الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبي·· أين أنت ؟!

16 ابريل 2007 02:13
الأب ليس مجرد شخص مسؤول عن توفير الحاجات المادية للأسرة، بل دوره الرئيسي والأهم هو الدور النفسي والروحي في تكوين شخصية الأبناء· لأن وجود الأب داخل أسرته له إيجابيات كثيرة ومنها تماسك الأسرة واستمرارها، كما أن الطفل في مرحلته الأولى من تكوين شخصيته يعتمد على التقليد، فهو يقلد الكبار لا سيما الأب، بحيث يقوم الطفل بتقليد والده في حركاته وأقواله وأفعاله وهو النموذج الذي يقتدى به، وليس من باب الصدفة أن الأب سمي رب الأسرة، بل هو ركن أساسي لا غنى عنه في كل أسرة، لأنه يلعب دورا أساسيا في تكوين سلوك الطفل أكثر من الدور الذي يمكن أن تلعبه النصائح والإرشادات التي يسمعها من والديه أو من معلميه، أو أي شخص سواء كان الأم أو الأخ أو أحد الأقارب، فحتى الأم مهما كانت قوة شخصيتها لا يمكن أن تكون أماً وأباً في آن واحد· كما أن الطفل يدرك القانون والواجب من خلال تدخل الأب في سلوك الطفل، فبالتالي يستطيع التكيف في المجتمع الذي يفرض على الفرد الالتزام بالقواعد والأعراف التي من دونها يتحول سلوك الفرد إلى انحراف يدينه المجتمع ويعاقبه عليه، فالأب هو مصدر الأمن والحماية· أما غياب الأب فيسبب تعريض الأبناء الى الخوف والقلق وعدم التركيز والنسيان والميل للعزلة أو تغير مفاجئ في السلوك لم يكن معروفاً قبل غياب الأب قد يستمر تأثير غيابه الى ما بعد الطفولة، فالابن عندما يكبر يصعب عليه أن يقوم بدور الأب أحسن قيام لأنه حرم في طفولته من الأب· هناك كثير من الحالات التي توجد في مجتمعنا حيث يعيش الأبناء مع أمهم بعيدين عن سلطة الأب في حالات الطلاق أو هجر رب الأسرة لأسرته، وهنا تلجأ الأم أو المطلقة الى تشويه صورة الأب ''المطلق أو المهاجر'' حتى تنفس عن حالة الإحباط التي تعيش فيها وتحاول تحريض الابن ضد والده للانتقام من الأب وتنسى أن هذا يسيء لابنها بالدرجة الأولى الذي سيكون أباً في المستقبل، كذلك البنت التي سوف تكون أماً في المستقبل وترتبط بعلاقة زواج مع رجل ما· فيجب على الأم أو المطلقة ألا ترتكب هذا الخطأ الفادح في حق أبنائها بل عليها أن تشجع أبناءها على أن يظلوا على صلة بوالدهم لأن الأب يرمز الى الأمن والعطف والحماية وأن تكون صورته إيجابية في عقولهم· الاخصائية عفراء خلفان الهاملي مركز الدعم الاجتماعي - الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©