الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال «الشارقة للكتاب» يؤدون فاصلاً من المهارات اليدوية

أطفال «الشارقة للكتاب» يؤدون فاصلاً من المهارات اليدوية
13 نوفمبر 2012
خصص معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ31 المنعقدة حالياً في إكسبو الشارقة، أكثر من 200 فعالية متنوعة، برع خلالها العديد من المواهب، وأثبت الأطفال أنهم خطوة مهمة للسير على طريق التميز.واهتمت إدارة المعرض بتنوع الفعاليات التي انطلقت الأربعاء الماضي، وتستمر حتى 17 نوفمبر الجاري، حيث اندمج الصغار تحت عناية مشرفين متخصصين، بما يشبه خلية نحل، كل فرد فيها، يعرف دوره المطلوب منه على مسرح من المهارات على أرض المعرض. تحظى شؤون الأطفال الثقافية والمعرفية والترفيهية، في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ31، باهتمام لافت، باعتبارهم استثمار الغد ومشروع المستقبل، وهم العنصر الرئيسي في خطط التنمية والتطور لحضارة أي أمة، مما يستدعي كل الاهتمام بتعليمهم وتثقيفهم وترقية مواهبهم ومهاراتهم الذهنية والفنية واليدوية. وبالرغم من كون الطفل دوماً هو الابن المدلل والمحور المهم الذي يلقى الرعاية كلها في جميع دورات المعرض، خاصة في السنوات الأخيرة، إلا أنه في هذه الدورة، أصبح التركيز عليه أكثر، إذ خصصت له أكثر من 200 فعالية ونشاط مع حزمة متنوعة من البرامج المختلفة في مجالات عدة منها التعليم والثقافة والمعرفة والمسرح والمهارات والتسالي، مع مجموعة كبيرة من الورش العملية المختلفة والتي تربو على الـ 20 ورشة يومية تتوزع بين ساعات النهار والمساء وطوال أيام المعرض العشرة. آفاق جديدة وعن أنشطة المعرض تقول هند عبدالله لينيد رئيس مجلس برامج الأطفال في معرض الشارقة للكتاب، إن الفعاليات احتفالية ثقافية شاملة تعنى بشؤون الطفل العربي واحتياجاته الفكرية والتربوية، لتجمع ما بين التعليم والترفيه الموجه، حيث تتعزز قدرات الأجيال الجديدة وأفكارها وخيالها، ليكتشف مواهبها ويختبر إمكاناتها، فيترى آفاقاً جديدة وغير مطروقة لطموحاتها وأحلامها المستقبلية، وهي تحمل في مضمونها العام حس الإبداع وإثارة الفضول المعرفي واكتشاف الذات، وكل ما من شأنه توسيع مدارك الطفل وإعمال خياله، منطلقة من توجيهات راعي الثقافة والفنون والأدب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتلبية لإيمانه العميق بحتمية بناء الإنسان العربي منذ الصغر وترقيته فكريا ولغويا، واجتماعيا. حب القراءة وتتابع: لهذا المعرض وضعنا خططا وتصورات بحيث تتمكن مجمل فعاليات وبرامج الطفل من تحقيق أهدافها المرجوة، من خلال تنوع ثقافي وفني مبتكر ولافت، يكرم الكتاب الورقي ويشجع على حب القراءة كرافد محوري للمعارف والأدب والفنون، ولكنه لا يهمل في الوقت ذاته روافد تربوية جديدة تستفز عقلية الأطفال وتستنهض مهاراتهم وتطور مواهبهم وقدراتهم، حيث نظمت معظم الورش الفنية والابداعية لتترجم هذا التوجه عملياً، فتحقق الغرض منها لتستفيد كل الشرائح العمرية المستهدفة من سن الحضانة إلى عمر المراهقة، مستعينين من خلالها بعدد كبير من الفنانين والخبراء العرب والأجانب، من الضالعين في مجالات الفنون الابداعية والمهارات اليدوية، ممن لديهم الدراية الكافية والمعرفة اللازمة في التعامل مع الأطفال