الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دبي السينمائي» عالمي ونجومه لا يتقاضون أجراً لحضورهم

«دبي السينمائي» عالمي ونجومه لا يتقاضون أجراً لحضورهم
13 نوفمبر 2012
في ثوب يتجدد كل دورة عن سابقتها بدأ العد التنازلي لانطلاق فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته التاسعة من 9 إلى 16 ديسمبر المقبل، حيث إن الدورة المقبلة تتضمن 400 فيلم وأفكاراً جديدة. وأشار عبد الحميد جمعة رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي إلى مشاركة أعمال لم يتم إنتاجها وتبحث عن تمويل، موضحاً أن إدارة المهرجان حرصت خلال مسيرتها على التعريف بالأفلام خارج جغرافيا سينما الوطن العربي. ولفت جمعة إلى أن مهرجان دبي السينمائي، له مكانة مميزة على خريطة السينما العالمية تحت شعار «التقاء الثقافات والعقول»، لذا يحظى بتقدير دولي، يزيد من حضور نجوم الفن السابع من دون حصولهم على مبالغ مالية كما يتردد. واقترح إنشاء صندوق لدعم الفيلم الإماراتي بين الجهات الحكومية والخاصة، مشيداً بإصرار الشباب على إنتاج أعمالهم، تحت أي ظرف، رغم المعاناة من قلة الدعم. صخر إدريس(دبي) - حول المكتسبات التي حققها المهرجان خلال السنوات الماضية، قال عبد الحميد جمعة رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي إن أبرز المكتسبات هي دفع وتعزيز صناعة السينما في المنطقة، وإن الحفاظ على موقع الريادة لهذا الصرح الثقافي يحتاج الى الكثير من العمل كي يثبت موقعه ضمن حوالي 3500 مهرجان بعضها يأتي وبعضها يذوي، علماً أن بعض هذه المهرجانات انطلق منذ الستينيات. لم يتلقوا أموالاً وحول ما يتردد عن تلقي نجوم المهرجان بعض المبالغ النقدية مقابل حضورهم، جدد عبد الحميد جمعة رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي تأكيده على عدم تقديم أية مبالغ نقدية للنجوم بقوله: ابداً لا نقدم للنجوم وصناع السينما أي مبالغ مالية. ونحن ننفي هذه الإشاعات، وقلنا ذلك منذ الدورة الأولى، فالمهرجان الجيد يستقطب الجميع، لذلك فإن المخرج أو المنتج كل منهم يأتي مع فيلمه الذي يعتبره الأفضل وهذا يسهم في إنجاح المهرجان. ومن جهة أخرى فإن حضور النجم يكون للتكريم، ونحن نكرم النجوم الذين يستحقون ذلك فقط، ويشترط أنهم يمتلكون رصيداً من الخبرة والشهرة، فهناك الكثير من المشاهير، لكن أعمارهم صغيرة وليس لديهم خبرة تذكر، ولذلك نركز على خبرة النجوم لأنهم يقدمون ورش عمل أيضاً، أي أن هناك سبباً لوجوده. ويضيف جمعة: توفقت إدارة المهرجان جداً في شعار «التقاء الثقافات والعقول»، واعتقد أن هذا الشعار استقطب الكثير من النجوم والعقلاء، وهناك الكثير من الأسماء التي حضرت، ودعونا العديد من الأسماء الكبيرة مثل مورجان فريمان وأورلاندو بلوم وسارا ميشيل غالر، وغيرهم. وفي سؤال فيما إذا كان هناك أية خطة لتطوير ورش العمل وإنشاء أكاديمية خاصة بمهرجان دبي السينمائي، يشير جمعة إلى أن ذلك خارج نطــاق المهرجان وأنه يتخوف من خروج المهرجان من دوره كمنصة عرض، لذلك يحاول دائماً ان يعيد المهرجان إلى مساره الصحيح. نحو التميز وحرصاً على التميز الذي رافق اسم دبي في تنظيم فعالياتها، أوضح عبد الحميد جمعة أن إدارة المهرجان حرصت على شيئين مهمين، أولهما العمل على تثبيت مكانة يصنفها صناع السينما في أجندة المهرجانات العالمية ويجب أن يُزار، والثاني وهو الأصعب ، فحتى يبقى على هذه الأجندة، يجب أن يفعل شيئاً مميزاً عن الآخرين، لذلك تعمل إدارته ليكون المهرجان المنصة الأهم لعرض