الجزائر- انشراح سعدي ووكالات الأنباء:
قام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس بجولة تفقدية في منطقة الجزائر العاصمة في اول ظهور علني له منذ اعتداءات الاربعاء الدامي التي أسفرت عن سقوط 33 قتيلا و222 جريحا ما زال 21 منهم في المستشفى ·وقام بوتفليقة بتدشين قصر العدالة الجديد في حي رويسو الشعبي قبل زيارة جرحى الاعتداءات في مستشفى مصطفى باشا·
من ناحيته قال وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني الذي كان يرافق بوتفليقة إنه تم التعرف على الانتحاريين الآخرين اللذين نفذا تفجيري الأربعاء الماضي ، مؤكدا أن لا خيار أمام ''الإرهابيين'' سوى الاستسلام أو الانتحار·
وقال زرهوني ''سبق لي وأن صرحت بأن الإرهابيين وصلوا إلى طريق مسدود· واليوم لم يبق لهم سوى خيارين إما تسليم أنفسهم أو الانتحار وقد بدؤوا بالانتحار''· وأشار إلى أن مكافحة الإرهاب لم تنته داعيا لمزيد من اليقظة والضغط على ''الجماعات الإرهابية''·وأعلن التلفزيون الجزائري أن البلاد ستشهد يوم غد الثلاثاء مسيرات شعبية ضد الإرهاب تلبية لدعوة الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني· واضاف المصدر نفسه أن ''هذه المسيرات هدفها دعم سياسة المصالحة الوطنية'' و''التنديد بالإرهاب''·
وأوضح التلفزيون أن السلطات قررت لهذه المناسبة رفع قرار منع التظاهرات المطبق منذ يونيو ،2001 وذلك إثر مسيرة في العاصمة تحولت الى أعمال شغب احتجاجا على قمع حركات مؤيدة للهوية الأمازيغية في منطقة القبائل ·هذا وقد هاجمت الصحف الجزائرية امس بشدة سفارة الولايات المتحدة لأنها بثت أمس الاول على موقعها من شبكة الإنترنت تحذيرا من احتمال وقوع هجمات إرهابية في وسط العاصمة الجزائرية·وقالت صحيفة الوطن إن ''السفارة بثت الرعب في قلوب سكان العاصمة الجزائرية''·
من جانبها قالت صحيفة ليبرتيه إن ''الاشاعات الاميركية زادت في هاجس الاعتداءات في العاصمة'' وإن السفارة استندت الى ''مصادر غير موثوقة''·
وكتبت صحيفة ''لكسبرسيون'' أنه ''كان الأجدر بالسفارة الاميركية أن تترك أي معلومة أمنية في نطاق ضيق'' وشددت على أن ''الامر يتعلق بسيادة الجزائر''· وقالت صحيفة لوجور إن ''محاولة الاميركيين استبدال اجهزة الاستخبارات أمر غير لائق اللهم إلا إذا كان للاميركيين خلفيات بالسعي الى التسبب في إثارة الهواجس'' في حين أكدت صحيفة لو جون اندبندان أن التحذير الاميركي يساهم في ''زعزعة سكان كانوا أصلا مصدومين''·
ومن جهة اخرى أصيب أربعة من عناصر الحرس البلدي في هجوم إرهابي استهدف مركزا للحراسة والامن في منطقة أمسطاس في قدارة بولاية بومرداس شرقي الجزائر·
وأعلنت مصادر أمنية أمس أن ''جماعة إرهابية هاجمت أمس الاول المركز وأمطرت القوة الامنية بوابل من الرصاص ودار اشتباك مسلح قتل على إثره الجنود الخمسة فيما لاذ الإرهابيون بالفرار''·
من جانبه قال رئيس الحكومة الجزائرية السابق والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى أمس إنه يرفض ''تماما'' أن يبرر النشاط الإرهابي بالفقر وأن تعطى حجج للإرهاب ، وقال برنامج تلفزيوني الليلة قبل الماضية في الجزائر إن بلاده قطعت ''مسافة كبيرة'' في محاربة الإرهاب·و أن هذا الأخير ''تقهقر في الجزائر'' مضيفا أن إجراءات المصالحة ''تجعل من الانتصار على الإرهاب قدرا وسيكون له صدى ايجابي خارج الوطن وبهذه المناسبة دعا الشعب إلى مزيد من اليقظة وعدم الفشل بسبب التفجيرات الأخيرة مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب لم تتوقف منذ انطلاقها وأن المعركة لم تنته ولا بد أن تستمر'' ·
عدد اليوم