والتواصل معهم. «أنامل مبصرة» وتميزت جميع فعاليات الطفل والورش التي نظمت على هامش المعرض، بكمٍ كبير من عناصر المرح و التشويق والإمتاع، لتستخدم من خلالها أحدث الوسائل التربوية والتعليمية، وتتبع في تنفيذها مختلف التقنيات المعاصرة وأساليب علمية جديدة للابتكار والإبداع، محتضنة في إطارها العام قطاعات مختلفة ومتطرقة لمساحات شتى في تنمية الفكر والخيال، خاصة في حقول الثقافة والعلوم ومجالات الترفيه والمرئيات مع عروض المسرح وكرنفالات المهرجين، إلى جانب جلسات قرائية قصصية وفقرة الحكواتي، وورش فنية أخرى خصصت لذوي الاحتياجات الخاصة، منها ورشة للمكفوفين من تنفيذ الفرنسي فيلب كلاود مع التونسي رؤوف كراي بعنوان«أنامل مبصرة»، وتهتم بتصميم وإنجاز الكتاب اللمسي المرسوم خصيصا للطفل المكفوف، بالتعاون مع مجموعة من المعلمين وأولياء الأمور والفنانين الشباب من طلاب كليات الفنون. كما نظمت للمعاقين ورشة أخرى تهتم بملكة السمع ومتعة الانصات لمفردات جمالية من صنع الطبيعة كصوت زقزقة العصافير، وهدير الأمواج، وحفيف الأشجار، وخرير الماء.. إلخ، وهي مخصصة على وجه التحديد لذوي الاحتياجات الخاصة ممن حرموا من نعمة البصر. وعن الورش التي تضمنها المعرض تقول نوال البلوشي منسق فعاليات الطفل في معرض الشارقة الدولي للكتاب: نظمنا ولمدة أربعة أيام متتالية صباحا ومساء ورشة حية لتعليم تقنية صناعة الأفلام، جاءت بعنوان «صندوق الأفلام»، التي قادها المنفذ السويدي إيرلينغ إركسن، ليعلم الأطفال أن الفيلم الذي يعتبر لغة ثقافية عالمية وفن حضاري متطور، يتكون في عناصره الأولية من مجموعة كلمات وصور وحركات وأصوات، تكون المشاهد المختلفة التي تصور الأحداث والموضوع، فتتيح العديد من إمكانات الاتصال، وكيف ساهمت التقنيات الحديثة في أن تجعل من لغة الفيلم مادة مرنة للجميع، متوافرة العديد من الوسائل التعبيرية الجديدة والتي يمكن توظيفها واستغلالها في أدوات ومخرجات التعليم الحديث، أو ما يسمى اليوم بوسائل التعليم الذكي، لتساعد المتلقين من الطلاب وغيرهم في نقل تصوراتهم وأفكارهم وخيالهم عن إنتاج أفلام طريق الرسوم المتحركة. الرسوم المتحركة وتتابع:لقد حظيت ورشة صندوق الأفلام باهتمام واسع من معظم الزوار، الكبار والصغار على حد سواء، إذ اهتم الكثيرون بالتعرف على تقنية صناعة الرسوم المتحركة وكيفية تحريك الشخصيات وتفاصيلها في إنتاج الأفلام الكرتونية، ودخل الكثير من الأطفال واليافعين في البرنامج بشكل متحمس وفعال، ليقوموا شخصيا بالرسم والتلوين وقص أبطال أفلامهم الخاصة وفق ما يرغبون، لتجمع هذه الرسومات وتدخل بعد ذلك إلى صندوق الأفلام، فتلتقط لها الصور ويسجل لها عدة مشاهد وبوضعيات مختلفة، ثم تعرض في النهاية بشكل سريع ومتصل بحيث تكون فيلما كارتوني من صناعة يدوية وإبداع ذاتي. أداة تعبيرية وأشارت خديجة حسين المشرفة على الورشة، إلى أنه لكل فقرة هدف ومتعة وفائدة، فورشة صناعة الأفلام حققت غرضها في استخدام الفيلم كأداة تعبيرية يستطيع الطفل أن يستغلها للتعبير عن ذاته وأفكاره، كما أنها تعود الطفل على إعمال عقله وتحليل ما يرى ويعرض عليه بحيث يفكر فيما وراء الأشياء من محيطه العام، وكيفية صناعتها وماهيتها وما تهدف إليه، وهي في ذات الوقت تستثير مشاعره وتستفز طاقاته الابداعية ومهارته