واقتناء الفيلم العربي، وكان ذلك من أهم أهدافها، ونجحت أن يكون مقصداً يأتي إليه المهتمون من أي دولة في العالم، ليشهدوا أهم الانتاجات العربية في هذا المجال. قصة نجاح وفي سؤال عن مدى النجاح الذي لاقاه المهرجان ليكون منصة للفيلم العربي، يؤكد جمعة الوصول إلى الهدف المنشود، ويرجع ذلك إلى أمور عدة، منها توقيت العرض في ديسمبر من كل عام، بعد المهرجانات العربية، المعتاد أن تبدأ في سوريا ومصر والدوحة مروراً بقرطاج، ثم مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي شهد نجاحاً كبيراً في دورته الأخيرة، ومن ثم تحط رحالها في دبي، وبذلك لايمكن تجاهل أن انطلاق الفعاليات نهاية كل عام، قد يكون سلاحاً ذا حدين، فإما أن تفيد أو أن ذلك قد يضر، لأن احتمال عرض الأفلام الجيدة في المهرجانات السابقة وارد جداً، في حين تكون الفائدة أحياناً أن بعض صناع السينما يتعمدون تأخير إنتاجهم السينمائي، كي يتم عرضه في مهرجان دبي، مشيراً إلى أن إدارة المهرجان استطاعت الحصول على خيار ثالث، هو أن المنتج العربي أو المخرج العربي، أصبح ينتظر كي يشارك به في مهرجان دبي. وعن النجاح يستحضر جمعة الصعوبات التي واجهتهم في أوائل انطلاقتهم، ويعزي نسبة كبيرة من هذا النجاح الذي حصده مهرجان دبي السينمائي الدولي، إلى المجهود الذي قدمه مسعود أمر الله علي المدير الفني للمهرجان وفريقه خاصة في النسخة الاولى عام 2004، حيث يقول: اعتمدت المشاركات في الدورة الأولى على العلاقات الشخصية، التي كانت من أهم ميزات اختيار، أشخاص لهم حضورهم وسمعتهم في المجال، حيث إن الطابع العالمي لإمارة دبي أسهم بشكل كبير في إنجاح المهرجان، ووضح أن الأفلام التي يتم عرضها خلاله، ستنجح في الانطلاق نحو العالمية. ويدلل على كلامه: فيلم «الجنة الآن» الذي افتتحت به درة مهرجان دبي السينمائي عام 2005، وصل إلى أميركا ثم واصل انتشاره إلى باقي المهرجانات العالمية، بالرغم من حساسية موضوع الفيلم، مشيراً إلى أن هذا الانتشار الذي يحققه عرض الفيلم، يعتبر من الأسباب، التي تدفع المنتج أو المخرج إلى انتظار عرض منتجه في مهرجان دبي السينمائي. تعدد المهرجانات وشهدت المنطقة في الآونة الاخيرة تعددا في المهرجانات السينمائية، وفيما إذا كان سيؤثر ذلك على مهرجان دبي السينمائي، أو سيوقعه في نمطية التكرار، كان جواب جمعة واضحاً: لكل مهرجان هدف وغاية يعمل عليها، وقد تتشابه الأهداف فيما بين المهرجانات، لأنها في معظمها تقدم الرسالة ذاتها، وأهمها إبراز المواهب، في كل دورة نحاول دعم مواهب شابة وطموحة، ونقدم مخرجا جديدا أو منتجا جديدا لم يسمع عنه أحد من قبل. وعن صعوبة ذلك يضيف: الجديد قد يصدف ألا يكون بارزاً لأن الإعلام بحكم عمله يجري أحياناً وراء الخبر، وبالتالي يركز اهتمامه على النجوم في المهرجان لا على الأسماء الجديدة، وقد لا تكون هذه الأسماء ضمن اهتمامات القراء أو المشاهدين، لذلك نحاول إرضاء جميع الأذواق بإحضار النجوم لإشباع الإعلام في بحثه عن التميز، ولا نغفل التركيز على الأسماء والمواهب الجديدة. وعن الأفلام المهمة التي تشارك في كل دورة بالمهرجان، والتي يعتبرها أحد أهم المفاجآت، يقول، في جعبتنا الكثير من الأفلام في وقت اعتقدنا فيه، أنها ذهبت إلى مهرجانات أخرى، لكن لدينا أفلاما لم يتم اكتشافها أو عرضها بعد، ومن مخرجين كبار أو من قبل مخرجين شباب لم يسمع عنهم أحد من قبل، ونقوم حالياً باستقطاب بعض الأفلام من خارج العالم العربي. ورداً على سؤال، إذا كانت هناك مشاركات لأفلام عن الأحداث