بوتين: الغرب يختلق الذرائع لإضعاف روسيا

بازل، سويسرا (وكالات) قالت الولايات المتحدة أمس إنها لا تسعى إلى «مواجهة» مع روسيا في الأزمة الأوكرانية وذلك في الوقت الذي حمل فيه الرئيس فلاديمير بوتين بشدة على الغربيين الذين اتهمهم باختلاق ذرائع «لتقييد» روسيا. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بازل، في الوقت الذي كان فيه بوتين يتحدث إلى مسؤولين حكوميين ودينيين في الكرملين، «لا نهدف ولا نرغب في رؤية روسيا معزولة بسبب أفعالها». وأضاف كيري «إن الولايات المتحدة والبلدان التي تدعم سيادة أوكرانيا لا تسعى إلى المواجهة». وأضاف أمام المؤتمر السنوي للمنظمة «في الواقع نحن مقتنعون بأن روسيا يمكنها استعادة الثقة والعلاقات الجيدة وذلك ببساطة من خلال تهدئة الأجواء». وفي حين تتهم سلطات كييف متمردين مؤيدين لروسيا بانتهاك اتفاق جديد للهدنة، راوح بوتين في خطابه بين الانتقادات اللاذعة واللهجة المرنة. وقال «العقوبات بحق روسيا لم تكن مجرد رد فعل متوتر من أميركا وحلفائها.. حتى دون ذلك فقد كانوا سيختلقون أي شيء لكبح قدرات روسيا المتنامية». ولدى استعراضه حصيلة العام الذي شهد الأزمة، أكد بوتين أن «روسيا اثبتت قدرتها على الدفاع عن مواطنيها» في إشارة واضحة الى جمهورية القرم التي انضمت إلى الاتحاد الروسي ولكن خصوصا الى مناطق الشرق الأوكراني التي تشهد منذ إبريل معارك بين الجيش ومتمردين انفصاليين مدعومين من موسكو. بيد أن بوتين الذي تخوض بلاده منذ بداية الأزمة الأوكرانية صراع لي ذراع مع الغربيين، أوضح أن روسيا «لا تعتزم بأي حال قطع علاقاتها مع أوروبا وأميركا». لكنه انتقد مع ذلك واشنطن التي «تسعى للتأثير، سواء عبر الكواليس أو مباشرة، على علاقاتنا بجيراننا». وخلفت المعارك في أوكرانيا خلال أكثر من سبعة أشهر أكثر من 4300 قتيل. ولا يرى الرئيس الأميركي باراك اوباما إمكانية تغيير موقف الرئيس الروسي فلادمير بوتين طالما لم تؤد العقوبات الى تأثير حقيقي على روسيا. .. «القرم أرض مقدسة في روسيا» موسكو (أ ف ب) أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أمام غرفتي البرلمان الروسي أن شبه جزيرة القرم التي ضمتها بلاده «مقدسة» بالنسبة إلى الروس كما هو المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين و«جبل الهيكل» بالنسبة لليهود.وصرح بوتين بأن للقرم «أهمية ثقافية هائلة، مقدسة بالنسبة لروسيا، على ما هو المسجد الأقصى و«جبل الهيكل» في القدس بالنسبة للمسلمين واليهود». ويطلق اليهود اسم «جبل الهيكل» المزعوم على موقع المسجد الأقصى المبارك. وأضاف بوتين أنه في القرم، «في خيرسونيسوس القديمة (التي أصبحت سيباستوبول لاحقا) تعمد الأمير فلاديمير قبل ان يبدأ تعميد روسيا». وتابع «هناك تقع الجذور الروحية للوحدة التاريخية للأمة الروسية وللدولة الروسية المركزية». وأضاف «على هذه الأرض فهم أجدادنا أنهم شعب واحد، إلى الأبد». وختم الرئيس الروسي «هكذا سننظر الى القرم من الآن وصاعدا». والقرم التي أهداها الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشيف إلى أوكرانيا عام 1954 فيما كانت روسيا وأوكرانيا من ضمن الاتحاد السوفييتي، ضمتها روسيا في مارس بعد انطلاق تظاهرات موالية للغرب في كييف أطاحت بالرئيس الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش.