الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

التشبه بالجنس الآخر.. مخالفة للفطرة السليمة

التشبه بالجنس الآخر.. مخالفة للفطرة السليمة
5 ديسمبر 2014 00:51
أحمد مراد (القاهرة) استنكر علماء الدين، قيام بعض الشباب بإجراء عمليات تجميلية للتشبه بالمطربات والفنانات، ووصفوها بأنها عمليات مسخ يرفضها الدين الحنيف والفطرة السليمة، مؤكدين أن هؤلاء الشباب ليسوا إلا مخنثين باعوا رجولتهم بثمن بخس، وخسروا أنفسهم في الحياة الدنيا. وشدد العلماء على أنه لا يجوز للمرأة أن تتشبه بالرجال فيما اختصوا به، ولا يجوز للرجال أن يتشبهوا بالنساء فيما اختصصن به، ومن فعل شيئا من ذلك فقد عرض نفسه لِلعن، وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله. هوس وجنونووصف الدكتور حامد أبوطالب ــ العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية ــ قيام بعض الشباب بإجراء عمليات تجميل للتشبه بالفنانات والمطربات بأنه خزي في الآخرة وعار في الدنيا، مؤكدا أن هذا الأمر يأتي من قبيل الهوس والجنون المرفوض، والاختلال المتعمد للمعايير وللقيم والمبادئ الأخلاقية والدينية والاجتماعية. وأكد أن هؤلاء الشباب باعوا رجولتهم وخسروا أنفسهم في الحياة الدنيا، ولهم في الآخرة أشد العذاب، مشيرا إلى أن تشبه الرجال بالنساء في حد ذاته مخالفة للفطرة النقية، ويفتح الأبواب الفساد الأخلاقي، والانحلال، لذا كان لابد من رد فعل حاسم ضد هذه العمليات المشينة المرفوضة شرعاً. وقال: جاء الإسلام بشريعة تحرم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال، بل جاء التغليظ في النهي عن ذلك، حتى لعن النبي صلى الله عليه وسلم أولئك المخالفين للفطرة التي خلقهم الله تعالى عليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قَال: لعن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لِبسةَ المرأة والمرأَةَ تلبس لِبسة الرجل، وقالت عائشة رضي الله عنها: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرّجلةَ من النساء، والتحريم في اللباس والحركات والسكنات، والتصنع بالأعضاء والأصوات أولى بالذم والقبح. وأضاف: وإذا كان الدين الحنيف يحرم مجرد تشبه الرجال بالنساء في الملبس، فما بالنا بقيام هؤلاء الشباب بعمليات تجميل للتشبه بخلقة الفنانات والمطربات، فبالطبع الإثم يكون أكبر، والحرمة تكون أشد. تغيير خلق اللهوقال الدكتور عبدالفتاح إدريس ــ أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن قيام بعض الشباب بتغيير خلقة الله تعالى للتشبه بمطربات وفنانات، يؤكد أن هؤلاء فقدوا كل معاني الاحترام وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مسخا ممقوتا، ينظر إليه باشمئزاز واحتقار. وقال: لم أتخيل لحظة واحدة أن يأتي يوم وأسمع عن ذكور يسقطون رجولتهم بأيديهم، ويرتضون أن يكونوا من المخنثين، لا هم رجال، ولا هم نساء، ولا أدري ما هذا الإعجاب بالمطربات والفنانات الذي يدفع هؤلاء الشباب إلى أن يبيعوا أنفسهم للشيطان، ويجعلهم يغيرون خلقة الله التي خلقهم عليها، فبكل تأكيد هذا ضرب من الجنون والهوس، فلا يمكن لرجل عاقل أن يقدم على مثل هذه الفعلة النكراء التي ترفضها كافة الشرائع الدينية والقيم الاجتماعية والأخلاقية. وشدد على أن الإسلام يحرم هذه الفعلة النكراء، ويعتبرها جريمة، مؤكدا أن تشبه الرجال بالنساء أو تشبه النساء بالرجال كبيرة من كبائر الذنوب، إذ لا يرِد الوعيد الشديد واللعن الذي هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله إلا على كبيرة من كبائر الذنوب، وسواء كان التشبه باللباس بنوعيته أو هيئته أو كان التشبه بشيء مما اختص به الطرف الآخر فكل ذلك محـرم والأدلة على ذلك كثيرة. وأضاف: من مجموع الأحاديث الواردة في هذا الشأن، يتبين أنه لا يجوز للمرأة أن تتشبه بالرجل فيما اختص به، ولا يجوز للرجال أن يتشبهوا بالنساء فيما اختصصن به، وهذا التحريم عام في اللباس، والكلام، وجميع الأحوال، فالأمور ثلاثة أقسام، قسم مشترك بين الرجال والنساء من أصناف اللباس وغيره، فهذا جائز للنوعين لأن الأصل الإباحة ولا تشبه فيه، وقسم مختص بالرجال، فلا يحل للنساء، وقسم مختص بالنساء، فلا يحل للرجال. وقال: إذا أردنا أن نعرف ضرر التشبه فعلينا أن ننظر في هذا العصر إلى الاختلاط الساقط الذي ذهبت معه الغيرة الدينية، والمروءة الإنسانية، والأخلاق الحميدة، وحل محله ضد ذلك من كل خلق رذيل، ويجب على الجميع أن يعرفوا أن هناك اختلافا طبيعيا بين الرجل والمرأة يقتضى اختلاف الأحكام الشرعية، فأحكام الشريعة منها أحكام مشتركة، وأحكام مختصة بالرجال، وأحكام مختصة بالنساء، الصلاة للرجال والنساء، والصيام للرجال والنساء، والزكاة على الرجال والنساء، والحج الفريضة على الرجال والنساء، والجهاد للرجال، وتربية وإرضاع الأولاد للنساء، وشريعة الإسلام شريعة الحكمة تنزيل من حكيم حميد، لذا شرع الله لكل أحد ما يناسبه، فشرع للرجال أحكاما تخصهم، وللنساء أحكاما تخصهن والأحكام العامة، من حيث الجزاء «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون» وهذا قدر مشترك بين الجميع. مرضى نفسياًوأوضح الدكتور سيد صبحي ــ أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس ــ أن هؤلاء الشباب ليسوا أسوياء، وإنما مرضى، ومن غير المستبعد أن يكون لديهم اضطرابات عقلية، مؤكدا أن إقبال الشباب العربي على مثل هذه الأفعال المنكرة دليل على الفراغ الفكري والنفسي الذي يعانيه الكثير منهم، بالإضافة إلى فقدان المثل والقدوة الحسنة، حيث أصبح الشباب يجدون المثل والقدوة في المطربات والفنانات ولاعبي الكرة. ويرجع هذه الفعلة الشنعاء إلى ما تحمله نفوس هؤلاء الشباب من شذوذ فكري وأخلاقي دائما ما يأتي من التربية الفاسدة، ومن اختلال القيم والروابط الأسرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©