اليدوية. كما أشرفت لمى عبد المنعم علي ورشة عالم التصميم، لتعلم الأطفال المشاركين أبجديات التصميم والتنسيق الفني، من خلال مجموعة من المشغولات المبتكرة التي تسهم في رفع إمكانيات الطفل وقدراته المهارية، بحيث يدخل في تجارب عملية تعلمه استخدام يده وتختبر ذوقه وحسه الفني، لتمنحه مستقبلا القدرة على حسن الاختيار والإحساس بجمالية الألوان والأشكال والعناصر في أي عمل مبتكر وخلاق، فتغرس فيه متعة التأمل والتفكير، وفضل العمل والصبر وبذل الجهد لوصول الإنسان لهدفه المنشود. تنمية المهارات ولفت أولياء أمور الطلبة المشاركين، إلى أن زيارة معرض الكتاب تحمل الكثير من الفوائد، حيث ركزت فعالياتها على تنمية مهارات الطلبة، وتعزيز أفكارهم الصغيرة وترجمة الكثير منها إلى واقع عملي، يراه الطفل الصغير متجسداً أمامه، فيشعر بحجم إنجاز كبير، يكون له دافعاً نحو التميز، حيث تقول فريدة توفيق والدة 4 أبناء، تصحبهم في زيارة يومية للمعرض، إنهم يزورون الأجنحة ويطلعون على ما بها من إصدارات، ويدونون ذلك، ثم بعد العودة إلى البيت، يجلس الجميع معاً لمناقشة أمر الزيارة، ويعبر كل فرد بالأسرة عن رؤيته للمعرض ويتفقون على الإصدارات التي وقع عليها الاختيار لشرائها. وأشارت إلى أنها كانت في غاية السعادة، عندما سمعت عن أمر الورش المصاحبة لفعاليات المعرض، وفوراً نظمت وقتها، حيث يهوى أحد أبنائها صناعة الرسوم المتحركة وهو دائم البحث في الإنترنت وبين الكتب المتخصصة عن صناعتها، لكن المعرض أتاح له ذلك بشكل عملي، موضحة أن ابنها كان في غاية السعادة أيضاَ عندما التحق بالورشة، وفور عودته إلى المنزل، راح إلى غرفته، وجمع أدواته وأخذ ينسج من خياله قصة قصيرة للرسوم المتحركة، تتناول زيارة الأسرة للمعرض وما دار بين أفرادها من حديث، وطلب من إخوته، مساعدته في لعب الأدوار، وأخذ يتحرك، بين جنبات البيت ويوجه الجميع، صانعاً سرداً للأحداث نال إعجاب وتقدير الأسرة. طفل بارع في تشكيل الصال من بين الأطفال المتابعين لورشة تتعلق بالمهارات اليدوية، عبد الرحمن إبراهيم، الذي بدت عليه ملامح الدهشة من حركة المشرفين، وراح يقلدهم بمهارة فائدة، وبسؤال والدته ريم صابر، قالت إنه بالفعل ماهر جداً في استخدام أدوات الصال، وهي هديته المفضلة، التي يطلبها في كل المناسبات، حتى صار يعرف أنواعها، وأيها تعيش عمراً أطول، وأن غرفته بها العديد من الأشكال والمناظر الطبيعية، التي يجتهد خلال فترة راحته من الدراسة، لتشكيلها. وأوضحت أن عبد الرحمن تعلم من مهارته الصبر والهدوء بعد أن كان كثير الحركة، يسبب إزعاجاً كبيراً لكل من حوله، لكن بمرور الوقت، كررت الأم جلسات مع الابن، وصفتها بالعلاجية، وأخذت تتحدث معه فقط عن مهارته وغرست داخله أنه إنسان لديه مهارة تفوق أقرانه، مما خلق داخله نوعاً من التحدي، وها هو اليوم، يؤدي بشكل يبشر بوجود قدرات داخله تحتاج إلى الرعاية، حتى تنمو وتصنع من ابنها شخصاً موهوباً. جينات وراثية للمهارات محمد سلطان رب أسرة، ظهر عليه الاهـتمام أكـثر من أسـرته التي تحيط به في المعـرض، وراح يتناقـش معهـم في كيفـية التشـكيل باسـتخدام الأيدي. ويبدو أن الأب لديه هواية قديمة في الأعمال اليدوية، ودغدغت ورشة للتصميم في معرض الكتب مشاعره، فتذكر الأيام الماضية، واندمج مع أفراد