جوارديولا ويورجين كلوب مدربان مميزان.. الأول طور من مزيج الكرة الشاملة الهولندية، وتيكى تاكا الإسبانية، حين تولى تدريب برشلونة في 2008، والثاني قدم أسلوباً جديداً يقوم على مزيج بين الكرة الشاملة أيضاً فيما يتعلق بالدفاع والهجوم، وقوة اللاعب الألماني، وهو الذي أبدع فيما يسمى بالضغط المضاد العالي أو «Gegenpressing» في هذا الأسلوب يدافع الفريق ويهاجم، ويتعرض اللاعب المنافس الذي يمتلك الكرة إلى ضغط شديد، لحرمانه من التصرف فيها.
وهذا الأسلوب الخلاق يحتاج إلى لياقة بدنية هائلة، وإلى لاعبين يلعبون 90 دقيقة بلا تعب، وتكون عندهم القدرة على استخلاص الكرة في مناطق المنافس الدفاعية، وشن غارات هجومية شديدة السرعة لصناعة المساحات والفرص، فكلما اقتربت من مرمى منافسك، وكلما أسرعت في التصرف بالكرة، ستكون الفريق الأقرب للفوز.
وحقق يورجين كلوب مع بروسيا دورتموند نجاحاً كبيراً، وتوج ببطولتين، وظل منافساً ومطارداً لبايرن ميونيخ، وعندما تولى قيادة ليفربول تساءل الخبراء: هل ينجح هذا الأسلوب مع الفريق الإنجليزي؟
كان كلوب واثقاً من لاعبيه، وهو الذي قال: «أريد هؤلاء، لن أسعى وراء نجوم مثل ميسي ورونالدو، كرة القدم باتت الآن أكثر جماعية، وليس مهماً أن يجري فريقي لمسافة 120 كيلومتراً في المباراة، ويمكن أن يجري 115 كيلومتراً، لكنه يتحرك بشكل أفضل في المساحات ويؤدى بتناغم بين خطوطه، ويكون قرار اللاعب دائماً هو الصائب حين يتصرف في الكرة، فهذا أفضل من الجري الكثير على الرغم من أهمية الجري».
لكن الجري عقيدة تدريبية عند يورجين كلوب، ففي مباراة الفريق الأخيرة أمام مانشستر سيتي، قطع لاعبو الوسط مسافات تتراوح بين 13 و11 كيلومتراً في اللقاء، وبزيادة قدرها 2.8 كم عن لاعبي وسط مان سيتى، والسرعات كانت أكثر عند لاعبي ليفربول بنسبة 10 % عن لاعبي سيتي.
ومن أجل أن يكون الملعب أصغر بالنسبة لفريق ليفربول، فإنه يستعين بلاعبين مدافعين يملكون السرعة كي يتحرك الفريق كتلة واحدة هجوماً ثم دفاعاً، والقضية ليست الطريقة، فامتلاك 11 لاعباً يؤدون خطأ بطريقة واحدة أفضل من 11 لاعباً يؤدي كل منهم ما يحب أن يفعله، وإذا امتلكت الكرة عليك أن تبدع وتبتكر بها وإذا افتقدت الكرة عليك شن الهجوم المضاد والضغط بشراسة كي تستردها، والضغط على المنافس مهم جداً، وهذا قانون يورجين كلوب.. أظن أن جوارديولا هو من «يفل» كلوب.. باعتبار أنه لا يفل الحديد إلا الحديد!
عدد اليوم