والمتغيرات في المنطقة العربية، أشار إلى أن المهرجان منصة عرض، وليس له علاقة برأي المنتج أو المخرج، لكن الوضع العربي لايغيب عن أي شخص وهناك مشاركات عديدة تتكلم عن الوضع العربي والمتغيرات في المنطقة العربية. مهرجانات دولية وعن مشاركة مهرجان دبي السينمائي في العديد من المهرجانات والاستفادة منها، يقول جمعة: همنا الوحيد في المشاركات، هو تشجيع المواهب الشابة والطموحة، وإيصال الفيلم العربي إلى أكبر عدد من المشاهدين، وقد لا يستطع الناس السفر إلينا لحضور دورات مهرجان دبي السينمائي الدولي، لذلك نسافر نحن إليهم ونشارك بالأفلام العربية، التي في جعبتنا في تلك المهرجانات الدولية. وبالأرقام يكمل جمعة: هذه السنة شاركنا بـ 19 فيلماً في مهرجان لنكولن سنتر بنيويورك، ويعتبر هذا المهرجان أحد المقاصد الثقافية الكبرى. كما تواجدنا بمهرجان مالمو في السويد، وشاركنا بـ 23 فيلماً خليجياً، بالإضافة إلى مشاركاتنا في باريس ولندن وسان سيباستيان وفينيسيا، لقد أخذنا سوق دبي إلى فينيسيا، وكل ذلك يعتبر تكملة لدورنا في التعريف بالفيلم العربي والإبحار به خارج الجغرافيا الحالية. مظلة واحدة ويتابع، يهدف سوق دبي السينمائي لجمع المحترفين في الحقل السينمائي من العالمين العربي والدولي تحت مظلة واحدة بهدف تيسير التعاون فيما بينهم، وتم توسيع نطاق سوق الأفلام، حيث ضم المهرجان العام الماضي 233 فيلماً، في حين سيكون لديه هذا العام حوالي 400 فيلم، كما أفسح المجال لأفلام من خارج المهرجان، وسيتميز هذا العام بمشاركة العروض الابتدائية الترويجية للأفلام، أو مايسمى بـ «trailers» وهي لأفلام لم يتم إنتاجها بعد، وتبحث عن تمويل، وهذه فكرة جديدة تم إدراجها هذا العام ومعظمها أجنبية. ويرفض جمعة فكرة إنتاج فيلم سينمائي من قبل المهرجان لأن مهمته كمهرجان تنحصر في العرض، وقد يساعد في التمويل، لكن لا يتكفل به، لأنه سيكون هناك تقاطع مصالح، في حين أن هدف المهرجان عرض الأفلام وليس إنتاجها، مؤكداً أهمية أن تكون هناك مؤسسات حكومية أو خاصة تتبنى عملية إنتاج الأفلام. إضاءة يتذكر عبد الحميد جمعة الفرق بين بدايات المهرجان والوضع الحالي ويقول: «لم يتم الترحيب بنا في عام 2003 عند ذهابنا إلى هوليوود للتعريف بالمهرجان وفي عام 2004 قوبلنا ببعض المجاملة، ولكن بعد حضور كلوني صاروا يجهزون لنا الأفلام، في حين تغيرت وجهة النظر بعد زيارة كروز». «كواليس» دعوات النجوم إلى المهرجان يورد جمعة بعض القصص الطريفة التي رافقت حضور بعض نجوم السينما العالمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي ، مثل مورجان فريمان، حيث يقول إن لحضوره قصة طريفة «أرسلنا له الدعوات، وقال لي فريمان إنه عندما استلم رسالة الدعوة من المهرجان، تردد بحكم انشغاله، لكنه اتصل بأحد أصدقائه وكان يعيش في دبي، وشجعه هذا الأخير على القدوم إلى الإمارة عندما أكد له بأنه لن يندم وسيضيع فرصة كبيرة. فما كان منه إلا أن حجز وقام بالمجيء فوراً وداوم على مجيئه لدورات عدة. أما عن أورلاندو بلوم بطل فلم «سيد الخوات» فيقول جمعة إنه أتى رغبة منه في استرجاع بعض الذكريات في دبي، لأنه زارها عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، وطلب منا أن نأخذه إلى شيكاجو بيتش التي قضى فيها أجمل أيام حياته على حد قوله، وعندما تلقى الدعوة أتى مسرعاً. أما سارا ميشيل غالر فقد كانت عيونها تدمع وهي تغادر مكان إقامتها في دبي وهي في طريقها إلى المطار، حزناً على انتهاء الفعالية وقدوم موعد مغادرتها. ويضيف جمعة: «هناك أسماء أخرى مهمة مثل جورج كلوني وريتشارد جير وهذه الأسماء لا تأتي بسبب النقود بل لسبب ما غير ذلك وهو بالتأكيد سمعة دبي ومهرجانها، مشيراً إلى أن حضور النجوم العالميين يزداد سنوياً، فقد بدأ من ثلاثة نجوم حضروا في الدورة الأولى إلى 63 نجماً حضروا في الدورة الماضية، ناهيك عن النجوم العرب. منح الشباب فرصة الاستفادة من الخبرات في سؤال عن الفرص التي قدمها المهرجان للسينما الإماراتية، علماً أن هناك شكاوى من قبل بعض المخرجين والمنتجين من عدم تقديم الدعم اللازم لهم، يرد جمعة على ذلك: قمنا بتمويل أعمال محلية وأنشانا مهرجاناً خاصاً بالأفلام الإماراتية والخليجية وهو مهرجان الخليج السينمائي ودورته المقبلة هي السادسة، وأعطينا الشباب الإماراتي فرصة للالتحام والتخاطب مع القائمين على السينما العالمية. كما أوجدنا مسابقة السيناريو للإماراتيين. وبدأنا العام الماضي بإنشاء جائزة المهر الإماراتي وهي أيضاً للإماراتيين، ولدينـا أمثلة كثير عن أفلام إماراتية نجحت وانتشرت مثل «سبيل، الفيلسوف، الأمل، دار الحي»، وكل هذه الأفلام وصلت للعالمية وخرجت من عباءة سوق مهرجان دبي السينمائي. وعن الشكاوى يضيف: من حق الشباب أن يشتكي حيث لايوجد هناك دعم كاف لأفلامهم، والسبب قد يكون الوقت أولاً ودخول الأزمة العالمية 2008 التي هددت مناطق كثيرة بالعالم. وهذا كان له أثر كبير، لكن الشباب الإماراتي لديه إصرار كبير، على إنتاج فيلمه تحت أي ظرف، وأتوقـع أن الوقت قد حان لإنشاء صندوق دعم الفيلم الإماراتي، بالمشــاركة بين الجهات الحكومية والخاصــة، خاصة بعد اكتساب خبرات كبيرة في آلية الإنتاج، وسنعيد طرح فكرة إنشاء الصندوق مع آلية«الصرف الذكي»، التي تتيح إنفاق ميزانية الإنتاج في المكان الصحيح. السينما العربية قفز مهرجان دبي السينمائي الدولي بخطوات واسعة نحو النجاح بالمقارنة مع عمره الزمني، وتثبت الأرقام هذا النجاح الذي حصده المهرجان حيث أسهم منذ تأسيسه عام 2004، في تشكيل منصة متكاملة لتشجيع أعمال صانعي الأفلام العرب، والمبدعين في القطاع السينمائي على المستوى العالمي، عبر دعم وتعزيز انتشار الحراك السينمائي في المنطقة، حيث لفت عبد الحميد جمعة في حديثه إلى كمية الأفلام التي تشارك في المهرجان، ومنها في العام الماضي 71 فيلماً عربياً،- وعلى حد قوله- لو نظرنا إلى الوراء 10 سنوات، سنجد أن إنتاجية العالم العربي كله لم تتعدالـ 60 فيلماً، في حين عرضنا 71 فيلماً في مهرجان عربي واحد، وهذا بحد ذاته إنجاز، أيضاً تجد أن هناك شباباً عنوانهم الطموح، خرجوا من مهرجان دبي السينمائي الدولي إلى العالمية وشاركوا بمهرجانات دولية وهذا بشهادتهم، مما أسهم في تقديم السينما العربية إلى العالمية. كما أشار جمعة إلى كمية المشاركات التي ازدادت في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى إدخال التقنية الحديثة وصناع السينما الصغار، وقيام مهرجانات أخرى، مما دعم السينما العربية، ذلك بالإضافة إلى أن زوار المهرجانات أسهموا أيضاً في انتشار السينما العربية، فقد حضر مهرجان دبي في دورته الأولى حوالي 13 ألف شخص، في حين حضر مهرجان 2011 حوالي 50 ألفاً. ويضيف جمعة: هذه ليست لعبة أرقام، لكنها صورة واضحة عن مدى التطور الذي نصل إليه، وفي عام 2013 ستنظم الدورة العاشرة للمهرجان وسيكون لنا تقييم كامل عن السينما العربية وستكون لنظرتنا قيمة أكبر لأنه وبشكل نسبي، تطور المهرجان بسرعة أكبر من العمر الزمني له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©