الأسرة، وكون معهم فريق عمل، حيث أحضروا معهم بعض الأدوات، وراحوا يستخدمونها، بشكل دل على جينات وراثية، كانت مكنونة في الأب، نشطت بمرور الأيام في الأبناء. تدريب عملي وتنفيذ المناهج على أرض الواقع تتحرك نجاة حمدي معلمة التربية الفنية، بسرعة بين خمسة أطفال، حيث قالت إن ابنها منهم والأربعة أبناء الجيران، وتربطهم صداقة بابنها، بالإضافة إلى أنها تدرس لهم في المدرسة ذاتها، فوجدت في ورش معرض الشارقة للكاتب فرصة، للتدريب العملي، بعيداً عن الحفظ والتلقين، حيث اتفقت مع الأطفال الخمسة ، على أنهم في معسكر للتدريب سيتخلله بعص الترفيه، وبدأت زيارتها في المعرض التي زادت على خمس ساعات، بجولة بين الأجنحة المختلفة، ومنحت كل واحد منهم، فرصة اختيار كتاب واحد واتفقوا على أن يخبر الجميع عن محتواه، وبالتالي يكون كل واحد قد اطلع على خمسة كتب، وبعد جولة الاختيار تحرك الجميع إلى الورش. وأوضحت أنها بمجرد أن أخبرت الأطفال عن التحرك إلى الورش، لاحظت على وجوهم فرحة كبيرة ممزوجة بالاستعداد للاندماج، حيث ترى أن إدارة المعرض توفقت كثيراً في اختيار أنواع هذه الورش، التي زادت من إقبال الكبار والصغار على متابعة الفعاليات، بالإضافة إلى البرامج الترفيهية، التي تضفي على مكان جواً من البهجة والسعادة. أما أماني عباس فترى أنها استفادت خلال المعرض بمشاركة ابنتيها الصغيرتين لين ومايا، في بعض الفقرات والورش العملية الحية التي تقام هناك. وتقول: كنت حريصة كأم على تعرف طفلتي على جناح الأطفال في المعرض، خاصة أنه يجمع في هذا العام الكثير من الفقرات والفعاليات الهادفة، وقد لمست تجاوبا وحيوية كبيرة من الاثنتين في الإقبال على دخول ورش الرسم والتلوين والتنسيق الفني، مع حماس منقطع النظير في ورشة صندوق الأفلام، والتي حركت فيهما المزيد من الفضول المعرفي والحس الفني، لابتداع فيلم رسوم متحركة من نتاج خيالهما الخاص، وهي بلا شك تجربة جديدة ومبتكرة بكل المقاييس، كما أجدها في رأيي وسيلة رائعة لمعرفة اهتمامات الطفل وقراءة ميوله وفهم شخصيته، لأنها تعد شكلا من أشكال التعبير عن الذات، وفي المحصلة أعتقد أن معرض الكتاب بنشاطه الحالي ارتقى لناحية التنظيم والتنوع، وكان بالفعل مناسبة مهمة لتكريم الكتاب الورقي والتشجيع على حب القراءة، لا شك في أنها ستفتح أمام الأطفال والناشئة روافد جديدة من العلم والمعرفة. 16 ألف طالب وطالبة زاروا المعرض في يوم واحد زار أكثر من 16 ألف طالب وطالبة معرض الشارقة الدولي للكتاب أمس، من 121 مدرسة حكومية وخاصة من مختلف مدارس إمارات ومدن الدولة، في حين زار المعرض أمس الأول 15500 طالب وطالبة، ما يعني أن عدد زوار اليوم من طلبة المدارس هو الأعلى مقارنة بالأيام السابقة، ووصل عدد زوار المعرض بشكل عام أمس الأول 55 ألف زائر بمن فيهم طلبة المدارس. وقال مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، إنه تم العمل على زيادة مساحة المعرض وزيادة الأنشطة والفعاليات الخاصة بالأطفال ومختلف البرامج الثقافية، وكذلك هو الحال بالنسبة للزيادة الملفتة للنظر في عدد دور النشر المشاركة هذا العام، حيث بلغت 924 دار نشر عربية وأجنبية من 64 دولة في العالم، الأمر الذي يفسر أسباب زيادة زوار المعرض.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©