الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أمطار الخير تروي مزارع «الشرقية»

أمطار الخير تروي مزارع «الشرقية»
22 نوفمبر 2013 00:40
فهد بوهندي، السيد حسن (الفجيرة) - أكد العميد محمد أحمد بن غانم القائد العام لشرطة الفجيرة ورئيس اللجنة المحلية لمواجهة الكوارث والأزمات في الفجيرة عدم وقوع أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات من جراء سقوط الأمطار، أمس في الإمارة، فيما استبشر المزارعون وأصحاب المزارع في الفجيرة ومدن المنطقة الشرقية بموسم زراعي وصفوه بـ”المبشر”، في ظل هطول كميات كبيرة من الأمطار، مؤكدين أن سقوط هذه الكميات الكبيرة من الأمطار في بداية الموسم الزراعي الشتوي، إنما هو بداية لموسم زراعي وفير، وذلك حسب خبرتهم في مهنة الزراعة التي تشتهر بها جبال الساحل الشرقي منذ القدم. وقالوا، إن أمطار الخير والرحمة انتشلت المزارع من الموت بسبب جفاف الآبار في الفترة الماضية، حيث ارتفع منسوب هذه الأبار وخصوصا السطحي منها، كما امتلأت أعين المياه الطبيعية بالمياه مثل”عين مسافي” ونبع المياه في منطقة الشيص التابعة لإمارة الشارقة والمعروفة باسم”القاوة”. من جهته، قال المواطن علي المحرزي صاحب أكبر مزارع في منطقة مسافي التابعة لإمارة الفجيرة، والمتخصص في مجال الزراعة منذ سنوات:” أتوجه بالشكر للجهات المختصة على اهتمامها واستعداداها لموسم الأمطار وإصدار التحذيرات للأهالي. وأضاف: “ مجاري الوديان أماكن خطرة يجب تجنبها من الجميع، كما أود أن أوضح أن هذه الحالة الجوية يعرفها أهالي المنطقة منذ القدم، وهي تسمى “الخوبة” وتكون فيها السحب متشابكة على مسافات كبيرة قد تغطي الدولة بأكملها، ويصاحبها أمطار غزيرة تحيي الأرض وتنبت الزرع وتروي الآبار السطحية والجوفية، كما ترفع مناسيب المياه الجوفية، ما يساعد المزارعين على الزراعة، واستخدام هذه المياه الجوفية على مدار العام. وأضاف: “شهدت منطقة مسافي هطول الأمطار سبع مرات منذ بدأ الموسم الزراعي الشتوي في شهر سبتمبر الماضي، علما أن الأمطار الأخيرة كانت الأغزر على مستوى الدولة، وقد وصل منسوب المياه في مسافي 73 ملم، ما ترك أثرا إيجابيا كبيراً على”عين مسافي” التي تعتبر المصدر الرئيسي والمغذي لجميع آبار مسافي وما حولها. كما تعتبر هذه الأمطار طوق النجاة بالنسبة للآبار السطحية، وهي المسؤولة بشكل كبير عن نجاح العملية الزراعية، حيث تنتج مزارع المنطقة الشرقية بشكل عام خلال الموسم الشتوي جميع أنواع المحاصيل الشتوية من خضراوات وفواكه وأوراق خضراء، وأنواع عديدة من الحمضيات والموالح. من جهته، قال المواطن محمد علاي صاحب مزرعة في منطقة شيص:”إنها أمطار خير بالرغم من التحذيرات منها، لأنه يتطلب من الجميع أن يكون على مستوى عال من الوعي والإدراك لخطورة التعرض المباشر للأمطار والوديان والجبال التي تكون فيها قوة المياه المنحدرة مرتفعة جدا”. وأضاف: أصحاب المزارع مع خبرتهم بالجبال والوديان، يتصرفون بحكمة، ولا يزورون مزارعهم وسط الجبال خلال ذروة الأمطار، وبرأيي أن الجبال والوديان مثل البحر، يجب أن لا يرتادها الناس في حالة عدم استقرار الأحوال