الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزهور الشتوية تمنح الحدائق المنزلية الأناقة والجاذبية

الزهور الشتوية تمنح الحدائق المنزلية الأناقة والجاذبية
13 نوفمبر 2012
رغم قسوة ظروف البيئة المحلية خلال فترة الصيف، إلا أنها تختلف خلال فصلي الشتاء والربيع وتكون ملائمة لنمو الكثير من الأزهار، لذا يتبين ضرورة الاعتناء بالازهار والتنافس في زراعتها خلال هذه الفترة، حيث تنتعش الحدائق بثوب مزدان بتشكيلات من الأزهار التي تعطي رونقا وجاذبية لافتة خلال فصل الشتاء حيث الأجواء المعتدلة التي تتمتع بها الظروف المحلية، فنجد العديد من المشاتل حرصت على تجهيز مختلف أنواع الزهور المناسبة خلال هذه الفترة، وتنسيقها، وتوزيعها في ثنايا الحديقة وأركانها المختلفة مع توفر الأحواض الملائمة لها والتي تأتي بأنواع وأشكال مختلفة، ما يسهل توزيعها. خولة علي (دبي) - يسعى أصحاب الحدائق المنزلية إلى تجديد حدائقهم، وإزالة النباتات التي لم تستطع مقاومة وطأة الحرارة القاسية خلال فترة أشهر الصيف الطويلة، واستبدالها بأخرى أكثر رونقا واخضرارا. وهنا يطلعنا المنسق الزراعي عماد الكردي من جاردن سنتر، على انتقاء الزهور الملائمة لفترة الشتاء، وكيف يمكن الاعتناء بها وتنسيقها وتوزيعها في ثنايا الحديقة، قائلاً: عندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض تخترق بذور شتلات الزهور التربة، لتنمو شيئا فشيئا وتكشف عن بهائها وجاذبيتها، بتفتح وريقات زهورها بألوان وتشكيلات مختلفة، تأنس النفس بها، وتبتهج. وهناك العديد من النباتات العشبية المزهرة، التي تطلق عليها، النباتات الحولية، حيث تتم دورة حياتها من نمو خضري وتزهير وتكوين ثمار وبذور في فترة أقل من عام، وتعد هذه النباتات ذات أهمية خاصة نظرا لكونها تشمل أنواعا عديدة تزهر في موسمين مختلفين شتوية وصيفية، فالزهور تظل متواجدة طول العام، ونجدها في الشوارع والميادين وأيضا في الحدائق العامة والخاصة، حيث يتجدد بها المكان. أزهار شتوية وربيعية ويتابع الكردي قائلاً: بخلاف تواجد هذه الزهور طوال العام، فهي تتميز بسهولة تكاثرها بالبذور وقلة تكلفتها، واختلاف أطوالها، وتعدد أشكال نموها الخضري فمنها قائمة محدودة أو متفرعة أو زاحفة، بالإضافة إلى اختلاف مواسم وغزارة تزهيرها، فتظهر كأنها باقة موزعة في الحديقة، وأيضا نجد التباين في احتياجاتها البيئية فمنها ما يتطلب إضاءة عالية وارتفاعا في درجات الحرارة، ومنها ما تنمو في الظل وتتحمل البرودة، كل تلك المميزات تجعلها عنصرا هاما لا يمكن أن تخلو منها الحديقة على اختلاف أنواعها. وحول تقنية زراعتها يوضح الكردي، أن معظم الأزهار الشتوية والربيعية تتكاثر بالبذور حيث تزرع في مواعيد محددة، مع انخفاض درجات الحرارة، ويتم نثر البذور وزراعتها في الأرض المستديمة، أو في الأحواض والأواني الخاصة، وعادة ما يتم وضع البذور في الأرض مباشرة، بعد انتقاء المكان الملائم لها في مكان بارز في الحديقة، وفي المداخل الرئيسية بها، وعلى جانبي الممرات، ويفضل أن تكون تحت أشعة الشمس المباشرة، وبعيدة عن الظلال، فالزهور بطبيعتها تألف ضوء الشمس، وتزداد نموا وازدهارا بأشعة الشمس التي عادة ما تكون خلال فصل الشتاء دافئة غير حارقة. زراعتها في أحواض ويضيف الكردي: بعد أن يتم اختيار الموقع المثالي بالحديقة، تبدأ تقنية زراعة البذور، حيث يتم حرث الأرض جيدا وتسميدها بالسماد البلدي وتروى عدة مرات لأيام ثم تقلب وتحرك التربة للقضاء على الأعشاب الضارة، ثم تُنعم التربة وتزرع بها البذور على عمق يتراوح بين 1 و2 سم في سطور، ثم ترش التربة بالماء كلما احتاجت لذلك ويمكن أن تغطى هذه المنطقة بشبك خاص وذلك لوقايتها من أشعة الشمس والطيور، وعادة ما تبدأ عملية الإنبات من 2 إلى 15 يوما وذلك يعود إلى نوعية كل زهرة. هذا في حال أردنا زراعة البذور في الأرض المباشرة، أما في حال رغبنا في زراعتها في الأحواض والأواني، فيتم