الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

5 قتلى و34 جريحاً بإطلاق نار على محتجين في صنعاء

5 قتلى و34 جريحاً بإطلاق نار على محتجين في صنعاء
25 نوفمبر 2011 10:09
قُتل خمسة مدنيين يمنيين وأُصيب 34 آخرون أمس الخميس، عندما فتح مسلحون مناصرون للنظام الحاكم نيران أسلحتهم على محتجين معارضين، وسط العاصمة صنعاء، وذلك غداة توقيع الرئيس علي عبدالله صالح وقادة المعارضة في البلاد على اتفاقية "المبادرة الخليجية"، التي من المفترض أن تنهي عشرة أشهر من الاضطرابات وأعمال العنف في اليمن. وقد دان الرئيس صالح قتل المتظاهرين "الأبرياء"، واصفاً الهجوم عليهم بـ"الجريمة"، وموجهاً وزارة الداخلية بـ"التحقيق الفوري والكامل" في ملابسات الحادثة و"إحالة" مرتكبيها "إلى العدالة من أي طرف كانوا". وقال محتجون، شاركوا في مسيرة ضخمة مناهضة للرئيس صالح ومنددة باتفاقية المبادرة الخليجية، إن مسلحين بلباس مدني هاجموا المسيرة أثناء مرورها في تقاطع شارعي الستين الشمالي والزبيري، الذي يقسم العاصمة اليمنية إلى نصفين، مشيرين إلى أن من وصفوهم بـ"البلاطجة" أطلقوا النار بكثافة صوب المتظاهرين. وقال بسام صريم (25 عاماً)، لـ"الاتحاد": "أطلق بلاطجة النار علينا أثناء مرورنا في جولة عصراً باتجاه شارع الزبيري"، مضيفاً: "سقط شهداء وعدد كبير من الجرحى". وأشار إلى أن إطلاق النار على التظاهرة جاء بسبب تعرض أنصار النظام الحاكم "للاستفزاز" من قبل بعض المتظاهرين "الذين قاموا بتمزيق صور صالح أمامهم". ولفت إلى أن متظاهرين رشقوا المسلحين بالحجارة رداً على تعرضهم لإطلاق نار. وأعلن مصدر طبي بالمستشفى الميداني لمخيم الاحتجاج بصنعاء، مقتل خمسة متظاهرين وإصابة ما لا يقل عن 34 آخرين بجروح في الهجوم على التظاهرة، التي شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين، للتنديد باتفاقية المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ أكثر من عشرة أشهر، على خلفية المطالب الشعبية بإنهاء حكم الرئيس صالح، المستمر منذ عام 1978. وبثت قناة تلفزيونية يمنية معارضة مشاهد حية من داخل المستشفى الميداني لخمس جثث ومصابين بطلقات نارية، وقالت إنهم سقطوا في التظاهرة التي كانت تطالب باعتقال الرئيس صالح ومحاكمته ورموز نظامه. وقال إبراهيم علي (22 عاماً) الذي أُصيب في ركبته: "فتح موالون للحكومة النار على التظاهرة من أسطح مبان ومن داخل متاجر ومن سيارة مارة". ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود أن قوات أمن ترتدي الزي الرسمي شاركت في الهجوم على المسيرة، الذي وقع بعد أقل من 24 ساعة على توقيع الرئيس صالح وقادة ائتلاف "اللقاء المشترك" المعارض وشركائه على المبادرة الخليجية، في العاصمة السعودية الرياض، في احتفالية خاصة رعاها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحضرها وزراء خارجية دول مجلس التعاون. وتمنح الاتفاقية، التي تنظم انتقالاً سلمياً للسلطة في اليمن عبر إجراء انتخابات رئاسية توافقية مبكرة وتشكيل حكومة "وفاق وطني"، الرئيس علي عبدالله صالح وكبار معاونيه "حصانة" من ملاحقتهم قضائياً بتهم مرتبطة بقتل مئات المدنيين منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في هذا البلد منتصف يناير. وتنص الاتفاقية على نقل صالح كامل صلاحياته إلى نائبه عبدربه منصور هادي لإدارة شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية الأولى، التي تستمر 90 يوماً، قبل أن يتم انتخابه بشكل توافقي رئيساً لليمن لمدة عامين، هي الفترة الزمنية المحددة للمرحلة الانتقالية الثانية. وذكر موقع إخباري تابع للحركة الاحتجاجية الشبابية المناهضة لصالح، عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن "شباب