الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفلوس الحمراء ·· تأكل الدراهم !

16 ابريل 2007 02:12
تحقيق ـ حمد الكعبي : يصادف الكثير من المتسوقين كسورمئوية في فواتيرهم من عشرة فلوس أو ثلاثين فلسا من الدرهم ، وتسألك المحاسبة التي تجلس على ''الكاشير ''·· ما في خردة'' بالطبع الجواب سيكون بالنفي لأن الزبون لا يحمل 10 فلوس في جيبه أو حتى 25 فلسا كسور من الصعب ان يجبرها الزبون، وبالتالي يتخلى عن الباقي أو يأخذ عملات في جيبه ''لا يستخدمها'' وفي الغالب يتخلى الزبون عن هذه الخردة التي لا تجبر في وقت الحاجة· وقد لفتت هذه الظاهرة نظر العديد من الزبائن الذين '' علقوا قائلين'' يعطونا بالباقي ''كبريت أو علكة'' مؤكدين في الوقت ذاته على أن ما تقوم به المحال سواء كانت سوبر ماركت كبيرة أو جمعيات عملية ''احتيال'' تجارية وكما يقول المثل '' على عينك يا تاجر '' وفي الغالب يتم تجميع هذه الفلوس لتصبح دراهم و''العداد شغال'' في الازدحام على الجمعيات ومحال السوبر ماركت والهيبر ماركت التي تعمل على مدار الساعة· ويترك باقي الدرهم للمحاسبين في تلك المحال أو أنه يتم ''جبره للتجار،أو للمحاسبين'' ،العملية لا شك فيها تعمد مقصود وأمر الزبون في آخر الاهتمامات لانه لن يستطيع التوقف عن الأكل والشرب· آلاف الفواتير '' الاتحاد '' رصدت خلال ساعتين أمام إحدى الجمعيات مئات الفواتير كان يتخلص منها الزبائن في سلال المهملات لدى خروجهم مباشرة من الجمعية ولوحظ أن جميع هذه الفواتير تحتوي على أرقام وكسور لا يمكن جبرها وإعادتها إلى الزبائن، وقال ناصر محمد خلال تسوقه من إحدى المحال لبيع المواد الاستهلاكية إنه، دائما تكون الفاتورة بقيمة يوجد بها كسور لا يمكن تداولها، معتقدا أن ذلك تعمدا واضحا حتى يستفيدوا من الكمية المتبقية من تلك الكسور، وهذه تجارة غير شريفة على حد قوله· وأشار ناصر إلى أنه راقب العملية الحسابية في أحد المحال من خلال وقوفه في طابور طويل من المتسوقين، وكانت الفاتورة الأولى 550 درهما و60 فلسا ، ولم يرجع المحاسب المتبقي من الفلوس الأخيرة للزبون وهي بقيمة 40 فلسا أما ثاني الزبائن فكانت فاتورته بقيمة 275 درهما و80 فلسا ، فدفع الزبون 276 للمحاسب ولم يتم إرجاع الـ20 فلسا له ، وحتى أن كان المحاسب يود إرجاعها للزبون فكيف سيتم تسديد عشرين فلسا· لا تقدم ولا تؤخر من جانبها قالت أمل عباس ''متسوقة'' إن معظم الزبائن لا يهتمون بالفلوس لأنها لا تقدم ولا تؤخر، معتقدة أن المستفيد منها المحاسب والتاجر صاحب العلاقة فقط، وقالت أمل عباس إنها لا تترك الفلوس، وتنتظر المحاسب حتى يقوم بتدبير الفكة، وذلك حتى يتعلم المحاسب أنه ينبغي ضمان إرجاع حقوق الناس إلى أصحابها، ودعت أمل جميع المتسوقين بأن لا يتركوا الفلوس للتجار حتى لو لم يستفيدوا منها، وأن يضعوها في صناديق الجمعيات الخيرية حتى يستفيد منها المحتاج الفعلي لها· دهاء وخبث من جهته قال رأفت جمال متسوق في أحد المحال لبيع المواد الاستهلاكية إنه يترك الفلوس دائما على طاولة المحاسب، مشيرا إلى أن تلك الكسور والخردة الغير مرجعة إلى الزبون لأنها رقم غير صحيح تشير إلى دهاء التاجر وفساد تجارته بحيث يجعل انتهاء الفواتير بأرقام فيها كسور وأرقام غير صحيحة لا يستطيع الزبون الاستفادة منها بحيث أنه لا يمتلك المحاسب فلوسا لإرجاعها للزبائن· أضاف راشد سيف على ما قاله الزبائن السابقون بأن الفلوس المتبقية في خزينة السوبر ماركت، هي مبالغ أخذها التاجر من دون وجه حق، وينبغي عليهم تخصيصها إلى المجتمع مشددا على ضرورة إنفاقها على المجتمع وإعادتها له بطريقة يستفيد منها الجميع، وأشار إلى أن بعض التجار يقوم ببيع بعض الأشياء بالإجبار، حينما يتبقى في ذمته لك بعض الفلوس والفكة ويعطي الزبون علكة أو بعض أنواع الحلويات للأطفال وغيرها من الأمور التي قد لا تخطر على بالك أوأنك لا تود شرائها· وتساءل راشد هل عملية البيع هذه حلال؟ محمد راشد يرى أن بعض محال المواد الاستهلاكية تتعمد في جعل الفواتير بكسر لا يستطيع الزبون أن يستلمه، ويتنازل عنه بكل سهولة لأنه لا يريد انتظار المحاسب، وهذه الخردة لا يستطيع صاحبها أن يشتري بها أي شيء حتى عود الثقاب· ويضيف أن عملية النصب تلك التي يقوم بها بعض التجار تدخل عليهم أموالا طائلة، لابد من أن يخصصوها للمجتمع ، أو أنه يتم تصحيح الرقم في حال انتهاء الفاتورة بكسر، بحيث أنه إذا كان الرقم 130 درهما و80 فلسا ، تقريبه ليكون 131 درهما · وإذا كان الرقم 130 درهما و40 فلسا تكون الفاتورة 130 درهما فقط · وذلك من خلال قرار تصدره الجهات المعنية بالاقتصاد ممثلة بوزارة الاقتصاد· نسبة وتناسب مدير فرع إحدى الجمعيات في سوق الميناء أكد على أن عملية الكسور في الحساب شيء طبيعي وغير متعمد وتسعير البضائع يخضع لنسبة وتناسب ، حسب ما يتم تقديرها من المشتريات·لافتا إلى أن أرباح تلك المحال تعتمد على تلك الفلوس، موضحا أنه أذا كانت السلعة مثلا تقدر بدرهم و25 فلسا هناك هامش ربح لا تقدر المحال تجاوزه أي أنه لا تستطيع أن تجعل السلعة بدرهمين ولكن تكون أضافة إلى الدرهم و25 فلسا 30 أو 40 فلسا على حسب تقديرات هامش الربح المحددة من قبل الجهات المختصة، وقال إن الربح عادة يكون متواضعا وزيادة الأسعار هي تضاف إلى سعر التكلفة ليس في الربح · وأشار نعاسة إلى أن جميع المحاسبين في الجمعية التي يعمل بها، توضع لهم ''فلوس حمراء'' وهي تلك التي تكون أقل من 25 فلسا حتى نتمكن من إعادة المبلغ المتبقي للزبون بالفلس، ولا يبقى له أي شيء، مشددا على أن المحاسبين الذين يعتمدون عدم أرجاع الفلوس للزبائن ويتم ضبطهم في تلك العملية، يكون عقابهم انهاء الخدمة حتى يأخذ صاحب الحق حقه · ودعا نعاســة جميع المتســوقين إلى الاهتمام بمـــــوضوع الفلوس الحمراء لفتا إلى أنها تصدر من مصـــــرف الإمــــارات المركزي وهي معتمدة كعملة صحيحة فلماذا تعطيلها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©