عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
تكبدت الأسهم المحلية بنهاية تداولات الأسبوع الحالي أمس، والذي اشتمل على ثلاث جلسات فقط، بسبب إجازة اليوم الوطني نحو 30 مليار درهم، جراء تراجعات غير مبررة للأسواق منذ صدور قرار أوبك الخميس الماضي، بعدم خفض إنتاجها من النفط، فضلاً عن تراجع حاد لسهم إعمار تجاوزت نسبته 19%، عقب انتهاء استحقاق الأرباح.
وحالت انخفاضات متواصلة لسهم إعمار للجلسة الثالثة على التوالي أمس وبنسب قياسية لم يسجلها السهم خلال العام الحالي، دون ارتداد أسواق الإمارات على غرار الأسواق العالمية والإقليمية التي لا تزال تواصل تعافيها مع تحسن أسعار النفط.
وتراجع مؤشر سوق الإمارات المالي خلال الجلسات الثلاث بنسبة 4,1%، محصلة انخفاض سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1,9%، وسوق دبي المالي بنسبة 7%، وكسرت المؤشرات الفنية حواجز دعم مهمة خصوصا سوق دبي المالي الذي تخلى عن أهم نقاطه عند 4200 نقطة.
وارجع محللون ماليون ووسطاء، استمرار موجة الهبوط إلى عمليات تسييل واسعة النطاق على سهم إعمار العقارية، بعد انتهاء استحقاق الأرباح الاستثنائية البالغة 9 مليارات درهم، وتحول السيولة إلى أسهم قيادية ونشطة أخرى تمكنت من الارتداد بقوة، بيد أن ثقل سهم إعمار دفع مؤشر سوق دبي المالي، نحو تبديد مكاسبه أمس، بحسب ما قال نبيل فرحات الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية.
وأضاف أن إغلاق سهم إعمار في جلسة الاثنين الماضية بالحد الأقصى 10%، مع وجود عروض بيع بأكثر من 20 مليون سهم دون مشتر، أعطى مؤشرا على أن هذه العروض سوف يتم تنفيذها في جلسة الأمس، الأمر الذي ضغط على السهم بحدة.
وأوضح أن السيولة اتجهت إلى أسهم قيادية أخرى تعطي ريعاً أفضل مثل أسهم البنوك والاستثمار، فضلاً عن أن هذه الأسهم انخفضت بنسب أكبر في وقت لم يكن سهم إعمار يتراجع بنفس الحدة، مما يعني أن سهم إعمار بدأ يأخذ نصيبه من التراجع مثل بقية الأسهم.
وأفاد بأن إغلاقات الأسهم والتي قلصت غالبيتها من ارتدادها الصعودي، يعطي مؤشراً على أن السوق تعرض لضغوط بيعية من المارجن كول سواء من قبل شركات وساطة أو بنوك على العملاء المتداولين بالهامش، بهدف تغطية مراكزهم المكشوفة.
وقال فرحات إن الأسواق لا تزال في مسار هابط من الناحية الفنية، لكن يتوقع أن تشهد ارتدادات جيدة خلال الفترة المقبلة، مع وصول التوزيعات الاستثنائية لشركة إعمار، وانتهاء الاكتتابات التي سحبت سيولة ضخمة من الأسواق، فضلاً عن توقعات متفائلة للأسواق العام المقبل، خصوصاً مع توزيعات نقية متوقعة من الشركات تصل إلى 30 مليار درهم.
وأضاف أن محافظ الاستثمار التي تتبع مؤشر مورجان ستانلي ستعمل أيضاً على ضخ سيولة جديدة في أسواق الإمارات العام المقبل، مما يزيد من توقعات الأداء الجيد للفترة المقبلة.
وبحسب تقرير هيئة الأوراق المالية لأداء الأسواق خلال الأسبوع الحالي، بلغت قيمة تداولات الجلسات الثلاث نحو 4 مليارات درهم منها 2,6 مليار بما يعادل 63,5% من إجمالي التعاملات على أسهم 5 شركات هي ثلاثة عقارية إعمار، وأرابتك، وإشراق، إضافة إلى بنكي دبي الاسلامي والخليج الأول.
وحقق سهم إعمار لأول مرة أكبر نسبة انخفاض أسبوعي بنحو 19,3%، يليه إسمنت رأس الخيمة 12,6%، وإشراق 10,5%، وسوق دبي المالي 10,3%، وميثاق للتأمين 10,1%. وفي المقابل، حقق سهم وطنية للتأمين أكبر نسبة ارتفاع سعري خلال الأسبوع بنحو 7,7%، وأسماك 4,5%، وبلدكو 4,3%، وكل من إعمار مولز، والعربية للطيران 4%. وخلال جلسة الأمس، انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 0,10%، محصلة ارتفاع سوق أبوظبي بنسبة 0,77%، وانخفاض سوق دبي المالي بنسبة 0,36%، وأغلق على 4831,74 نقطة.
وانخفضت القيمة السوقية بقيمة 790 مليون درهم لتصل إلى 762,35 مليار درهم.
وبلغت قيمة التداولات 1,5 مليار درهم من تداول 476,24 مليون سهم من خلال 11585 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 58 شركة من أصل 125 شركة مدرجة في الأسواق، وحققت أسعار أسهم 35 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 15 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
وجاء سهم «شركة إعمار العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، بتداولات قيمتها 636 مليون درهم موزعة على 70 مليون سهم من خلال 2872 صفقة.
وجاء سهم «أرابتك » في المركز الثاني بتداولات قيمتها 174,16 مليون درهم موزعة على 45,58 مليون سهم من خلال 1220 صفقة.
حقق سهم «طاقة» أكبر نسبة ارتفاع سعري بنحو 10,6% إلى 0.94 درهم، وسهم «رأس الخيمة العقارية» بنسبة 6,3% إلى 0,84 درهم.
وفي المقابل سجل سهم «إعمار » أكبر انخفاض سعري بنحو 7,4% إلى 8,83 درهم، وسهم «بنك أبوظبي الوطني» 6,91% إلى 12,80 درهم.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 12%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 496,61 مليار درهم.
وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 51 شركة من أصل 125 شركة، وعدد الشركات المتراجعة 59 شركة.
عدد اليوم
