السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الكفر والصد عن سبيل الله أكبر من القتال في الشهر الحرام

5 ديسمبر 2014 00:45
القاهرة - أحمد محمد: بعث الرسول صلى الله عليه وسلم، عبدالله بن جحش في جمادى الآخرة، إلى المدينة ومعه ثمانية رهط من المهاجرين، سعد بن أبي وقاص وعكاشة بن محصن الأسدي وعتبة بن غزوان السلمي وأبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وسهيل بن بيضاء وعامر بن ربيعة وواقد بن عبدالله وخالد بن بكير، وكتب لأميرهم عبدالله بن جحش كتابا وقال له: «سر على اسم الله ولا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين فإذا نزلت فافتح الكتاب واقرأه على أصحابك ثم امض لما أمرتك ولا تستكرهن أحدا منهم على السير معك فسار عبدالله يومين ثم نزل وفتح الكتاب فإذا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فسر على بركة الله بمن معك من أصحابك حتى تنزل بطن نخلة «بين مكة والطائف» فترصد بها عير قريش لعلك تأتينا منها بخير فلما نظر في الكتاب قال سمعا وطاعة ثم قال لأصحابه إنه نهاني أن أستكره أحدا منكم فمن كان يريد الشهادة فلينطلق ومن كره فليرجع ثم مضى ومعه أصحابه لم يتخلف منهم أحد حتى كان بموضع من الحجاز يقال له «بحران» أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما فتخلفا في طلبه ومضى ببقية أصحابه حتى نزلوا بطن نخلة. فبينما هم كذلك إذ مرت عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة وفيهم عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان وعثمان بن عبدالله بن المغيرة وأخوه نوفل بن عبدالله المخزوميان فلما رأوا أصحاب النبي هابوهم فقال عبدالله بن جحش، إن القوم قد ذعروا منكم فاحلقوا رأس رجل منكم وليتعرض لهم فحلقوا رأس عكاشة ثم أشرفوا عليهم فقالوا قوم عمار لا بأس عليكم فأمنوهم وكان ذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة وكانوا يرون أنه من جمادى وهو من رجب، فتشاور القوم وقالوا لئن تركتموهم الليلة ليدخلن الحرم وليمتنعن منكم فأجمعوا أمرهم في مواقعة القوم فرمى واقد بن عبدالله السهمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله فكان أول قتيل من المشركين. تم أسر الحكم وعثمان فكانا أول أسيرين في الإسلام، واستاق المؤمنون العير والأسيرين حتى قدموا على الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقالت قريش قد استحل محمد الشهر الحرام فسفك فيه الدماء وأخذ الحرائب، وعير أهل مكة المسلمين وقالوا يا معشر الصباة استحللتم الشهر الحرام وقاتلتم فيه. بلغ ذلك الرسول فقال لابن جحش وأصحابه: «ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام» ووقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ شيئا من ذلك فعظم ذلك على أصحاب السرية وظنوا أنهم قد هلكوا وسقط في أيديهم وقالوا يا رسول الله إنا قد قتلنا ابن الحضرمي ثم أمسينا فنظرنا إلى هلال رجب فلا ندري أفي رجب أصبناه أم في جمادى؟ وأكثر الناس في ذلك فأنزل الله تعالى، يعير أهل مكة: «يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به.......»، «سورة البقرة، الآية 217». قال ابن كثير في معناها، إن ما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من القتل في الشهر الحرام، حين كفرتم بالله، وإخراج أهل المسجد الحرام منه، أكبر من القتل عند الله، وقال ابن عباس، ذلك أن المشركين صدوا الرسول، وردوه عن المسجد الحرام في شهر حرام، ففتح الله على نبيه في شهر حرام من العام المقبل، فعاب المشركون على الرسول القتال في شهر حرام، فقال الله: «وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر» من القتال فيه، أي وإن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر به، وعن المسجد الحرام، وإخراجكم منه وأنتم أهله أكبر عند الله من قتل من قتلتم منهم، «والفتنة أكبر من القتل»، فقد كانوا يفتنون المسلم في دينه، حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه فذلك أكبر عند الله من القتل. قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير، والمعنى أن القتال في الأشهر الحرم إثم كبير، والآية دليل على تحريم القتال فيها وتقرير لما لها من الحرمة، وهي زمن للحج وللعمرة، ولذلك أقرها الإسلام، والقتال الظلم محرم في كل وقت، والقتال لأجل الحق عبادة فنسخ تحريم القتال فيها لذلك وبقيت حرمة الأشهر بالنسبة لبقية الجرائم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©