الثورة" حملوا نائب الرئيس عبدربه منصور هادي مسؤولية الهجوم على التظاهرة الشبابية، وطالبوه بـ"القتلة". وجاءت هذه المطالبة بعد أقل من ساعة على إدانة الرئيس صالح "أعمال العنف" ضد المتظاهرين، التي "راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى"، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية "سبأ". ووجه صالح وزارة الداخلية بـ"التحقيق الفوري والكامل وإحالة مرتكبي هذه الجريمة إلى العدالة من أي طرف كانوا"، معرباً عن أسفه لاستمرار من وصفها بـ"القوى والعناصر التي لا تريد الأمن والاستقرار والسلام" في العمل على "إشعال فتيل الحرب وإثارة الفوضى كلما لاحت بارقة أمل في تحقيق الأمن والسلام" في اليمن. وعبر الرئيس اليمني عن تطلعه لعدم تكرار أعمال العنف، وحث الأطراف كافة على "التحلي بضبط النفس"، معتبراً أن الذين يستهدفون "المواطنين الأبرياء" في صنعاء والمدن الأخرى "يريدون جر البلاد إلى العنف والفوضى والدمار". ودعا جميع الأطراف المتصارعة، خصوصاً الأحزاب السياسية، إلى العمل على "إيجاد المناخ الملائم" للخروج من الأزمة المتفاقمة التي وضعت اليمن على شفا حرب أهلية. وكانت مسيرات حاشدة خرجت، بالتزامن مع مسيرة صنعاء، في مدن أخرى، من بينها تعز والحديدة وإب، والبيضاء، جدد المشاركون فيها رفضهم منح الرئيس صالح الحصانة من الملاحقة القضائية، مشددين على ضرورة اعتقاله ومحاكمته. وأكد المتظاهرون في تلك المسيرات ضرورة "التصعيد الثوري" حتى يتم تسليم "القتلة" إلى القضاء. وقد دعت "اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية والشعبية"، في اليمن أنصارها في المدن كافة إلى "الاحتشاد" و"المشاركة الكبيرة" في تظاهرات اليوم في جمعة "ثورتنا مستمرة حتى تحقيق أهدافها". إلى ذلك، تجددت أمس الخميس، ولليوم الثاني على التولي، الاشتباكات المتقطعة بين القوات الحكومية الموالية لصالح وأنصار الزعيم القبلي النافذ صادق الأحمر، شمال العاصمة صنعاء. وأفاد شهود لـ"الاتحاد" بوقوع تبادل لإطلاق نار بين أتباع الشيخ الأحمر وجنود متمركزين في مبنى وزارة الداخلية، في منطقة الحصبة، المعقل الرئيس لزعيم قبيلة حاشد، الأقوى قبلياً في اليمن. وقالوا إن تبادلاً لإطلاق النار اندلع ظهر الخميس في شارعين متقاربين، في الحصبة، مؤكدين سقوط عدد من القذائف على مسجد يضم مستشفى ميداني لأتباع الأحمر وعمارة سكنية قريبة من المقر الرئيسي لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم، المدمر منذ المعارك السابقة بين الطرفين، والتي شهدتها العاصمة أواخر مايو الماضي. وأكدوا أن القصف أسفر عن تدمير صهريج مياه (شاحنة تنقل المياه للمنازل)، دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات بشرية. وقد سارع مواطنون إلى إغلاق محالهم التجارية الواقعة حول محيط منطقة الحصبة، فور سماعهم دوي إطلاق النار، خوفاً من تجدد المعارك بين القوات الحكومة ورجال القبائل، الذين يسيطرون على أغلب أجزاء منطقة الحصبة منذ أشهر عدة. وكانت وزارة الداخلية قد اتهمت أتباع الأحمر بـ"مهاجمة" مقار حكومية وأمنية في منطقة الحصبة، أمس الأول، بهدف "عرقلة المبادرة الخليجية" و"جر الوطن إلى مهاوي الحرب الأهلية المدمرة". وحمل مسؤول أمني بالوزارة صادق الأحمر وإخوانه "المسؤولية الكاملة عن النتائج التي ستترتب على اعتداءاتهم وأعمالهم التخريبية ومساعيهم لتفجير الموقف". كما اتهم المسؤول الأمني قوات "الفرقة الأولى مدرع" المنشقة، بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، بإطلاق قنابل صوتية على أحياء عدة بالعاصمة صنعاء، الأربعاء، بهدف "إثارة البلبلة وخلق حالة من الرعب في أوساط المواطنين"، حسب قوله.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©