتم التخلص منها بصورة صحية تضمن حماية نهر كابول من التلوث، كما تركز المبادرة جهودها على الشرائح الأكثر فقراً في المجتمع بحيث يتم توفير فرص العمل لمن يعيش في مخيمات اللاجئين بالقرب من الحدود الباكستانية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©