واشنطن- ''وكالات'': يتوقع أن تؤدي التوترات في البنك الدولي الناجمة عن فضيحة المحاباة المتورط بها رئيس البنك بول وولفوفيتز إلى تهديد المفاوضات الجارية حول زيادة مساعدة الدول الغنية لسكان الدول الأكثر فقرا في العالم·
وقالت وزيرة التنمية الألمانية هايدماري فيتزوريك-زول على هامش الجمعية العامة نصف السنوية إن ''مؤسسة مثل البنك الدولي تقوم على أساس سلطتها المعنوية ومصداقيتها''، مضيفة: ''نخشى أن يواجه البنك الدولي صعوبات للحصول على تمويلات جديدة''· وفي بيانهم الختامي اعتبر وزراء الدول الأعضاء الـ185 في البنك الدولي أن الجدل المحيط بقضية بول وولفوفيتز ''مثير للقلق الشديد''·
ويواجه وولفوفيتز انتقادات بعدما كشفت الصحافة الاميركية انه بعيد تعيينه في العام 2005 قام بمنح صديقته الموظفة في البنك الدولي زيادة راتب كبيرة·
وقالت الوزيرة الألمانية ''خلال كل المحادثات التي أجريتها، عبر الناس عن قلقهم إزاء سمعة البنك الدولي والوضع في داخل هذه المؤسسة''·
لكن وولفوفيتز أعاد رمي الكرة في ملعب الدول الاعضاء، وقال: ''من المهم جدا أن تفي الدول المانحة بالوعود التي قطعتها حول مواصلة المساعدة وإلغاء الديون''· وأضاف: ''ذلك سيتطلب جهودا اكبر لكي يتمكن الناس من القيام بما وعدوا به''· وذكر أن الدول الغنية قطعت تعهدات بزيادة مساعدتها لا سيما خلال قمة مجموعة الثماني في غلينيغلز في يونيو ·2005
وتابع ان ''الخطر هو الا تفي الدول المانحة بتعهداتها بزيادة مساعدة ومضاعفتها لافريقيا·· لقد أكدت خلال الاجتماع أنهم وعدوا بمضاعفة المساعدة لافريقيا ليس في العام 2010 وإنما بحلول العام ·''2010
وأكد وولفوفيتز انه يعتزم البقاء في منصبه رغم الجدل الجاري حاليا· وقال ''أعتقد انه بإمكاني مواصلة'' اداء مهمات البنك بمكافحة الفقر· وأضاف خلال مؤتمر صحافي في ختام الجمعية العامة نصف السنوية لهيئات البنك في واشنطن ''انني مصمم على مواصلة العمل'' الذي اطلق لمساعدة الدول الأفريقية منذ بضعة اشهر·
وبدأ البنك الدولي لتوه محادثات لتمويل التجمع الدولي للتنمية للفترة الممتدة بين 2008 و·2011 وتساهم 40 دولة من أعضاء البنك الدولي المصنفة في خانة الأغنياء بأموال للتجمع الدولي بمساعدات كل اربع سنوات· ويملك التجمع 33 مليار دولار للفترة بين 2005 و 2008 ويطمح الى زيادة المبلغ الذي يقدم حوالي 50% منه إلى أفريقيا·· وهي أول مفاوضات حول تمويله التي تنظم تحت مسؤولية بول وولفوفيتز، المسؤول الثاني سابقا في وزارة الدفاع الذي تولى رئاسة البنك الدولي في يونيو 2005 بعدما اقترحت تعيينه لهذا المنصب الإدارة الاميركية الحالية وفقاً للتقليد الذي يقضي بأن تقترح الولايات المتحدة المرشح لرئاسة البنك فيما تقترح الدول الأوروبية اسم المرشح لرئاسة صندوق النقد الدولي·
وبدون التدخل في الجدل الجاري حاليا حول بقاء ولفوفيتز في منصبه أم لا، أعلنت منظمة اوكسفام غير الحكومية انه ''من المهم اكثر من أي وقت مضى ان تقدم الدول المانحة جداول زمنية لتقديم المساعدات الموعودة''·
من جهتها قالت منظمة ''اكشن-ايد'' غير الحكومية: ''طالما ان البنك لم يتحمل مسؤولياته حول وضع مسؤوليه، فلن يكون له أي مصداقية''·
على صعيد متصل، قال البنك الدولي: إن الفقر في العالم يتراجع لكن على الدول الغنية أن تفي بوعودها التي قطعتها حول زيادة مساعداتها·
وأوضح ان نسبة سكان الارض الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم تراجعت خلال السنوات الأربع الأولى من القرن الحادي والعشرين الى 18,4% من عدد سكان العالم بحسب الإحصاءات الموضوعة في 2004 ويمثل هذا الرقم 985 مليون شخص في حين ان عدد سكان الارض الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم كان لا يزال 1,25 مليار في 1990 بحسب البنك الدولي·
أما عدد الذين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم فتراجع ايضا كما أعلن البنك دون تقديم اي مقارنة لكن 1,26 مليار نسمة كانوا لا يزالون يعيشون دون هذه العتبة في ·2004
عدد اليوم
