الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«العولمة» تعيد الطيور الفلبينية المهاجرة

«العولمة» تعيد الطيور الفلبينية المهاجرة
24 نوفمبر 2011 23:26
مانيلا (ا ف ب) - بعدما اختار تسعة ملايين فلبيني السفر للعمل وتأمين لقمة العيش لسد حاجات عائلاتهم، يعود بعضهم منذ فترة قصيرة إلى الديار بفضل خدمات المقاولة الخارجية التي تقدمها البلدان الغنية. فقد عاد أرلين تيودورو، البالغ من العمر 35 عاماً، إلى الفلبين قبل بضعة أشهر بعدما غادرها في مطلع التسعينيات بحثاً عن عمل، كما فعل غالبية زملائه في اختصاص المعلوماتية. واليوم، أصبحت مؤهلاته مطلوبة جداً في بلده الأم بفضل تطور قطاع المقاولة من الباطن. ويعمل تيودورو حالياً كمحلل في شركة أميركية متخصصة في جمع البيانات تستخدم برمجيات قوية لتوقع المبيعات واتجاهات زبائنها المستقبلية. وهو يجني ثلاثة آلاف دولار شهرياً. وقررت شركات متعددة الجنسية تعمل في مجالات مختلفة كالطيران والتوزيع أن تمارس في الفلبين والهند أنشطتها المتعلقة باستغلال البيانات الذي يعتبر أحد فروع المقاولة الخارجية. وبعدما كان هذا القطاع شبه معدوم في السنوات العشر الأخيرة في الفلبين، أصبح اليوم أحد ركائز الاقتصاد الأساسية. ومنذ عقود، تسافر نسبة كبيرة من سكان الفلبين (10%) إلى الخارج بحثاً عن عمل وغالباً ما يتولى هؤلاء وظائف متواضعة فيعملون خدما في المنازل أو بحارة ولكن بعضهم يعمل أيضاً في التمريض والهندسة والمعلوماتية. وقد أرسل المهاجرون البالغ عددهم تسعة ملايين 18,17 مليار دولار إلى ذويهم في العام 2010، أي 10% من إجمالي الناتج المحلي. وبفضل الدور الأساسي الذي يلعبونه في تنشيط اقتصاد بلدهم الفقير حيث يعيش ربع السكان بدولار واحد أو أقل في اليوم، منحوا لقب “أبطال الزمن الحديث”. ولكن مغادرة البلاد تستتبع هجرة الأدمغة ومشاكل اجتماعية ناجمة عن تفكك الأسر وبقاء الأولاد في بلادهم بعيدا عن ذويهم. واليوم، يسمح تطور قطاع المقاولة الخارجية والتعاقد من الباطن لعدد متزايد من الفلبينيين بالبقاء في وطنهم الأم. وقد ارتفعت اليد العاملة في هذا القطاع بنسبة 10% سنة 2011 لتبلغ 600 ألف شخص ومن المتوقع أن تصل إلى 900 ألف شخص بحلول 2017. وتؤمن مراكز الاتصالات 60% تقريباً من فرص العمل ويتولى الموظفون فيها مهمة الاتصال بالزبائن الناطقين باللغة الانجليزية. ويتراوح الأجر بين 14 ألف و20 ألف بيزوس (بين 240 و340 يورو) أي ما يوازي أجر الفلبيني الذي يعمل في خدمة المنازل في سنغافورة أو بحاراً. وما يميز الفلبين التي كانت في الماضي مستعمرة أميركية هو أن يدها العاملة ناطقة باللغة الانجليزية وثقافتها قريبة من ثقافة الأجانب الذين يتواصل الموظفون معهم على الهاتف. وقد اتخذت الحكومة عدداً من التدابير لاستقطاب الشركات، منها تخفيض الضرائب وتعديل قوانين العمل الذي كانت تحظر على المرأة مثلا العمل بعد منتصف الليل. ومن المتوقع أن يرتفع رقم أعمال القطاع هذه السنة بنسبة 24% مقارنة بالعام 2010 ليبلغ 11 مليار دولار وأن يستمر في الارتفاع كل سنة بنسبة 19% على الأقل حتى العام 2016. وبالتالي، تكون عائدات المقاولة من الباطن موازية لمجموع الأموال التي يرسلها المغتربون الفلبينيون. وقال وزير التجارة جريجوري دومينجو مؤخراً إن “القطاع شكل دعما كبيرا لاقتصاد الفلبين في السنوات العشر الأخيرة”، علما أن الاقتصاد الفلبيني متأخر عن اقتصاد الدول المجاورة في جنوب شرق آسيا. وقد بدأ ازدهار هذا القطاع بتغيير وجه مانيلا، فقد ازداد عدد المتاجر التي تفتح على مدار الساعة وبرزت ناطحات سحاب عدة تشغلها شركات تكنولوجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©