تنظيف الحوض جيدا، ثم يملأ بالتربة المخصصة لزراعة الزهور، وهي تربة زراعية خفيفة يطلق عليها «البيت موس»، بحيث تروى جيدا بالماء ثم تترك ليوم كامل، ثم توضع فيها البذور بحيث تخلط بقليل من الرمل الناعم ثم تغطى بطبقة رقيقة من التربة وترش رشة خفيفة بالماء، وتترك في مكان نصف ظليل، وعندما تبدأ الشتلة في الظهور ونرى أوراقها يمكن إخراجها وزراعتها في أحواض أكبر وأوسع، حتى تأخذ راحتها في النمو. أنيقة وجذابة ويلفت الكردي قائلا: قد يسأل البعض كيف يمكن أن نساعد شتلات الزهور على زيادة كثافتها وغزارة أزهارها؟.. وهنا ننوه بضرورة أن تسمد الزهور وبشكل دوري حتى تستطيع أن تستمد منه قوتها، وضرورة الري المنتظم في الأيام الأولى للنمو، مع التبكير في زراعة الازهار الشتوية والربيعية قبل حلول الشتاء في ظل انخفاض الحرارة، حتى تتمكن النباتات من تكوين مجموع جذري خضري قوي. كما يمكن إنتاج الزهور من خلال قطع أطراف الافرع، لتزداد الأفرع كثافة ببتلات الزهور والأوراق. وهناك بعض أنواع النباتات المزهرة التي يمكن زراعتها في البيئة المحلية خلال فصل الشتاء والربيع حيث نجد زهور البتونيا الجميلة، وهي كثيرة التفرع وأوراقها بسيطة وقلبية الشكل، لها عنق طويل الازهار، متعددة الألوان منها الأبيض والازرق والأحمر والبنفسجي والوردي، ويمكن أن نشكل بها باقة أنيقة وجذابة بحيث توضع في سلال وتعلق في الحديقة في محطات الجلوس وفي الممرات المؤدية إلى محطة الخدمات، أو يمكن أن توضع على جدران المداخل والأمر متروك لذوق صاحب المنزل في توزيع الازهار. زهرة «فم السمكة» ويضيف الكردي: أما زهرة «فم السمكة» فهي أيضا تنتعش خلال هذه الفترة من السنة، فمنها الأبيض والأحمر والأصفر والأزرق الداكن، والبنفسجي، والبرتقالي، وعادة ما تكون أوراقها بسيطة رميحية الشكل، وتمنح الحديقة فخامة وقوة بألوانها الداكنة، فهي من النباتات الجميلة والجذابة، وعادة ما تزهر في فصل الربيع، لذا يجب زراعتها خلال الشتاء. وكذلك الزينيا، التي تتحفنا بألوانها وبجمالها وتشكيلاتها المتنوعة، ويمكن زراعة صنف وشكل واحد منها، أو عمل باقة متنوعة. وهناك زهرة المنثور وهي سنبلية الشكل، غزيرة التفرع وأزهارها مفردة أو مزدوجة، ذات ألوان متعددة، مثل الأبيض والأحمر والأزرق والبنفسجي، وهي ذات رائحة عطرية. وهناك أيضا بعض النباتات المتسلقة المزهرة كالفربينا التي تميل أزهارها للزرقة، وتتميز بكثافة أوراقها وأزهارها، ويمكن أن تتسلق على حاجز أو عمود أو تزحف في منطقة تحت أشعة الشمس المباشرة، وهي بديعة المنظر ما أن حطت وتواجدت في الحديقة. ويوضح الكردي قائلاً: لا يمكن أن نغفل ملك الأزهار وهو الورد، الذي يتم جلبه من أماكن متعددة، فمنه وردة الجاردينيا، والورد المحمدي وأنواع أخرى عديدة، وهذه الورود التي تأنس في أجواء الشتاء المعتدل، تتمتع بها بيوتنا المحلية، ويعتبر طول الموسم من العوامل التي تؤثر على اختيار الورد المناسب للزراعة، ففي المناطق التي يكون فيها الموسم قصيرا نجد موسم التزهير قصيراً، وفي هذه الحالة يفضل اختيار الأنواع التي تزهر مرة واحدة في العام، فمن المفروض أن يكون الفرد على دراية بأن الورود الداكنة حساسة جدا وسريعة التأثير بالحرارة الشديدة، أكثر من الورود الفاتحة اللون، ففي المناطق التي تزيد فها درجة الحرارة عن 35 م، نجد الوردة الحمراء والقرنفلية تواجه صعوبة في التأقلم بخلاف الألوان الفاتحة منها كالأبيض والوردي والأصفر، فهي تتأقلم مع طبيعة هذه الأجواء. تخطيط لزراعة الورود يقول المنسق الزراعي عماد الكردي: تحتاج الورود إلى أشعة الشمس كي تزهر فلابد أن تتعرض لضوء الشمس خلال فترة النهار خصوصا في الشتاء، وفي حال كانت الشمس قوية، يفضل أن تكون في مكان شبه ظليل، وعند التخطيط لتحديد أماكن زراعة الورود، يراعى أن تكون في مكان واضح ويمكن مشاهدتها بسهولة ليتمتع المرء بجمالها الآخاذ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©