الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معاقات يسجلن إبداعاتهن الحرفية واليدوية متسلحات بالثقة والتحدي

معاقات يسجلن إبداعاتهن الحرفية واليدوية متسلحات بالثقة والتحدي
21 نوفمبر 2013 21:13
خولة علي (دبي) - لم تقتصر المشاركة في بطولة دبي العالمية للضيافة، التي اختتمت فعالياتها مؤخراً، على فئة الطهاة وإنما أيضاً فئة المنتجات الإبداعية، حيث كانت هناك مشاركة من فئة المعاقات اللواتي أثبتن جدارتهن وقدراتهن المهارية العالية في المخرجات التي نراها شاهدة على إبداعهن وعطائهن، وعملهن الدؤوب ونظرتهن «اللحوحة» وهن يتناولن الأدوات والخامات، لينجزن بها أعمالهن ومنتجاتهن أمام الزوار. فالمكان أشبه بمشغل حي لفئة ظلت تعمل بشغف وحب، ونحن نراقب عن كثب حركاتهن ومتعتهن وهن مقبلات على العمل منهمكات فيه، تلك الإبداعات التي طرزت بمعاني الإرادة والتحدي إنما هي شاهدة على قدرة المعاق على الإنتاج، كغيره من الأسوياء. وقد أدرنا رحى التفكير ونحن نراقب عن كثب سير عملهن، وما ارتسمت على وجوههن من متعة في العمل والفرحة بالإنتاج، ومبادرتهن في إطلاعنا على جل أعمالهن وهن متحليات بالثقة والتحدي. منتجات إبداعية تشير حواء أهلي، المشرفة على جناح المعاقين، وهي أيضاً من فئة الصم، وموظفة في إدارة الجنسية والإقامة، إلى القيمة الإيجابية لوجود المعاق في الفعاليات والمعارض والتظاهرات الاجتماعية، ومشاركته فيها أسوة بالفئات الأخرى، لإظهار ما يملكه من مهارات إبداعية، ما يجعله قادراً على تقديم شيء مميز ومختلف، والمساهمة في عملية تنمية المجتمع اقتصادياً. والمعاقات يشكلن أيدي عاملة ووجودهن هنا في بطولة دبي العالمي للضيافة جاء من باب تقديم منتجات إبداعية، والتعريف بمدى قدرة المعاق على الإنتاج، حيث تضم المنتجات كل ما يتعلق بالضيافة كمفارش تقديم الطعام، الفوط، والمحارم المطرزة، أغطية أواني الضيافة، والكثير من المنتجات الأخرى التي يمكن أن تكون مثالية عند التقديم. مواصلة العطاء ومن بين المشاركات، تقول نجاة أحمد، والتي تعاني بطء تعلم، إنها طرزت عدداً من المناشف وقدمتها بطريقة جذابة، موضحة: تعلمنا صناعة الكثير من المنتجات والمشغولات اليدوية من خلال ورش عدة قدمت لنا في نادي دبي للمعاقين، وهذه المشغولات هي نتاج سنوات من التعليم والدخول في دورات عدة بإشراف معلمات التربية الفنية والحياكة، فاستطعنا أن نشق طريقنا في هذه الحياة من خلال مجموعة من الحرف التي اكتسبناها، واستطعنا أن ننتج أعمالاً غاية في الجمال. ومن بين زميلاتها أيضاً، نتوقف عند أمل من فئة الصم، التي اصطحبتنا بابتسامة، وهي تشرح عملها التي تقوم به، بكل ثقة وتحدٍ، وباستخدام لغة الإشارة وبعض الكلمات التي تعبر بها لفظيا. وتقول إن مشاركتها في هذه البطولة ليس بغية التنافس وإنما رغبة في إطلاع الحضور والزوار على مهارتنا ومنتجاتنا كفئة معاقين، وإثبات ما لدينا من قدرة على تقديم مشغولات متميزة ومتقنة الصنع تضاهي ما هو موجودة في الأسواق، وقد لمسنا انطباع الحضور الإيجابي وانبهارهم حول ما نقدمه من مشغولات سواء في حياكة المفارش وتطريز الوسائد أو عمل بعض التحف واللوحات الفنية أوتزيين الفخار بخامات عدة، وكل ذلك إنما عزز فينا، نحن كفئة معاقين، قيمة العمل، وأن يكون المرء منتجاً، ومدى أهمية توفير بيئة مشجعة على الأداء المتميز والمحفز على الإبداع، وتكريس قدراتنا ومهاراتنا في جانب يساهم في الارتقاء بالمجتمع بوجود فئات منتجة اقتصادياً، ونحن نشكر كل من قدم لنا هذا الفرصة للمشاركة في هذه التظاهرة العالمية، التي جعلتنا نطلع على خبرات من حولنا، ومما منحنا دفعة قوية لمواصلة العطاء والاستمرار على هذا النهج الذي نتلمس به طريقنا في هذا المجتمع. معزوفة تؤكد قيمة العمل على الرغم من أن حصة ظلت نوعاً ما في حالة صمت، إلا أن أناملها كانت تعزف أروع معزوفة، تؤكد قيمة العمل، وأهمية استثمار وقتها ووجودها بين زميلاتها في هذه الاحتفالية، بمنتجاتها اليدوية المتميزة، فلم تتوقف عن عملها الذي تجد فيه لغة تواصلها مع من حولها. وهكذا بدت هي في مشهد يسجل إبداع المعاق وإصراره على إبراز قدراته، وما يمتلكه من مهارة، من خلال منتجات تعبر بصريح العبارة عن عزيمتها في خلق منتج يلقى إعجاب الجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©