الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الباقي» رب العالمين الدائم بلا بداية ولا نهاية

«الباقي» رب العالمين الدائم بلا بداية ولا نهاية
21 نوفمبر 2013 21:18
أحمد محمد (القاهرة) - أسماء الله الحسنى هي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله، صفات كمال وأفعال حكمة ورحمة وعدل، سمى بها نفسه في كتبه أو على لسان أحد من رسله أو استأثر بها في علم الغيب عنده، لا يشبهه ولا يماثله فيها أحد، ولا يعلمها كاملة وافية إلا هو وامتدح بها نفسه، فقال: “الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، طه: 8، وحث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: إن لله تسعة وتسعين اسما، مئة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة” أي حفظها وعرف معناها، وعمل بمقتضاها. واتفق علماء المسلمين على أن أسماء الله الحسنى كلها توقيفية، أي يجب الوقوف فيها على ما ورد ذكره في نصوص الشرع لا يزيد أحد على ذلك ولا ينقص، ويكتفي بما وردت به النصوص لفظاً ومعنى. ومن هذه الأسماء اسم الله الباقي، وهو الثابت الذي لا يزول بعد زوال غيره، هو الله الخالد الثابت الأبدي، الدائم الذي لا ينتهي تقدير وجوده في الاستقبال إلى زمان آخر ينتهي إليه، والباقي نقيض الفاني. الدائم الوجود فالذات المقدسة سرمدية لا تفنى، لهذا كان «الباقي» من أسماء الله تعالى، والله الباقي عز وجل هو الدائم الوجود بعد كل شيء بلا نهاية، وهو الذي لا يقبل الفناء، فهو الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء، هو الباقي بعد فناء الخلق، فترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك، قال الله تعالى: “وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون، “الحجر: 23”، وقوله: “إنا نحن نرث الأرض ومن عليها والينا يرجعون”، “مريم:40”. والله الباقي الذي لا ابتداء لوجوده، لا يقبل الفناء، هو الموصوف بالبقاء الأزلي من أبد الأبد إلى أزل الأزل، فدوامه في الأزل هو القدم ودوامه في الأبد هو البقاء، وقد قيل في معنى الأزلي، هو ما لا يكون مسبوقا بالعدم، وهذه الصفة من صفات الله وحده، كما أن كل شيء يستولي عليه الفناء، وكل شيء هالك إلا وجه الله، وقيل إن معنى أزلية الله تعالى وأزلية صفاته، أنه موجود حيث لا مكان، فهو الموجود الذي ليس لوجوده ابتداء، فدوامه في الأزل هو القدم ودوامه في الأبد هو البقاء.  ولم يرد اسم «الباقي» بلفظه في القرآن الكريم ولكن مادة البقاء وردت منسوبة إلى الله تعالى في قوله سبحانه: “والله خير وأبقى”، “طه: 73”، وقوله: “ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”، “الرحمن: 27”، وقال بعض العلماء إنه بما أن أسماء الله تعالى توقيفية أي أن تثبت في القرآن أو السنة، ولا تستنبط أسماء الله استنباطا، فيرون أن «الباقي» ليس من أسماء الله الحسنى، وقالوا إن الذين يعدونه من أسماء الله فغير مبني على علم صحيح. حقيقة آخرون بخلاف ذلك وأكدوا أن الباقي من أسمائه عز وجل، وقالوا إن الله سبحانه هو الباقي، الوارث لجميع الأشياء بعد فناء أهلها، وأنه ينادي يوم القيامة “لمن الملك اليوم” فيقال: «لله الواحد القهار»، وهذا النداء حقيقة ما ينكشف للأكثرين في ذلك اليوم إذ يظنون لأنفسهم ملكا، أما أرباب البصائر فإنهم مشاهدون لمعنى هذا النداء، يؤمنون بأن الملك لله الواحد القهار أزلاً وأبداً. ويقول الرازي، أعلم أن ملك جميع الممكنات هو الله سبحانه وتعالى، ولكنه بفضله جعل بعض الأشياء ملكاً لبعض عباده، فالعباد إنما ماتوا وبقي الحق سبحانه وتعالى  . والله هو الحي الباقي على الدوام، والفناء هو شأن الخلق لأن “كل من عليها فان”، و شأن الله البقاء، فالخالق باقٍ على الدوام، والباقي حقيقة هو الله عز وجل، فسبحان من له البقاء، أما نحن فلنا الفناء، والبقاء صفة من صفات ذاته، ولله صفات الذات وصفات الأفعال، والبقاء صفة من صفات ذاته، ومن معاني الباقي أيضاً هو الواجب الوجود بذاته، والدائم الوجود، هو الأول بلا بداية، وهو الآخر بلا نهاية، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، هو الموجود أزلاً والموجود أبداً، وقال بعضهم هو الموجود من أزل الأزل إلى الآبدين، فكما أنه لا بداية له فهو بلا نهاية كذلك. المستقبل ويقول الإمام الغزالي، الباقي هو الموجود الواجب الوجود بذاته، وواجب الوجود إذا أضيف إلى المستقبل فهو الباقي، والإمام الرازي يقول إن الله تعالى واجب الوجود أي غير قابل للعدم، وقيل الباقي هو الذي لا ابتداء لوجوده، ولا نهاية لوجوده، فكل شيء من الخلق له بداية وله نهاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©