الجوية لما لها من خطورة كبيرة. وقال:”الأمطار مصدر خير للمزارع، وبها ارتوت جميع الآبار وارتفع منسوب المياه الجوفية، حيث يدرك الخبراء من أصحاب المزارع أن امتلاء”نبع القاوة” في منطقة شيص وجريانة بقوة كبيرة، مؤشر لامتلاء الآبار وارتفاع منسوبها، كما تبشر الأمطار الغزيرة بموسم زراعي وفير، حيث أن توفر المياه طوال الموسم يساعد على إنتاج كميات كبيرة ومتنوعة من المحاصيل مثل الفندال بنوعيه الأبيض والأحمر، والذرة، والخيار والطماطم والفلفل واليقطين الذي يعرف محليا بـ”القرع” واللوبيا، إضافة إلى أنواع أخرى كثير من الخضراوات، كما تنتج المزارع أنواع متعددة من الفواكه والأوراق الخضراء، مثل الجرجير والحماض، إضافة إلى الشعير وأنواع أخرى. إلى ذلك، أكد العميد محمد أحمد بن غانم القائد العام لشرطة الفجيرة ورئيس اللجنة المحلية لمواجهة الكوارث والأزمات عدم وقوع أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات من جراء سقوط الأمطار، أمس في إمارة الفجيرة. وقال: لم تسجل غرف العمليات بجميع مراكز الشرطة التابعة لإمارة الفجيرة أمس وقوع حوادث مؤثرة وبالغة”، مشيراً إلى أنها حوادث عادية لا تتعدى حوادث الصدم الخفيف نتيجة تراكم المياه أو انزلاقات الطرق الخارجية، كما لم تسفر عن تلك الحوادث أي إصابات بالغة، أو متوسطة على الإطلاق. ووفق تقارير أعضاء لجنة الكوارث بالفجيرة، قامت البلدية بسحب المياه وتذليل أي عوائق قد تسبب مشكلات في حركة السير على الطرق والدوارات، كما لم تسجل بلاغات من مواطنين تفيد بوقوع أي أشجار، أو حدوث حالات غرق في الأودية. وناشد العميد محمد بن غانم كافة الأفراد من مواطنين ومقيمين بتوخي الحذر الشديد وعدم الانسياق خلف الأمطار، خاصة على حافة الأودية والمناطق التي قد تسبب مشكلات، وناشد الجمهور عدم ارتياد البحر، سواء من الصيادين أو الهواة لوجود تيارات بحرية مرتفعة قد تسبب وقوع حالات غرق. وكانت الفجيرة شهدت أمس أمطارا تراوحت ما بين الغزيرة والمتوسطة استمرت في تساقطها فترات طويلة من الساعة الواحدة ظهرا وحتى الساعة الخامسة مساء، ما أدى إلى تراكم مياه الأمطار تدريجيا على الطرق العامة والدوارات. وعقد فريق إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في إمارة الفجيرة أمس، اجتماعا برئاسة العميد محمد أحمد بن غانم الكعبي القائد العام لشرطة الفجيرة رئيس الفريق. وتم خلال الاجتماع مناقشة استعدادات الجهات والدوائر الحكومية لتنبؤات الأرصاد الجوية التي تمر بها الدولة خلال اليومين المقبلين، كما استعرض أعضاء الفريق الخطط اللازمة والإمكانيات المتاحة للتعامل مع الحدث. حضر الاجتماع عضو القوات المسلحة، والعقيد علي عبيد الطنيجي مدير إدارة الدفاع المدني بالفجيرة، وعضو من منطقة الفجيرة التعليمية ومنطقة الفجيرة الطبية ومواصلات الإمارات والمجلس الوطني للإعلام ومكتب التنسيق والاستجابة الوطني بالفجيرة، وبلدية الفجيرة وبلدية دبا ودائرة الأشغال والزراعة، وعدد من ممثلي الدوائر والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية بالإمارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©